السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

في الوقت الحكومي المستقطع: إنفجار انتحاري في الهرمل\r\nهل يعجل الانفلات الامني في ولادة قيصرية تسبق "جنيف3"؟

المصدر: "النهار"
A+ A-

استراحت المحركات السياسية الرامية الى تأليف الحكومة في عطلة نهاية الاسبوع، لتنشط في الوقت المستقطع، التفجيرات الانتحارية، التي حطت رحالها امس في منطقة الهرمل، حاصدة المزيد من القتلى والجرحى، ومذكرة بالمستوى الخطير الذي بلغه الانفلات الامني.


ففيما قطعت الاجهزة الامنية في الفترة الاخيرة شوطا مهما على طريق الكشف عن بعض عمليات التفجير التي استهدفت عددا من المناطق اللبنانية، وتوصلت الى اعتقال الرؤوس المدبرة او الناشطة فيها، لا تزال هذه المساعي عاجزة عن احتواء الحالة الارهابية التي باتت الساحة اللبنانية بيئة حاضنة لها. وقد جاءت التقارير الامنية والمعلومات المتوافرة في حوزة الاجهزة الامنية معطوفة على تقارير امنية غربية لتؤكد حجم الانكشاف الامني الداخلي، والذي جاء كلام وزير الداخلية والبلديات مروان شربل عقب انفجار الهرمل امس ليؤكد هذه المخاوف اذ قال ان ما يحصل كبير وأكبر من لبنان، مشيرا الى ان الوضع الامني غير مستقر ويتطور كل يوم نحو الاسوأ. وكشف شربل عن وجود عدد كبير من السيارات المسروقة المعدة للتفجير، ما يشي بعجز الاجهزة الامنية عن تعقب هذه السيارات وضبطها رغم المعلومات المتوافرة لديها، بحيث تبدو هذه الاجهزة وكأنها على سباق مع التفجيرات.
وكانت سيارة "غراند شيروكي" رمادية اللون انفجرت أمس في محطة الايتام للوقود كما بينت التحقيقات الاولية، ناجمة عن تفجير انتحاري وحصدت 3 قتلى و28 جريحا في حصيلة اولية لوزارة الصحة والصليب الاحمر اللبناني توزعوا على مستشفيات المنطقة. فيما أعقب التفجير الذي وقع قرابة السادسة مساء، وهو التفجير المسائي الاول والثاني في منطقة الهرمل على مسافة اسبوع من التفجير الاخير في حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، مجموعة من الاضطرابات الامنية توزعت على عدد من المناطق، حيث سجل القاء قنبلة صوتية على مبنى في بئر حسن وانفجار قنبلة في ايدي شخصين في جامع الخاشقجي وسجل سقوط صاروخ من الجانب السوري في محيط الهرمل.
وفيما دان كل من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام التفجير الارهابي، قال النائب وليد جنبلاط ان "التفجيرات مستمرة ومن قال أن هناك حماية للبنان ونحن لا نستطيع التوصل الى الحد الأدنى منها، وها قد وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم".
ويأتي تفجير الهرمل بعد يوم هادئ على جبهة تأليف الحكومة لم تخرقه سوى زيارة رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة الى قصر بعبدا حيث كان له لقاء مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان تناول في شكل اساسي ما آلت اليه الاتصالات الجارية على محور التأليف فضلا عن الوضع الامني المتردي ولا سيما في طرابلس وصيدا. وعلم ان السنيورة جدد موقف تيار المستقبل في الشأن الحكومي انطلاقا من المبادئ التي سبق وتم الاتفاق عليها مع رئيس المجلس نبيه بري لجهة اعتماد مبدأ المداورة وفق صيغة 3 ثمانيات، اما التفاصيل فمتروكة لرئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية لإنضاج الصيغة القائمة على هذين المبدأين.
وعليه، بقي المشهد الحكومي يرواح مكانه في ظل استمرار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون على موقفه، ورفضه لآخر العروضات المقدمة له وخلاصتها مقايضة وزارتي الطاقة والاتصالات بوزارتي الخارجية والتربية، على قاعدة تقاسم الحقائب السياسدية بين قوى 8 و14 آذار وتنازل سليمان وسلام عن الحقيبتين السياديتين من حصتهما.
وكان الرفض الاخير لعون موضع تساؤل في الاوساط السياسية أمس خصوصا وأن عون يعلن رفضه للعروضات عبر الاعلام فيما يؤكد عبر الاعلام نفسه أنه لم يتلق أي عرض رسمي ليناقشه، بما يضرب كل المساعي القائمة منذ نحو شهر عرض الحائط.
اما عن اسباب رفض عون وربطها بحزب الله، فتؤكد مصادر سياسية مواكبة انها عائدة الى محاولات ربع الساعة الاخير التي يبذلها عون لتحسين موقعه ومكاسبه على ابواب الاستحقاق الرئاسي، مستبعدة ان يكون الحزب هو من يقف وراء هذا الموقف لأن الحزب هو من بادر الى تحريك ملف التأليف الراكد منذ تسعة اشهر، ولا مصلحة له في اعاقته اليوم. اما ربط التأليف بمسار مؤتمر جنيف، فإن الظروف التي حتمت تعجيل التأليف قبل جنيف 2 لا بد وأن تتكرر قبل جنيف3 والمهم على القوى المحلية اقتناص الفرصة وعدم تفويتها مجددا، مشيرة ان هذا الامر سيكون من مسؤولية الرئيسين سليمان وسلام للتحرك قبل فوات الاوان.
وفي حين اكدت اوساط المصيطبة ان الرئيس المكلف لم يتلق بعد اي جواب من حزب الله، رافضة تحديد أي مهل في شأن موعد التأليف، جددت تأكيد موقف الرئيس المكلف من عدم التراجع عن المداورة وأملت ان يتبلور الجواب النهائي لحزب الله والعماد عون خلال اليومين المقبلين ليبنى على الشيء مقتضاه. وبدا من كلام الاوساط ان الرئيسين سليمان وسلام قد حزما امرهما في إتجاه المبادرة الى اعلان الحكومة خصوصا بعد المخاطر الامنية والارهابية الخطيرة التي تهدد الاستقرار الداخلي ومع اقتراب نفاد المهل الفاصلة عن الاستحقاق الرئاسي.
خارجيا، برز امس موقف لافت لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس على هامش لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في ميونخ كشف فيه عن عزم بلاده على ترجمة التزاماتها تجاه لبنان "من خلال عقد مؤتمر لاصدقاء لبنان في بداية شهر اذار المقبل في باريس لدعم لبنان، من اجل تجاوز الصعوبات السياسية والاقتصادية الراهنة. وعبر عن قلقه لاستمرار دورة العنف في سوريا وعدم التوصل الى حل يوقف معاناة الشعب السوري".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم