المتداول: صورة تظهر اعتداء نشطاء يمينيين اسرائيليين على الصحافي الفلسطيني المستقل سيف القواسمي، بمزاعم أنّها "منشأة بواسطة برنامج ذكاء اصطناعي".
الا أنّ هذا الزعم مختلق، لا اساس له.
الحقيقة: الصورة حقيقية، وقد التقطها مصوّر وكالة "فرانس برس" حازم بدر في 5 حزيران 2024، خلال مسيرة الأعلام في يوم القدس بمدينة القدس. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر رجلاً ارتدى سترة واقية عليها عبارة "صحافة"، ارتسم على وجهه الخوف، بينما تحلق حوله شبان غاضبون، وبدا بعضهم محاولاً رفسه. وقد انتشرت أخيرا في حسابات حظيت عبرها بملايين عدة من المشاهدات، وكتبت معها "صورة مبالغ فيها للغاية في أبعاد قسوتها إلى درجة أنها تبدو منشأة بواسطة الذكاء الاصطناعي".
- حقيقة الصورة -
الا ان هذه المزاعم خاطئة، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
فالبحث عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة غيتي إيماجز Getty Images، التي نشرتها في 5 حزيران 2024 (هنا)، مع شرح أن "نشطاء يمينيين إسرائيليين يتشاجرون مع الصحافي الفلسطيني المستقل سيف القواسمي Saif Kwasmi في 5 منه، خلال ما يسمى مسيرة الاعلام في يوم القدس، والتي تحيي ذكرى استيلاء الجيش الإسرائيلي في الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1967، على القطاع الشرقي لمدينة القدس".
تصوير: حازم بدر HAZEM BADER/ وكالة فرانس برس عبر غيتي إيماجز.
وقد نشرت الوكالة صورا أخرى لتعرض القواسمي للاعتداء على يد النشطاء اليمينيين الاسرائيليين (هنا).
في ذلك اليوم، الاربعاء 5 حزيران 2024، اعتدت مجموعات من المشاركين في مسيرة الاعلام بيوم القدس على صحافيين، وفقا لوكالة "فرانس برس"، بينهم الصحافي الفلسطيني سيف القواسمي.
وقال مدير برنامج لجنة حماية الصحافيين كارلوس مارتينيز دي لا سيرنا إن قوات الأمن الإسرائيلية "وقفت من دون فعل شيء"، بينما قام المتظاهرون بمضايقة الصحافيين والاعتداء عليهما، على ما ذكرت وكالة "رويترز". وحضت اللجنة إسرائيل على التحقيق في هذه الوقائع ومحاسبة المسؤولين عنها (هنا).
وقد نشر القواسمي صورا عدة للاعتداء عليه في حسابه في انستغرام (هنا، هنا). وكتب معها: "عشرات من قطعان المستوطنين، وبمساعدة شرطة الاحتلال، قاموا اليوم بالاعتداء علي وعلى بعض الزملاء الصحافيين بالضرب المبرح في البلدة القديمة خلال (تأدية) عملنا الصحافي. رغم أنفهم ستبقى التغطية مستمرة" (هنا، هنا، هنا، هنا ايضا).
في ذلك اليوم، سار آلاف الإسرائيليين وهم يرقصون ويغنون في شوارع القدس القديمة، حاملين الأعلام الإسرائيلية، في أجواء متوترة ووسط تدابير أمنية مشدّدة على خلفية الحرب في قطاع غزة، على ما ذكرت وكالة "فرانس برس" (هنا).
وينظم إسرائيليون من اليمين المتطرف سنويا هذه المسيرة في "يوم القدس" الذي يحيون فيه ذكرى "إعادة توحيد" شطري المدينة بعد احتلال الدولة العبرية جزءها الشرقي عام 1967.
وأغلقت الشرطة عددا من شوارع القدس الشرقية والغربية من الساعة الثانية بعد الظهر (11,00 ت غ) حتى السابعة مساء (16,00 ت غ)، ونشرت ثلاثة آلاف عنصر في كل أنحاء المدينة "للحفاظ على النظام العام والسلامة".
وقالت إنها اعتقلت خمسة مشتبه فيهم شاركوا في المسيرة في منطقة باب العمود، قاموا بإلقاء أشياء على الصحافيين الذين كانوا يقفون في زاوية خصصت لهم.
وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في 6 منه، أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت القواسمي قبل أن يتم إطلاق سراحه في وقت لاحق. وقالت إن "القواسمي تم احتجازه لساعات عدة...". ونقلت عنه إن "الشرطة احتجزته بعدما تواصل معهم ناشط معروف من اليمين المتطرف في القدس، وادعى أنه (القواسمي) عميل لحماس".
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه "لا يوجد أي ارتباط بين الحادثة التي تعرض خلالها القواسمي للهجوم واعتقاله للتحقيق، إثر بلاغ ورد بشبهة التحريض"، مشيرة إلى أنه "تم احتجازه واستجوابه، ثم أطلق بعد وقت قصير. كذلك تجري حاليا الشرطة التحقيق في الشكوى المقدمة ضده" (هنا).
أعلن المرصد السوري مساء اليوم الجمعة خروح السويداء عن سيطرة الحكومة السورية وعن قيام مسلحين محليين بالسيطرة على العديد من المراكز الأمـنية في المدينة ومحيطها وهروب المحافظ بعد تصاعد حدة التوتر.
هل وضعت تل أبيب في حساباتها إمكانية انهيار في دمشق؟ وهل الهجوم الإسرائيلي الكبير شمال دمشق حصل بسبب الخوف من الفصائل المعارضة وحدها؟ أم أن في الحسابات إمكانية أن تسقط الأسلحة (النوعية) بيد بقايا الفصائل الإيرانية في سوريا؟