الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - المسألة الزراعية في لبنان وسبل معالجتها

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - المسألة الزراعية في لبنان وسبل معالجتها
أرشيف "النهار" - المسألة الزراعية في لبنان وسبل معالجتها
A+ A-
نستعيد في #أرشيف_النهار مقالاً كتبه عادل قرطاس بتاريخ 30 كانون الثاني 1997، حمل عنوان "المسألة الزراعية في لبنان وسبل معالجتها".نسجل لجريدة "النهار" اهتمامها المشكور بالدراسات عن الانماء الزراعي والسياسات الزراعية وحماية البيئة، كما نثمّن الحملات التي قامت بها للمحافظة على البيئة والتي كان لها صداها ووقعها المميز واستحقت من جميع الغيورين على الزراعة والبيئة الشكر والثناء. وبالامس القريب قرأت مقالا للدكتور عساف ساسين تحت عنوان: "في اطار التنسيق مع سوريا: الدولة مدعوة لتأمين الامن الغذائي (العدد 19646، تاريخ 16/1/1997) كما قرأت مقالات عدة حول السياسة الزراعية والبحث العلمي الزراعي في لبنان بقلم السادة رياض سعادة، شوقي مراد ومحمد شومان مما يبين مدى الاهتمام بالقطاع الزراعي من جانب المفكرين ورجال العلم والاقتصاد الزراعي وقد تحسسوا وألموا بالمشكلة الزراعية في لبنان، وما آل اليه هذا القطاع في العقود الثلاثة الاخيرة، وخصوصا بعد الحرب المشؤومة في لبنان واثناءها فتقدموا مشكورين ببعض الاقتراحات والتوصيات لاستقراء المستقبل ووضع خطة وسياسة زراعية مستقبلية للبنان الغد. لقد قيل الكثير عن السياسة الزراعية واكثر مما قيل هو انه لا سياسة زراعية في لبنان، وقد سها عن بال الذين يقولون مثل هذا القول انه عندما يتخذ القرار بأن لا تكون هناك سياسة فمعنى ذلك ان هذا هو نوع من السياسة. والحقيقة ان في مثل هذا القول بعض التجني وعدم الدقة والوضوح، اذ ان في لبنان بعض السياسات الزراعية التي سنفصلها في ما بعد، وهناك الكثير من الدراسات الخاصة بالسياسة والاستراتيجيات الزراعية التي يجب اتباعها، ومنها الدراسة التي وضعتها منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة عام 1982، واعيدت دراستها مرة ثانية عام 1992، كما ان هناك الكثير من التقارير التي وضعتها وزارة الزراعة على اثر المؤتمر الوطني الاول للزراعة اللبنانية (من 14 -15 تشرين الثاني 1993) والمؤتمر الوطني الثاني للزراعة اللبنانية (16 ،22 تشرين الاول 1994) واصبحت الاستراتيجيا واضحة المعالم. انما ما ينقص هذه الاستراتيجيا هو القرار السياسي، والامكانات المادية والبشرية لكي توضع موضع التنفيذ. واختصر في هذا المقال عصارة الافكار التي تؤلف الاساس لسياسة زراعية في لبنان. اولا - عناصر السياسة الزراعية: لكي نتمكن من وضع الاسس لسياسة زراعية افضل للبنان يجب ان نتعرف الى العناصر الاساسية التي تقوم عليها الزراعة اللبنانية، وهي: - الارض الزراعية. - العمالة او اليد العاملة الزراعية. - الادارة ورأس المال. سنحصر البحث في العناصر الثلاثة الاولى: الارض الزراعية، ومياه الري والعمالة الزراعية. اما العنصر الرابع وهو الادارة ورأس المال فيستدعي مقالا خاصا بالتسليف الزراعي. وقد سبق لكلية الزراعة في الجامعة الاميركية في بيروت ان عقدت دورة دراسية حول هذا الموضوع يمكن العودة اليها نظرا الى اهمية التسليف الزراعي المؤسسي في تعجيل عملية الانماء الزراعي وتاليا فقد اصبح انشاء المصرف الوطني للانماء الزراعي حاجة ملحة في لبنان. - من المؤسف انه ليست لدينا الارقام الحديثة والدقيقة عن الزراعة اللبنانية. لذلك نضطر الى العودة الى الاحصاءات القديمة وبالاخص الى الاحصاءات والتقديرات التي وضعت في السبعينات من جانب وزارة الزراعة، والتي تفيد عن التوزيع الجغرافي للاراضي في لبنان والتي اعتمدتها الدراسة الشاملة للزراعة اللبنانية عام 1982 (الجدول الرقم 1). - ان مركز الثقل في الاراضي الزراعية هو سهل البقاع من دون منازع، يليه الساحل اللبناني وبالاخص في الجنوب حيث زراعة الحمضيات والموز وبعض الزراعات واخيرا سهل عكار والمنحدرات في المنغلق الغربي من جبل لبنان. طبعا ان هذه الاحصاءات هي احصاءات قديمة وتقريبية، ويجب تحديثها. وهذا مطلوب من مشروع الاحصاء الزراعي الشامل الذي تقوم به وزارة الزراعة بتمويل من البنك الدولي، ضمن المخطط الذي بدأته مع البنك المذكور قبل ان اترك الوزارة في 25/5/1995. والاحصاءات الحديثة ستثبت ان الاراضي الزراعية في المرتفعات والمنحدرات الجبلية ستتقلص سنة بعد سنة وستهمل وستتركز الزراعة في المناطق الخصبة من السهل، بالاضافة الى القضم المستمر للاراضي الزراعية من جراء التوسع العمراني على حساب الاراضي الزراعية. ان الاراضي الزراعية المهملة، ستتحول اراضي غابوية ومراعي، حيث من المفترض ان تصل الاولى الى 95 الف هكتار، والثانية الى 577 الف هكتار في حدود سنة 2000. وهذا يفترض ضمن السياسة الجديدة للدولة اللبنانية، الاهتمام بالمراعي وصيانتها ضمن برنامج واضح لتطوير الثروة الحيوانية. وهذا يفترض ايضا ان يكون هناك برنامج طموح لتطوير الثروة الحرجية في لبنان. والافتراض الذي بنيت عليه هذه التوقعات والاسقاطات هو ان الاسعار الزراعية الفعلية والحقيقية هي في تدن مستمر، والتقنية المستعملة في الزراعة لن تتطور كثيرا عما هي، وإن هي تطورت فان ذلك يتبعه تقليص وانحسار في المساحات الزراعية. - الثروة المائية هي الاساس في تطوير الزراعة اللبنانية، والمساحة المروية حاليا في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم