تناقض تركيا وروسيا يتكرّر من ليبيا!

تركيا رجب طيّب أردوغان الإسلاميّة طرف مُهمّ في الحرب الأهليّة الليبيّة الدائرة منذ سنوات بين حكومة الوفاق المُعترف بها دوليّاً التي يترأّسها السرّاج، والتي تُسيطر بالتعاون مع عدد من الميليشيات الإسلاميّة والقبائل على العاصمة طرابلس وغرب البلاد في صورة عامّة، وبين شرق ليبيا الذي يُسيطر عليه الجنرال حفتر. وهو يحظى بمساعدة عسكريّة وماليّة مُهمّة من مصر ودول عربيّة أخرى تُناهض "جماعة الاخوان المسلمين" الداعمة السرّاج. علماً أنّ السرّاج بدوره يحظى بمساعدة عربيّة تؤمّن معظمها دولة قطر الأمر الذي جعل حرب ليبيا حرباً عربيّة – عربيّة وحرباً إسلاميّة – إسلاميّة في آن معاً. وعندما رأت تركيا أنّ وضع حليفها الليبي بدأ يتهدّد بالهجوم العسكري الذي بدأه خصمه حفتر، والذي وضع هدفاً له هو احتلال طرابلس والسيطرة على غرب البلاد وتالياً إنهاء الحرب والانقسام، بادرت إلى رفع مستوى مساعدتها للسرّاج سياسيّاً وعسكريّاً. فمن جهة وقّعت معه بوصفه الزعيم الرسمي لليبيا اتفاقين بحريّين يمكّنانها من تسوية خلافاتها مع اليونان في البحر المتوسّط من جهة ومع قبرص "اليونانيّة"، ويسمح لها في الوقت نفسه بالإفادة من الثروة الغازيّة الهائلة في البحر الليبي إذا جاز التعبير، وبالنجاح في مواجهة التكتّل الغازي المُعادي لها ولمصالحها بين إسرائيل وقبرص ومصر في البحر المتوسّط. ومن جهة أخرى زادت وعلى نحو محسوس دعمها العسكري لحكومة...