ما هي الأبعاد الاستراتيجية التي يجدها "حزب الله" في ضربته النوعية للموقع الإسرائيلي في "عرب العرامشة"؟

كان لزاماً على "حزب الله" ان يقدّم في الساعات القليلة الماضية أداء ميدانيا مختلفا بدرجة كبيرة عن طبيعة أدائه المألوف منذ ما يربو على الاشهر الستة.ويخرج أي متصل بالحزب اخيرا باستنتاج فحواه ان ضربته النوعية الاخيرة للموقع الاسرائيلي الاستراتيجي، المعروف بموقع "عرب العرامشة" وفق التسمية العربية له، وتسمّيه اسرائيل موقع حانيتا، والذي يتاخم بلدة الضهيرة الحدودية، في حين ان ثمة من يقول انه بالاساس جزء من هذه البلدة الصغيرة نسبيا اقتُطع منها عنوة بعد عام 1948، يتلمس مدى الارتياح الذي سرعان ما تملّك الحزب بعد تلك الضربة النوعية، خصوصا ان الاسرائيلي ما لبث ان أفصح عن وجع انتابه من جرائها بفعل وقوع ما يقل عن 14 جنديا من عناصر ذلك الموقع بين قتلى ومصابين.هي اذاً ضربة تعويضية موفّقة كان الحزب يفتش بدأب عن تحقيقها منذ زمن، خصوصا بعد بروز معطيين فرضا نفسيهما، وعُدّا عنصر تحوّل في المشهد الجنوبي المحتدم.وقد تمثل الاول في الاجواء العسكرية التي وُلدت بُعيد الضربة الايرانية الاخيرة لاسرائيل كردّ على الضربة التي وجّهتها تل ابيب الى القنصلية الايرانية في دمشق فسوّت اياها بالارض وادت الى سقوط سبعة من القياديين العسكريين أبرزهم قائد فيلق القدس في الحرس الثوري في سوريا ولبنان، وجميعهم قادة محترفون مخضرمون.ومعلوم انه قبيل ان يأتي الرد الايراني المختلَف على نتائجه وجدوائيته، شخصت الانظار في اتجاه "حزب الله" في سعي لتلمّس اجوبة عما يمكن ان يكون عليه دوره في عملية الرد الايراني المحتملة وتداعيات ذلك على مستوى الصراع على الحدود اللبنانية مع الاراضي المحتلة.كان ذلك انطلاقا من اعتبارين: الاول، ان ثمة اصواتا تعالت متكهنة بان الحزب بصفته احدى الاذرع الايرانية الضاربة في المنطقة هو أحد ابرز المرشحين لتولّي الرد.الثاني، انه بعدما تكفلت طهران نفسها بمهمة الرد المباشر أُفسح في المجال امام مخاوف من نوع مختلف هذه المرة تنطلق من فرضية...