سرّ الكنيسة

في هذا الأسبوع من كلّ سنة تصلّي مختلف الكنائس في العالم من أجل وحدة المسيحيّين. منذ القرن الرابع يُعلِن جميع المسيحيّين في قانون الإيمان، الذي أقرّه المجمع المسكونيّ الثاني المنعقد في القسطنطينيّة سنة 381، إيمانهم "بكنيسة واحدة، جامعة، مقدَّسة، رسولية". ولكنّنا نرى في الواقع كنائس متعدّدة، قد انفصلت بعضها عن بعض على مرّ التاريخ. فعلى أيّ أساس تقوم وحدة الكنيسة؟ في الكنيسة بعدان: بُعدٌ إلهيّ وبُعدٌ بشريّ. فوجه الكنيسة المنظور الذي يظهر في تعدّد الكنائس واختلاف بعضها عن بعض لا يمثّل سوى بُعد الكنيسة البشريّ. فهناك بُعدٌ إلهيّ يمثّل جوهر الكنيسة العميق. وعلى هذا الصعيد الكنيسة هي استمرار حياة الله التي أتتنا من خلال يسوع المسيح ابن الله المتجسّد والذي، من بعد قيامته، أرسل إلى تلاميذه الروح القدس. فالحياة الإلهيّة التي كانت منذ البدء في الله ووصلت إلينا في شخص يسوع المسيح الكلمة المتجسّد هي عينها الحياة التي انسكبت على التلاميذ يوم العنصرة والتي تكوّن عمق جوهر الكنيسة. وهذه الحياة تمنَحها الكنيسة للمؤمنين من خلال الأسرار المقدّسة ابتداء من المعمودية التي بها يولَد الإنسان ولادة جديدة من الماء والروح.فعلى هذا الصعيد الكنيسة...