السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

المثالثة والثلث والأخطاء القاتلة

الدكتور داود الصايغ
Bookmark
المثالثة والثلث والأخطاء القاتلة
المثالثة والثلث والأخطاء القاتلة
A+ A-
لم يخلق لبنان للتعداد. فالتعداد سُجل في صفحات الزمان، في القرى المختلطة عبر كل المناطق. وفي بيروت التي نشأت حول أسواقها التاريخية، حيث عاش أصحاب المحلات الصغيرة والقلوب الرحبة من عائلات بيروت والمناطق، وحيث شُيّدت قباب الأجراس والمآذن التي لا تزال منتصبة حتى اليوم في الأماكن ذاتها، شاهدة عالية على الوفاء للتاريخ. وهي الأماكن ذاتها التي تجمع اليوم حشود المتظاهرين، في قلب العاصمة وقلب لبنان، بين ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح.وإلا كيف نهضت بوابة الشرق؟ انها انفتحت في الداخل قبل ان ترسل أنوارها إلى الخارج وإلى المحيط المجاور. لأنه، يومذاك كان التعداد من نوع آخر. كان في التسابق على العطاء، في التبادلات التي تنبذ الحسابات على أنواعها، في نشوء الجامعات والمعاهد والمدارس، في الصحف ودور النشر، في فتح الأبواب أمام الرحّالة والزائرين الذين كتبوا عن لبنان ذلك ما سجل بأحرف من نور، وما قاد إلى الولادة التاريخية بين 1920 و1926، تاريخ الدستور والجمهورية.لم يخطر ببال أحد، حتى بعد ترك الأمور للبنانيين أنفسهم، أن يقول نحن الأكثر عدداً. نحن الأقوى. حصل ذلك في ما بعد. وبخاصة في تجلياته الأخيرة لدى بعض الطارئين من مدعي القوة، الذين تركوا حسابات الوطن جانباً، وأخذوا ينظرون إلى أنفسهم علهم يرتفعون من حدود المناورات ليواجهوا التاريخ....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم