أوروبا 04-10-2025 | 07:19

تقارب أميركي - أوكراني يحبس أنفاس روسيا: موسكو أمام تحديات عسكرية واقتصادية

يعد توسيع نطاق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف أحدث مؤشر على تعميق ترامب لدعمه لأوكرانيا.
تقارب أميركي - أوكراني يحبس أنفاس روسيا: موسكو أمام تحديات عسكرية واقتصادية
عمال إنقاذ أوكرانيون يعملون في موقع مبان سكنية تعرضت لأضرار بالغة جراء هجوم جوي روسي على كييف، (أ ف ب).
Smaller Bigger

في تصعيد لافت، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى يفتح مرحلة جديدة في المواجهة مع واشنطن. وسط تباطؤ روسي ميداني واقتصادي، تسعى كييف لتوسيع قدراتها الهجومية عبر تعزيز تعاونها  مع الولايات المتحدة.

 

 

حذر بوتين من أن تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى سيشكل "مرحلة جديدة تماماً من التصعيد" بين واشنطن وموسكو.  وبينما أقر بأن تزويد كييف بصواريخ توماهوك الأميركية "القوية" يشكل تهديداً لروسيا، قال إنه لن يغير الوضع على أرض المعركة.

 

 

وتأتي تعليقات الرئيس الروسي بعدما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن الولايات المتحدة وافقت على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا لشن ضربات صاروخية بعيدة المدى على البنية التحتية للطاقة الروسية، بينما تدرس إمكانية إرسال صواريخ "توماهوك" إلى كييف. ويبلغ مدى هذه الصواريخ 1500 ميل.

ويعد توسيع نطاق تبادل المعلومات الاستخباراتية مع كييف أحدث مؤشر على تعميق ترامب لدعمه لأوكرانيا. وتبادل هذه المعلومات يعني أن أوكرانيا ستكون أكثر قدرة على ضرب المصافي وخطوط الأنابيب ومحطات الطاقة وغيرها من البنى التحتية البعيدة عن حدودها، بهدف حرمان الكرملين من الإيرادات والنفط اللازمين لمواصلة غزوه.

وقالت صحيفة "الغارديان" إن من غير الواضح متى تعتزم إدارة ترامب تزويد كييف بمعلومات جديدة، مشيرة الى أن التسريب قد يكون حيلة للضغط على بوتين للتفاوض. ولكنها شددت على أن المعلومات الاستخباراتية الأميركية ستكون مساعدة مهمة في السماح باستهداف دقيق للمنشآت الواقعة في عمق روسيا. ولفتت الى أن التركيز على أهداف الطاقة مثل مصافي النفط سيسمح لأوكرانيا بتوسيع حملتها الناجحة بالفعل التي ضربت 21 من أصل 38 مصفاة. 

ومع ذلك، نقلت "رويترز" عن مصادر أميركية قولها إن رغبة إدارة ترامب في إرسال صواريخ توماهوك إلى أوكرانيا قد لا تكون قابلة للتنفيذ لأن المخزونات الحالية مخصصة للبحرية الأميركية واستخدامات أخرى. وأشار مسؤول أميركي إلى إمكانية تزويد كييف بخيارات أخرى ذات مدى أقصر.

كذلك، تتفاوض كييف على صفقة مع واشنطن لتبادل تقنية الطائرات بدون طيار مقابل عائدات أو تعويضات. وستشكل الاتفاقية المرتقبة علامة فارقة في العلاقات الأمنية بين البلدين، بحسب "وول ستريت جورنال". كما أن للصفقة المحتملة أهمية سياسية، إذ تسعى كييف إلى توطيد علاقاتها مع ترامب، الذي كان دعمه لأوكرانيا متقلباً في بعض الأحيان. 

 

مباني سكنية مدمرة خلال هجوم جوي روسي على كييف، (أ ف ب).
مباني سكنية مدمرة خلال هجوم جوي روسي على كييف، (أ ف ب).

 

وفيما يتزايد الدعم الاميركي لأوكرانيا أكثر فأكثر، يبدو واضحاً أن ترامب قد نفد صبره من بوتين بعد محاولات جادة قادها للتوصل لوقف النار بين أوكرانيا وروسيا.

ورغم اظهار بوتين عدم رغبته في التفاوض وإصراره على المضي في القتال، تواجه روسيا تحديات صعبة عسكرية واقتصادية.

عسكرياً، تباطأ تقدم روسيا في أوكرانيا بنحو النصف في أيلول/سبتمبر، بحسب ما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مجموعة الرصد الأوكرانية "ديب ستايت"، حيث استولت موسكو على أقل مساحة من الأراضي منذ أيار/مايو. وقال التقرير: "في الشهر الماضي، احتل العدو أراضي أقل بنسبة 44% مقارنة بشهر آب". 

وفي موازاة ذلك، تستعد روسيا لرفع الضرائب على الشركات والمستهلكين، إذ تبحث الحكومة عن طرق لدعم اقتصادها الذي يركز على الحرب بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الصراع والذي يعاني من صعوبات جمة، بحسب تقرير لـ"سي ان بي سي".

وقال محللون إن الجمهور الروسي يُطلب منه فعليا دفع ثمن الحرب ضد أوكرانيا، محذرين من أن البلاد تدخل عصراً منخفض النمو.

كذلك، أدى تصاعد الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط إلى نقص في الوقود الروسي بحسب قناة "بي بي سي". وأظهر تحليل القناة أن الهجمات الأوكرانية بالطائرات المسيرة على المصافي، بعضها في عمق الأراضي الروسية، ارتفعت بشكل كبير في آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر.  ويبدو أن الروس العاديين يشعرون بتأثير هذه الضربات، إذ تظهر مقاطع فيديو طوابير طويلة أمام محطات الوقود. 

ويبدو أن الضربات الأوكرانية تستهدف هدفين: المصافي الكبيرة الضرورية لإمدادات المدنيين وتلك الأقرب إلى الحدود المستخدمة لإمداد القوات المقاتلة في أوكرانيا.

كما تعرّض إنتاج البنزين الروسي أيضا لضربة قوية بسبب هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" التي أفادت بأن نحو 40% من طاقة التكرير في البلاد لا تزال معطلة.

في ظل تصاعد الدعم الأميركي لأوكرانيا وتزايد الضغوط على موسكو، تدخل الحرب في أوكرانيا مرحلة أكثر تعقيداً. وبينما تراهن كييف على السلاح والاستخبارات الغربية، يواجه الكرملين تحديات داخلية متزايدة، ما يضع مستقبل الصراع على مفترق طرق.

العلامات الدالة

الأكثر قراءة

شمال إفريقيا 10/6/2025 7:23:00 AM
فرض طوق أمني بالمنطقة ونقل الجثتين إلى المشرحة.
سياسة 10/5/2025 3:09:00 PM
تابعت: "إن الدستور اللبناني يكفل المساواة بين اللبنانيين، مقيمين كانوا أم مغتربين. وتحقيق هذه المساواة يقتضي تعديل القانون الحالي بإلغاء المادة 112، بما يسمح لكل مغترب بالاقتراع في بلدته الأم".
مجتمع 10/4/2025 12:02:00 PM
من المتوقع أن تتأثر المنطقة اعتباراً من بعد ظهر الثلاثاء بمنخفض جوي متوسط الفعالية مركزه شمال غرب تركيا.
مجتمع 10/4/2025 3:23:00 PM
العملية تأتي في إطار الحملة الأمنية التي ينفذها الجيش في المنطقة لضبط المطلوبين ومواجهة التفلّت الأمني منذ ساعات الصباح الأولى.