السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نشاطات المعتصمين السلمية في ساحة التحرير في بغداد وزارة صحة مصغرة ومستشفيات ومطابخ ومساعدات وحرّاس

نشاطات المعتصمين السلمية في ساحة التحرير في بغداد وزارة صحة مصغرة ومستشفيات ومطابخ ومساعدات وحرّاس
نشاطات المعتصمين السلمية في ساحة التحرير في بغداد وزارة صحة مصغرة ومستشفيات ومطابخ ومساعدات وحرّاس
A+ A-

بعد أكثر من شهرين على بدء موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة في العراق، تحولت ساحة التحرير المركزية في وسط بغداد الى خلية نحل لا تهدأ: حراس، وعمال نظافة، ومستشفيات، بمهمات وجداول مناوبات، نموذج ناجح يقول المتظاهرون لما عجزت الدولة عن القيام به خلال 16 عاماً.

لكن حادثاً حصل في وسط بغداد هاجم فيه عدد من المتظاهرين الغاضبين شابا وقتلوه وثم مثلوا بجثته وعلقوه على عمود إشارة مرورية وسط بغداد، في تصرف قد يسيء إلى الحركة الاحتجاجية التي تقدم نفسها على أنها "سلمية". وندد بيان صدر عن المعتصمين في ساحة التحرير بالحادثة. وقال هؤلاء "نعلن براءتنا نحن المتظاهرين السلميين مما حدث في ساحة الوثبة". واعتبروا أن ما جرى "مخطط خبيث لتشويه صورة المتظاهرين السلميين".

يقول العامل المياوم حيدر شاكر الآتي من محافظة بابل جنوب بغداد إلى ساحة التحرير، "في غضون شهرين، حققنا ما لم تحققه الدولة خلال 16 عاماً". وفي خيمته في بغداد، يوزع شاكر ثلاث وجبات يومياً طهيت بمواد يرسلها إليه متبرعون، على المتظاهرين.

عند مدخل الساحة، يقف أبو الحسن حارساً مع عشرات آخرين من رجال ونساء، ويقول "نحن، منذ صغرنا، نحتك بالعسكر، لذا اكتسبنا كيفية التعامل معهم". ويضيف وعيناه تجولان في المكان يميناً ويساراً "لا نحتاج إلى تدريب لاكتشاف المندسين وردعهم، حتى لا يشوهوا سمعة المجتمع بأسره، وكي نكون قادرين على تقوية دولتنا". مساء الجمعة، أطلق مسلحون لم تتمكن الدولة من تحديد هويتهم بعد النار لساعات على متظاهرين في بغداد وهاجموا موقف سيارات يحتله المتظاهرون منذ أسابيع. ويؤكد المتظاهرون أنهم مع اللاعنف، وأن رجال شرطة واستخبارات اخترقوا صفوفهم، وأنهم وقعوا تحت رحمة مسلحين قادرين على عبور حواجز الشرطة والجيش في بغداد من دون عوائق قبل حادثة الجمعة.

في مواجهة الفصائل المسلحة الموالية لإيران التي تقوم بتعزيز نفوذها وترساناتها في العراق بينما يهاجمها المتظاهرون، يتحالف المحتجون من جهتهم مع أصحاب "القبعات الزرقاء" التابعة لـ"سرايا السلام"، الجناح العسكري لتيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.

ليلة الجمعة، لم يتوقف أحمد الحارثي وزملاؤه من الأطباء والمسعفين في ساحة التحرير عن العمل لتأمين الإضاءة في المكان. تمكنوا من الاعتماد على وصلات كهربائية مدها المتظاهرون على خطوط التوتر العالي التابعة للبلدية، إلى جانب مولدات كهربائية صغيرة اشتروها كحل بديل عند انقطاع الكهرباء لساعات يومياً في العراق. ومنذ تشرين الأول الماضي، تخلى طبيب الأمراض النسائية والتوليد عن وظيفته، أولاً من أجل التظاهر، ثم لعلاج الجرحى في ثاني أكبر عاصمة عربية مأهولة بالسكان.

مع الوقت، تعلم الحارثي التنسيق مع المسعفين وسائقي الـ"توك توك"، لأن "نقابات الأطباء والصيادلة نظمت نفسها في التحرير"، وفق ما يقول، وشكلت ما يشبه "وزارة صحة مصغرة".

أمام المستشفيات الميدانية، وبين عجلات الـ"توك توك" التي تمر بسرعة بين مجموعات المتظاهرين، يقوم عشرات الشباب، وغالبيتهم من الفتيات، بكنس وتنظيف الشارع يومياً. ويرى المتظاهرون أن الساحة لم تكن أبداً نظيفة بهذا الشكل، مقارنة بما كان يقوم به عمال البلدية. وتقول هدى عامر، المعلمة التي تتغيب منذ أسابيع عن وظيفتها، "ثورتنا لا تريد تدمير كل شيء. هنا، نحن جميعاً لبناء أمتنا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم