النهار

بين أغراض السوبرماركت والمنزل والأوراق النقدية... هذه طرق التعقيم الصحيحة (فيديو)
بين أغراض السوبرماركت والمنزل والأوراق النقدية... هذه طرق التعقيم الصحيحة (فيديو)
A+   A-

 التعقيم هاجس الجميع في هذه المرحلة الحساسة. لكن ثمة تساؤلات عديدة حول الأمور التي تستدعي التعقيم والطرق الصحيحة للتعقيم. في المقابل يتم تداول العديد من الأفكار الخاطئة بشكل لا يستند إلى أساس علمي فتسبب المزيد من الهلع والتصرفات التي فيها الكثير من المبالغة. حول هذا الموضوع، تحدثت طبيبة الصحة العامة الدكتورة ليديا عون لـ"النهار" حول أصول التعقيم والأخطاء التي يمكن الوقوع فيها.


في السوبرماركت

الكل يتجوّل في السوبرماركت بالكمامة والقفازات الطبية بهدف الحد من هذا الخطر. لكن إلى اي مدى يمكن أن يحمي ذلك من خطر التقاط العدوى؟ في الواقع تؤكد الدكتورة عون أن هذه من الأخطاء الشائعة التي يقع كثر فيها. فبهذه الطريقة لا يحمي الشخص نفسه ولا يحمي غيره أيضاً بعكس الاعتقاد السائد. لذلك من الأفضل عدم وضعها لاعتبار أن الجراثيم تتجمع على القفازات الطبية بمعدلات عالية جداً. كذلك بالنسبة إلى الكمامة التي لا تشكّل حماية من الفيروس بل تعطي إحساساً كاذباً بالأمان فيما يمكن تلويث الوجه والعينين بالفيروس بسهولة إذا كانت اليدان ملوثتين به. وبالتالي ما من تبرير لأن يضعها موظفو السوبرماركت على الصناديق حتى باعتبارهم يمسكون النقود طوال النهار، فيزيد خطر نقل الفيروس ما لم يتم التعقيم وغسل اليدين أو تغيير القفازات باستمرار. أما بالنسبة إلى الطريقة الفضلى لتعقيم أغراض السوبرماركت فتوضح عون:

-يجب تعقيم كافة الأغراض لدى إحضارها إلى المنزل بالكحول الطبية أو بالسائل أو بمحلول الـeau de javel الذي يحضّر بمعدل 900 ملل من الماء في مقابل 100 ملل من الـeau de javel.

-يمكن غسل المعلبات بالماء والصابون أو يمكن نقعها بالكحول الطبي لمدة 5 دقائق.

-تغسل الخضر والفاكهة بالماء والصابون، اما تلك التي لا يمكن غسلها بهذه الطريقة فتعقم بالخل والملح.

-في حال وضع الأغراض التي تم إحضارها من السوبرماركت على الأسطح في المطبخ يجب نقع هذه الأسطح بعدها بالسائل المعقم لمدة 5 دقائق.

في المنزل:

يلجأ كثر اليوم إلى تعقيم المنازل باستمرار لاعتبارها الطريقة المثلى للتخلص من الفيروس. في الواقع توضح عون أنه لا جدوى من اتباع هذه الطريقة في المنازل ما لم يكن أحد مصاب بالفيروس في المنزل. وفي كل الحالات حتى في حال تعقيم المنزل، إذا دخل أحد مصاب إليه سيلوّث المكان ولا جدوى للتعقيم ايضاً. كذلك في حال إدخال أغراض ملوثة إلى المكان لا يكون التعقيم مفيداً. أما في حال وجود مريض كورونا في المنزل فمما لا شك فيه ان تعقيم كافة الأسطح ومقابض الأبواب والمكان كاملاً يعتبر ضرورياً بالماء والصابون وبمحلول الـeau de javel بعد تخفيفه بالماء إذا كان ذلك ممكناً. علماً ان الفيروس يبقى على الأسطح لمدة أطول من باقي الأماكن.

أما بالنسبة إلى الملابس فلدى دخول المنزل يجب تغييرها وغسلها على الحرارة القصوى الممكنة للقطعة بحسب CDC.

في الخارج وفي الأماكن العامة:

يعتبر تعقيم الأماكن العامة التي فيها تجمعت بأماكن الصلاة أو غيرها من الأماكن ضرورياً في هذه المرحلة بحسب الدكتورة عون على أن يكون مستمراً. يجب تعقيم المكاتب باستمرار في الشركات أو الأماكن المماثلة إضافة إلى كافة الأسطح مع الإشارة إلى أن دراسة جديدة ظهرت تشير إلى أن الفيروس يبقى في الهواء لمدة 3 ساعات. "بالنسبة إلى الطرقات لا جدوى من التعقيم وهي لا يمكن ان تفيد. فيكفي أن يلوث أحد المارة مكاناً معيناً حتى يكون لذك دون أي جدوى فيمكن أن يلتقط غيره العدوى".

في المقابل، تشدد الدكتورة عون على أهمية الحرص في المصاعد وعلى السلالم. ففي المصعد، مثلاً، يجب عدم الضغط على الأزرار بالإصبع بل بالكوع على أن يتم تعقيم المصاعد حيث يكون ذلك ممكناً خصوصاً المقابض والأزرار.

في الأوراق النقدية:

بات معروفاً أن الفيروس يمكن أن ينتقل من خلال التعامل بالأوراق النقدية، فيما تتضارب الدراسات حول المدّة التي يمكن أن يبقى فيها الفيروس عليها. وفيما تعتبر الدكتورة عون تعقيم الأوراق النقدية غير ممكن، من الضروري الحرص على غسل اليدين في كل مرة يتم لمسها فيها. فيما تشير إلى ان غسل اليدين باستمرار ضرورية في كل الحالات واياً كان الغرض الذي يتم لمسه. علماً ان غسل اليدين يبقى الوسيلة الافضل للحفاظ على النظافة والحد من انتقال الفيروس. اما السائل المعقم لليدين فهو فاعل عندما لا يكون من الممكن غسل اليدين، على أن يتم اختيار ذاك الذي يحتوي على نسبة 60 في المئة على الأقل من الكحول وإلا فلا فائدة منه. من هنا أهمية التدقيق في لائحة المكونات أولاً.

مدة عيش الفيروس

أما في ما يتعلّق بالمدّة التي يبقى فيها الفيروس في كل من أنواع الأسطح أو الأماكن، فتشير الدكتورة عون إلى أن ثمة تضارباً في الآراء والدراسات وكل منها يشير إلى مدة مختلفة. لكن تمت المقارنة بين فيروس كورونا وفيروس سارس ويفترض أنه يبقى لمدة تراوح بين ساعات و9 أيام بشكل عام فيما ثمة تغيير دائم في المدة لكل مكان.

"لا بدّ من الإشارة إلى أن كل هذه الأمور المتعلقة بفيروس كورونا وطريقة انتقاله ومدة بقائه على الأسطح تنطبق أيضاً على كافة الفيروسات فهو لا يختلف في ذلك ولا يدعو للهلع من هذه الحالة، إلا أن المشكلة هنا في أنه سريع الانتقال بالعدوى مقارنة بغيره من الفيروسات. أما في لبنان فمن المهم أن نشدد على المسؤولية الفردية لكل شخص تجاه المجتمع والمحيطين للحد من انتشار الفيروس وتزايد الحالات لاعتبار أن ثمة قدرة استيعابية محددة لدينا. أما مع الحدّ من عدد الحالات فيمكن التعامل معه مع الإصابات بشكل طبيعي. كما لا بد من التوضيح انه يمكن التقاط الفيروس دون ان تظهر أعراض واضحة فتكون بسيطة أو متوسطة. وفي نسبة 20 في المئة من الحالات قد تستدعي الحالة الدخول إلى العناية الفائقة للمعالجة".

وبحسب الدكتورة عون تظهر يومياً في فرنسا أكثر من 580 حالة، وينتشر الفيروس بنسب عالية لعدم التعاطي الصحيح معه. فيما ثمة تشدد أكبر في لبنان وتعاط صحيح معه، خصوصًا أن في لبنان يجرى الفحص حتى للحالات التي ثمة شك فيها أيضاً وهذا ما لا يحصل في خارج لبنان، فيتم الحجر على هذا الأساس حتى بغياب الأعراض التي تستدعي ذلك. لكن من المتوقع أن يخف ذلك لاحقاً فلا يجرى الفحص إلا عندما تدعو الحاجة.

اقرأ في النهار Premium