السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

"أميركا تحشد قواتها في جيبوتي قبل تدخّل عسكري في اليمن"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#

المصدر: النهار
هالة حمصي
هالة حمصي
الصورتان المتناقلتان بالمزاعم الخاطئة (اكس).
الصورتان المتناقلتان بالمزاعم الخاطئة (اكس).
A+ A-
المتداول: صورتان تظهران، وفقا للمزاعم، "قوات أميركية تم ارسالها الى جيبوتي، قبل تدخل عسكري في اليمن"، في وقت يواصل الحوثيون هجماتهم على سفن في البحر الأحمر، على وقع المعارك بين اسرائيل وحماس. 
 
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح. 
 
الحقيقة: الصورتان قديمتان، ولهما سياق مختلف تماما. الاولى تعود الى 2 آذار 2022، وتظهر مغادرة جنود أميركيين مطار هانتر العسكري في سافانا بجورجيا الاميركية، للانتشار في ألمانيا، على وقع الهجوم الروسي على أوكرانيا. والاخرى تعود الى 23 شباط 2019، وتظهر الاستعداد لتحميل محطة اطلاق منظومة ثاد للدفاع الصاروخي الجوي على طائرة عسكرية في فورت بليس بولاية تكساس الاميركية. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
ما القصة؟ 
الصورة الأولى تظهر عسكريين يمشون بالصف في اتجاه سلم طائرة توقفت على  مدرج. والأخرى تظهر مركبة عسكرية توقفت قرب طائرة فتح بابها الخلفي واسعا. وقد تكثف التشارك في الصورتين أخيرا، عبر حسابات عربية وأجنبية أرفقتهما بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "امريكا تحشد قواتها ومعداتها العسكريه الى قاعدتها في جيبوتي. يبدو ان هناك تدخل عسكري امريكي بري في اليمن".
 
 
 
 
 
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة أميركية في البحر الأحمر -
جاء تداول الصورتين في وقت أعلن الحوثيون في اليمن، اليوم الاثنين، استهداف سفينة أميركية في البحر الأحمر، في أعقاب تقارير من وكالتين بريطانيتين للأمن البحري بأن سفينة أبلغت عن استهدافها بصاروخين أثناء مرورها في مضيق باب المندب الإستراتيجي، وفقا لما أوردت وكالة "فرانس برس" (هنا).
 
في غضون ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أمس الأحد (هنا) أنها نفذت ضربات جديدة استهدفت السبت أسلحة للحوثيين في اليمن كانت بحسب واشنطن معدة لمهاجمة سفن في البحر الأحمر.
 
ومنذ تشرين الثاني، أعلن الحوثيون بدء استهدافهم سفنا في البحر الأحمر وخليج عدن يعتبرونها مرتبطة بإسرائيل، وذلك "تضامنا" مع الفلسطينيين في قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل وتحاصره في خضم حربها ضد حماس.

وأجبرت هجماتهم العديد من شركات الشحن على تعليق عبور سفنها في هذه المنطقة التي يمر بها 12% من التجارة العالمية.
 
- حقيقة الصورتين -
الا ان الصورتين المتناقلتين لا علاقة لهما بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتهما. 
 
* الصورة 1- 
 
يقود البحث العكسي عنها الى خيوط (هنا، هنا، هنا...)، توصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية، التي نشرتها في 2 آذار 2022 (هنا، هنا)، بعنوان:  الانتشار خلال الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وارفقتها بالشرح الآتي: "بعض من 180 جنديا من فرقة المشاة الثالثة في الجيش الأميركي، فريق اللواء القتالي الأول المدرع، يتوجهون إلى طائرة مستأجرة في مطار هانتر العسكري في سافانا بجورجيا، الأربعاء 2 آذار 2022، للانتشار في ألمانيا. ترسل الفرقة 3800 من جنودها كتعزيزات لمختلف حلفاء حلف شمال الاطلسي في أوروبا الشرقية" (هنا ايضا).
 
تصوير: ستيفن بي. مورتون Stephen B. Morton/ اتنلاتنا جورنال- كونستيتيوشن Atlanta Journal-Constitution عبر AP). 
 
 
يومذاك، نشرت وكالة "اسوشيتد برس" تقريرا (هنا) عن اندفاع القوات الأميركية تندفع إلى أوروبا وسط الحرب في أوكرانيا ارفقته بصور عدة لمغادرة جنود فرقة المشاة الثالثة في الجيش الأميركي مطار هانتر العسكري في سافانا. 
 
وافادت بأن البنتاغون طلب إرسال نحو 12 ألف جندي من مختلف القواعد الأميركية إلى أوروبا، مع انتقال ألفين آخرين متمركزين بالفعل في الخارج إلى دول أوروبية أخرى. واشارت الى ان مهمة الجنود الاميركيين في الخارج تتمثل في التدريب إلى جانب الوحدات العسكرية لحلفاء حلف شمال الاطلسي، في استعراض للقوة يهدف إلى ردع المزيد من العدوان الروسي...". 
 
*الصورة 2- 
 
على غرار السابقة، هذه الصورة قديمة ولا علاقة لها باليمن. فالبحث عنها يقودنا اليها منشورة في خدمة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية DVIDS، موقع التوزيع الإعلامي لوزارة الدفاع الاميركية DVIDS، في 23 شباط 2019 (هنا)، بعنوان: تحميل (نظام) ثاد.
 
وارفقتها بالشرح الآتي: "الاستعداد لتحميل محطة اطلاق منظومة ثاد للدفاع الصاروخي الجوي على سرب الجسر الجوي الرابع C-17 Globemaster III في فورت بليس بتكساس، في 23 شباط 2019". 
 
واضافت: "منظومة الصواريخ ثاد منصة أرضية قادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية، سواء داخل الغلاف الجوي أو خارجه".
 
الصورة: القوات الجوية الأميركية بواسطة الرقيب كوري د. باين Cory D. Payne. 
 
 
ولم تضف الخدمة اي تفاصيل أخرى عن الصورة. 
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورتين تظهران "قوات أميركية تم ارسالها الى جيبوتي، قبل تدخل عسكري في اليمن". في الواقع، الصورتان قديمتان، ولهما سياق مختلف تماما. الاولى تعود الى 2 آذار 2022، وتظهر مغادرة جنود أميركيين مطار هانتر العسكري في سافانا بجورجيا الاميركية، للانتشار في ألمانيا، على وقع الهجوم الروسي على أوكرانيا. والاخرى تعود الى 23 شباط 2019، وتظهر "الاستعداد لتحميل محطة اطلاق منظومة ثاد للدفاع الصاروخي الجوي على طائرة عسكرية في فورت بليس بولاية تكساس الاميركية".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم