أيّ معطيات جديدة حملها اجتماع نصرالله بوفد "حماس"؟

لم يكن أمراً عابراً أن يظهر إعلام "حزب الله" صورة اللقاء الذي جمع السيد حسن نصرالله ووفداً من حركة "حماس" بقيادة خليل الحيّة، وأن يرفق الصورة ببيان مسهب بعض الشيء خلافاً للمعتاد بعد أقل من 36 ساعة على إطلالته الإعلامية الأخيرة التي أطلق فيها خطاباً تضمّن آراءً تتّصل بمستقبل الوضعين الساخنين الداخلي والإقليمي. فليس خافياً أن المشيئة التي عمّمت هذه الصورة والبيان الملحق بها أرادت أن تكون هذه الخطوة استكمالاً بديهياً للمفاصل الرئيسية التي ركّز عليها ذلك الخطاب.فوفق مطلعين شاء نصرالله أن يكون ذلك الخطاب نقلة نوعية تؤكد أن الحزب قد افتتح لتوّه مرحلة جديدة في منازلته مع إسرائيل المستمرة منذ أكثر من 220 يوماً، من منطلق أساسي وهو أنه واثق من نفسه وقوته وقدراته. وأراد نصرالله، وخصوصاً بعدما شمل بكلامه مواقف حيال الوضعين اللبناني والفلسطيني، من جديد، أن يعود الى الدور الذي تخلّى عنه طوعاً مع بداية الأحداث في غزة وهو "القائد الأساسي للمحور"، إذ من المعلوم أنه في أول إطلالة له بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى ظهر وكأنه يسلّم راية القيادة لحركة "حماس" ويقف وراءها. وكان ذاك القرار بناءً على تقييم موقف والحسابات الدقيقة لمجريات المعركة وظروفها. وكان الغطاء الشرعي لهذا السلوك التراجعي يومها أن الكلمة من الآن فصاعداً هي للميدان وحساباته وليس لأي أمر آخر.لذا فإن الدلالة في لقاء نصرالله مع خليل الحيّة كانت بالتوقيت والصورة. فالمعلوم أن التنسيق بين الطرفين يجري على مدار الساعة وعلى كل المستويات، لذا فإن إعلان...