هل اقتربت ساعة الصفر في فنزويلا؟

هل اقتربت ساعة الصفر في فنزويلا؟
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ ب)
Smaller Bigger

يحتاج المرء إلى جهد كبير ليقتنع بفكرة أن إرسال أكبر حاملة طائرات أميركية، "يو إس إس جيرالد فورد"، إلى بحر الكاريبي يهدف فقط إلى تعزيز مكافحة تهريب المخدرات.

يتضاعف حجم الجهد المطلوب مع احتساب أن "منصة القتال الأشرس" لدى الولايات المتحدة تتوج أكثر من 10 في المئة من الأصول البحرية الأميركية المنتشرة في المنطقة منذ أوائل تشرين الأول/أكتوبر.

 

3 مراحل؟

لم تنشر البلاد هذا العدد من القطع البحرية منذ أزمة الصواريخ الكوبية سنة 1962 بحسب مجلة "ذي أتلانتيك". لمزيد من المقارنة التوضيحية، سيكون مجموع عدد السفن في المنطقة لدى وصول مجموعة "جيرالد فورد" مساوياً تقريباً لعدد السفن التي استخدمتها أميركا للدفاع عن إسرائيل من الصواريخ الإيرانية.

 

مقاتلات على متن
مقاتلات على متن

 

يذكر الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس أن الجولة الأولية لقصف الأهداف المرتبطة بتهريب المخدرات في فنزويلا قد يعقبها استهداف المنظومات الدفاعية والهجومية للجيش الفنزويلي. ثم يأتي السؤال الأصعب، بحسب تعبير ستافريديس في "بلومبرغ"، عما إذا كان ترامب سيأمر بضرب رأس النظام، كما فعل حين قتل قاسم سليماني سنة 2020، أو سيمتنع عن ذلك، كما فعل مع إيران مؤخراً.

 

عن أسباب صعوبة السؤال

نظرياً، تمثل فنزويلا "تهديداً" أكبر للولايات المتحدة بما أنها تقع في القارة الأميركية. بالنسبة إلى إدارة تعيد إحياء مبدأ "مونرو"، قد تمثل الإطاحة بنظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عاملاً أكثر جاذبية ومشروعية ربما. لكن مادورو، وبعكس المرشد الأعلى علي خامنئي، لم يكن يسعى إلى تصنيع قنبلة نووية، أو على الأقل إلى وضع بلاده عند "العتبة النووية". علاوة على ذلك، لم يتهم القضاء الأميركي فنزويلا بمحاولة اغتيال ترامب كما اتهم إيران. كذلك، تريد الإدارة تفادي موجة لجوء جديدة بعد إطاحة محتملة لمادورو. وما قد يعوّق استعجالاً أميركياً لتغيير النظام الفنزويلي هو هبوط أسهم ترامب لنيل جائزته المفضلة.

 

إذاً، السبيل المنطقي الأقل خطورة لتحقيق "أمن" الولايات المتحدة الإقليمي هو شل الجيش الفنزويلي مع كامل المرافق التي تشتبه واشنطن بأنها تمثل منطلقاً لزوارق التهريب، ثم ترك المستائين من داخل الجيش ينفذون انقلاباً عليه. بالحد الأدنى، يكون ترامب قد أرسل إشارة قوة عبر قصف سريع لأهداف عسكرية في فنزويلا من دون أن يخاطر بتوسيع الحرب وإشاعة الفوضى وبضرب سمعته كرئيس يسعى إلى السلام. أما إذا تحرك عناصر من الجيش لتنفيذ الانقلاب وساءت الأمور فسيكون ترامب بمنأى عن التداعيات اللاحقة. بالمقابل، إذا استتب الوضع سريعاً بعد الانقلاب المحتمل، فسيكون بإمكان الرئيس ادعاء أنه ساهم في تخليص الفنزويليين والأميركيين من "كابوسي" الديكتاتورية والمخدرات.

 

أوراق مادورو

إن نفور ترامب من الحروب الطويلة قد يجعل الرئيس الفنزويلي أكثر استعداداً للصمود بانتظار مرور العاصفة. من غير المرجح أن يكون مادورو قد نسي قصف ترامب السريع للحوثيين قبل أن يعلن "الانتصار". وبسبب قصر صبر ترامب تحديداً، قد لا يجرؤ الضباط الفنزويليون على الانقلاب. يمكن أن يتذكر هؤلاء كيف أن ترامب لم يعترض حتى على لقاء مادورو سنة 2020، قبل أن يعود ويوضح لاحقاً أنه قصد من اللقاء "مناقشة أمر واحد" وهو "خروج سلمي من السلطة".

 

السيناريوات كثيرة والأجوبة قليلة. من المحتمل ألا يكون ترامب نفسه قد حسم قراره بشأن قصف الأراضي الفنزويلية، ناهيكم عن مصير مادورو. الأكيد أنه حتى وصول "جيرالد فورد" إلى الكاريبي، سيكون هناك الكثير من حبس الأنفاس؛ داخل فنزويلا وخارجها.

 

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
مجتمع 10/30/2025 3:01:00 PM
فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادثة للوقوف على ملابسات جريمة الطعن