استثمار رقمي ضخم: الإمارات وفرنسا تؤسسان مركز بيانات ثورياً للذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا 11-02-2025 | 09:03

استثمار رقمي ضخم: الإمارات وفرنسا تؤسسان مركز بيانات ثورياً للذكاء الاصطناعي

اتفاقية بين الإمارات وفرنسا لبناء مركز بيانات متطور، هدفه تعزيز الذكاء الاصطناعي والاستثمارات التكنولوجية.
استثمار رقمي ضخم: الإمارات وفرنسا تؤسسان مركز بيانات ثورياً للذكاء الاصطناعي
شراكة إماراتية-فرنسية لإنشاء أكبر مركز بيانات للذكاء الاصطناعي في أوروبا.
Smaller Bigger

في خطوة تعكس التوجه العالمي نحو تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، أعلنت الإمارات العربية المتحدة وفرنسا شراكتهما الاستراتيجية لإنشاء مركز بيانات ضخم في فرنسا بقدرة تصل إلى 1 جيجاواط. هذه المبادرة تأتي ضمن اتفاقية أوسع تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وإلى تكريس مكانتهما كمحورين رئيسيين في قطاع الذكاء الاصطناعي.

استثمار بمليارات اليوروهات
أوضحت الرئاسة الفرنسية بأن الإمارات ستستثمر مليارات اليوروهات في هذا المشروع، ليكون أكبر منشأة مخصصة للذكاء الاصطناعي في أوروبا. ووفقاً للتقديرات، فإن التكلفة الإجمالية للمشروع تتراوح ما بين 30 و50 مليار يورو، مما يعكس حجم الطموحات في تطوير البنية التحتية المتقدّمة لهذا القطاع.

وخلال مقابلته مع "النهار"، أشار الاستشاري المالي في المجال التكنولوجي من باريس، أنيس الحجار، إلى أن هذا المشروع يعد مشروعاً ضخماً حتى على الصعيد الأوروبي. وأضاف: "بناء مركز بقدرة تقارب 1 جيجاواط إنجاز ضخم لا شكّ، خاصة أن الطاقة في فرنسا متوافرة ونظيفة، حيث يتمّ توليد 65% منها بالطاقة النووية، مما يجعل هذا الاستثمار أكثر استدامة وكفاءة".

مكونات المشروع وتأثيره
تشمل الاستثمارات المشتركة بين البلدين عدة محاور أساسية، أبرزها:

*الاستحواذ على الرقائق الإلكترونية المتطورة.
*إنشاء مراكز بيانات متقدّمة.
*تطوير المواهب والكفاءات في قطاع الذكاء الاصطناعي.
*تأسيس "سفارات بيانات افتراضية" لتعزيز البنى التحتية الرقمية السيادية في البلدين.

وأوضح الحجار بأن هذه الشراكة لا تقتصر على بناء مركز البيانات فحسب، بل تمتد إلى استثمارات أعمق في استحواذ الرقائق وبناء قوة عاملة ذات مواهب عالية في هذا المجال، إلى جانب إنشاء بنية تحتية سحابية تدعم تطور الدولتين. وأضاف: "هذا الاستثمار لن يساهم فقط في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، بل سيؤدي دورًا رئيسيًا في توسيع مجال الذكاء الاصطناعي السيادي لكل من الإمارات وفرنسا".

اختيار موقع المشروع في فرنسا
بحسب البيان الرسمي الصادر عن حكومة الإمارات، سيتم بناء هذا المركز في فرنسا ضمن أحد المواقع الـ35 التي حددتها الحكومة الفرنسية لاستضافة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. ومن المتوقع الإعلان عن الاستثمارات الأولى خلال قمة "اختر فرنسا" في وقت لاحق من هذا العام.

أبعاد الشراكة وتأثيرها المستقبلي
تُجسّد هذه الاتفاقية قوة العلاقة الاستراتيجية بين الإمارات وفرنسا، في ظل التوجّه العالمي نحو الذكاء الاصطناعي. وقد تعهّد الزعيمان، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمتابعة المشاريع المستقبليّة عن كثب والعمل على تطوير سلسلة قيمة الذكاء الاصطناعي في كلا البلدين.

علاوة على ذلك، تسهم هذه الاستثمارات في تعزيز موقع الإمارات كدولة رائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط، بينما تعزز فرنسا مكانتها كرائدة أوروبية في هذا المجال.

قمة باريس وتعزيز الذكاء الاصطناعي

جاء الإعلان عن المشروع بالتزامن مع انعقاد قمة "AI Action Summit" في باريس، والتي تهدف إلى وضع فرنسا وأوروبا على خريطة المنافسة العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد شهدت القمة إعلان الرئيس الفرنسي عن خطط لبناء 35 مركزاً جديداً للذكاء الاصطناعي، إضافة إلى استثمارات بقيمة 109 مليارات يورو لدعم هذا القطاع.

وفي هذا السياق، من المتوقّع أن تشكل استثمارات الإمارات نحو 50% من إجمالي الاستثمارات الفرنسية المعلنة، مما يؤكّد أهمية هذا التعاون في تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي عالمياً. ووفق ما أكّد الحجار، فإنّ هذا المشروع ليس مجرّد استثمار اقتصاديّ، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء منظومة ذكاء اصطناعي قوية ومستدامة تدعم تطور التكنولوجيا في البلدين.

الأكثر قراءة

اقتصاد وأعمال 12/16/2025 5:27:00 AM
الملاحقات ستطال كل من ترتبت عليه ضرائب ولم يقم بتسديدها، سواء كانوا شركات تتهرب من الضرائب بشكل منظم، أو أفرادا أفادوا من أعمال "صيرفة" من دون الالتزام بالواجبات الضريبية.
سياسة 12/16/2025 1:22:00 PM
وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام.