بعد هدوء حذر خيّم على الشريط الحدودي الجنوبي أثناء ساعات الصباح، عاد التصعيد ليكون سيّد الموقف، واستهدفت مسيرة اسرائيلية احد مقاتلي "حزب الله"، وشن الطيران الاسرائيلي غارات عنيفة على عدد من القرى الجنوبية.
وقد أفاد مراسل "النهار" عن سقوط ضحية وإصابة شخص آخر في سيارة استهدفها الطيران الإسرائيلي المسيّر في كونين.
وأعلنت إذاعة الجيش الاسرائيلي أن المستهدف في الغارة على السيارة في كونين قائد عسكري في "حزب الله".
ونُقلت الإصابتان إلى مستشفى بنت جبيل.
ونعى "حزب الله"اسماعيل علي الزين ″راغب″ مواليد عام 1980 من بلدة قبريخا في جنوب لبنان.
ولاحقاً نعى الحزب المقاتل مصطفى ناصيف من بلدة الحفير والمقاتل علي بكي من بلدة كناريت، فيما أعلن الحزب بوقت متأخر استهداف قوة عسكرية إسرائيلية داخل موقع المطلة بقذائف المدفعية.
ودأب الطيران الإسرائيلي على استهداف السيارات في جنوب لبنان، وعادة ما كان يستهدف قيادات "حزب الله" أو فصائل فلسطينية في هذه السيارات، وأخرها كان علي نعيم، نائب قائد القوّة الصاروخية في الحزب، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي قبل أيام قليلة.
وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على بلدات كفركلا، ومركبا، وبلديا و ميس الجبل، وبرج الملوك، وتحدثت معلومات عن اصابات في غارات بليدا، ميس الجبل وبرج الملوك.
ويبدو أن الحرب في الجنوب تتخذ مساراً تصعيدياً، خصوصاً بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت عن تكثيف العمليات ضد "حزب الله" في جنوب وعمق لبنان وحتى في سوريا.
وفي إشارة جديدة إلى أن الحرب بين الجيش ال#إسرائيلي و"#حزب الله" قد تطول، ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه تم إبلاغ رؤساء سلطات الشمال أن العام الدراسي المقبل قد لا يبدأ في مناطقهم، وطلب منهم كتمان الأمر.
وقالت إنَّ قادة المجتمع المحلي في الشمال يخشون أن يكون تمديد إخلاء مناطقهم ضربة لن تتمكن المنطقة من تحملها.
إلى ذلك، استمر الاشتباك الميداني ولكن بوتيرة أضعف اليوم، وقد اعلن "حزب الله" استهداف ثكنة راميم بقذائف المدفعية، موقع زبدين، رويسة العلم، وموقع المالكية بصواريخ "بركان"
وقصف الجيش الإسرائيلي بلدات كفركلا، حولا، رب الثلاثين والخيام.
في الوقت عينه احتفل فيه أبناء الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي، كانت منقوصة في قرى وبلدات المنطقة الحدودية في الجنوب التي تتعرّض يومياً للقصف الصاروخي والمدفعي الإسرائيلي، منذ الثامن من تشرين الأول العام الفائت، بعدما اشتعلت جبهة الجنوب في اليوم الثاني لعملية طوفان الاقصى بين "حزب الله" وإسرائيل، على طول الحدود الجنوبية من الناقورة غرباً حتى شبعا وكفرشوبا، مروراً بقرى قضاء بنت جبيل.
معالم الزينة غابت كلياً عن أجواء العيد، ولم تظهر على وجوه سكان وأبناء القرى مظاهر الفرح والبهجة،كما جرت العادة، إلا أن جميع الأهالي كانوا حريصين على حضور القداديس وإقامة الصلوات في الكنائس، وأسهم الهدوء النسبي الذي شهدته المنطقة منذ ساعات الصباح الأولى لغاية فترة الظهر حيث لم يُسجّل إطلاق أيّ قذيفة أو صاروخ من الجانبين في حضور الناس وفي عودة بعض الذين نزحوا من بيوتهم ولا سيما المواجهة للمواقع العسكرية الإسرائيلية أو التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي.
في بلدة رميش التي تقع في مواجهة أكثر من موقع إسرائيلي، بين بلدتي عين إبل وعيتا الشعب، أصرّ غالبية أبناء البلدة فيها على عدم النزوح والتمسّك بأرضهم وممتلكاتهم، وقال كاهن الرعيّة الخوري نجيب العميل لـ"النهار"، أن معظم أبناء البلدة قرّروا البقاء في بيوتهم وعدم الهروب، و"نحن جميعاً سنبقى، متمسكين بأرضنا وبيوتنا، ولدينا خشية من محاولات لتهجيرنا، ولكننا سنقف بوجه كل من يحاول القيام بذلك حتى لو كان من بعض الدول الكبرى،كما سنبقى حريصين أشد الحرص على أطيب العلاقات الأخوية مع أبناء قرى الجوار، ونتمنى وقف الحرب وعودة جميع المهجرين إلى أرضهم وإعادة إعمار ما دُمّر".
كيف علّقت اليونيفيل للنهار على حادث أمس؟
إلى ذلك، كشف الناطق الرسمي بإسم اليونيفيل أندريا تيننتي في حديث لـ"النهار" أن القوات الدولية "تحقّق في سبب الحادثة التي تعرّض لها المراقبون العسكريون أمس"، لافتاً إلى "إرسال فريق التحقيق لدينا للنظر في ذلك، إذ نحن بحاجة للتحقق مع فريق التحقيق الخاص بنا".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت قوات "اليونيفيل" بدأت باتخاذ إجراءات أمنية محدّدة بعد الحادثة، قال: "لقد تم اتخاذ الإجراءات الأمنية، وقد كان لدى "اليونيفيل" دائماً إجراءات أمنية مشدّدة جدّاً".
وأعلنت #الأمم المتحدة إصابة ثلاثة من مراقبيها العسكريين ومترجم بانفجار بالقرب منهم خلال دورية على طول الخط الأزرق في #جنوب لبنان.
ويقوم جنود حفظ السلام التابعون لقوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بدوريات على الخط الأزرق، وهي الحدود التي رسمتها الأمم المتحدة في عام 2000 عندما انسحبت القوات ال##إسرائيلية من جنوب لبنان.