من هم حلفاء الولايات المتحدة في الكاريبي الذين سيساعدونها في حربها ضد فنزويلا؟
تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ووصل إلى حدّه الأقصى، مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة الفنزويلية منظمة إرهابية أجنبية. وثمّة اعتقاد بأن الحرب تقترب في ظل الحشد الأميركي الاستثنائي في البحر الكاريبي. في هذا السياق، يجري البحث حول حلفاء الولايات المتحدة المحتملين في المنطقة، والذين قد تستعين بهم واشنطن لتنفيذ عملياتها العسكرية ضد نظام كراكاس.
لذلك، حدّدت صحيفة "واشنطن بوست" دول الكاريبي المقرّبة من الولايات المتحدة:
ترينيداد وتوباغو
لم يبدِ أيّ زعيم كاريبي دعماً للحملة العسكرية، التي أعلنتها إدارة ترامب، أكبر من دعم رئيسة وزراء ترينيداد وتوباغو، كاملا بيرساد-بيسيسار. فبلادها، التي لا تبعد سوى سبعة أميال عن البر الرئيسي الفنزويلي، تستضيف قوات مشاة البحرية الأميركية، وسمحت للولايات المتحدة بتركيب نظام رادار في أحد مطاراتها، وشاركت في مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الأميركية.
قالت بيرساد-بيسيسار بعد أول غارة جوية أُعلن عنها في أيلول (سبتمبر)، والتي أسفرت عن مقتل 11 شخصاً قبالة سواحل ترينيداد: "لا أشعر بأي تعاطف مع المهرّبين. يجب على الجيش الأميركي قتلهم جميعاً بعنف".
وأعلنت وزارة خارجية ترينيداد أنها ستسمح للطائرات العسكرية الأميركية بالمرور عبر مطارات البلاد "في الأسابيع المقبلة" لأغراض "لوجستية، لتسهيل إعادة التموين وتناوب الأفراد بشكل دوري".
الرادار الذي أفادت التقارير بأن مشاة البحرية الأميركية قد نصبوه، وهو نظام G/ATOR، يُستخدم "لكشف وتتبع واستهداف أكثر التهديدات الجوية تطوراً في العالم"، وفقاً للشركة المصنعة له، نورثروب غرومان. وتشمل هذه التهديدات صواريخ كروز، والصواريخ فرط الصوتية، والصواريخ الباليستية، والطائرات المسيّرة، والطائرات المأهولة.
جمهورية الدومينيكان
أذن الرئيس الدومينيكي لويس أبي نادر للجيش الأميركي بالعمل داخل المناطق المحظورة في قاعدة سان إيسيدرو الجوية ومطار لاس أميريكاس الدولي في إطار حربه ضد تجار المخدرات الفنزويليين. وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع بيت هيغسيث في العاصمة الدومينيكانية الشهر الماضي، إن الطائرات العسكرية الأميركية قد تقوم بالتزود بالوقود ونقل المعدات والكوادر الفنية.

وقال هيغسيث إن هذا الانتشار سيكون "محدوداً وموقتاً، مع احترام كامل لسيادتكم وقوانينكم".
وقال أبي نادر إن جمهورية الدومينيكان تربطها "علاقة خاصة" بالولايات المتحدة، شريكتها الاستراتيجية الأهم، وتشمل التعاون في مكافحة تهريب المخدرات.
وأضاف: "أيها الدومينيكانيون، يواجه بلدنا تهديداً حقيقياً، تهديداً لا يعترف بالحدود، ولا يفرق بين الأعلام، ويدمر الأسر، ويحاول منذ عقود استخدام أراضينا كممر. هذا التهديد هو تهريب المخدرات، ولا ينبغي لأي دولة مواجهته من دون حلفاء، ولا يمكنها ذلك".
بورتوريكو وجزر فيرجن الأميركية
بورتوريكو إقليم تابع للولايات المتحدة، وليست دولة مستقلة. وقد استُخدمت طوال فترة الحرب الباردة لدعم العمليات العسكرية الأميركية في أميركا الوسطى والجنوبية.
كانت قاعدة روزفلت رودز البحرية، الواقعة في الطرف الشرقي من الجزيرة الرئيسية، في يوم من الأيام واحدة من أكبر المنشآت البحرية في العالم. ولكن تم إغلاقها عام 2004، بعد أن توقفت البحرية عن إجراء تدريبات على عمليات الإنزال الجوي والبحري والبري على جزيرة فيكيس المجاورة، وتقلص الوجود العسكري.

الآن، عادت القاعدة إلى العمل. ففي الأسابيع الأخيرة، قامت فرق العمل بتنظيف ممرات الطائرات، وهبطت طائرات مقاتلة وطائرات نقل، كما شوهدت طائرات جديدة في مطار هنري إي. رولسن في سانت كروا بجزر فيرجن الأميركية.
غرينادا
من جهتها، قالت حكومة غرينادا في تشرين الأول (أكتوبر) إن الولايات المتحدة تواصلت معها لطلب تركيب موقت لمعدات الرادار والموظفين الفنيين المرتبطين بها في مطار دولي، وإنها "تقوم بتقييم ومراجعة الطلبات بعناية في مشاورات فنية".

يُعقّد التاريخ بين الولايات المتحدة وغرينادا هذا القرار. فقد غزت قوات مشاة البحرية الأميركية هذه الدولة الجزيرة الصغيرة في تشرين الأول ( أكتوبر) 1983 عقب اغتيال رئيس الوزراء موريس بيشوب.
كان الهدف المعلن للمهمة حماية نحو 600 طالب طب أميركي في جامعة سانت جورج، إلا أن ذلك كان في ذروة الحرب الباردة، وقد أبدى الرئيس رونالد ريغان استياءه من قيام بيشوب، الثوري الاشتراكي، ببناء مطار دولي بمساعدة كوبيين مسلحين.
سيُقام في ذلك المطار، الذي سُمّي لاحقًا باسم الزعيم الراحل، مركزاً لتركيب رادارات أميركية.
وأبلغ رئيس الوزراء ديكون ميتشل البرلمان الشهر الماضي بأن حكومته "لم تتمكن من تقديم رد" بسبب وجود مخاوف أمنية وتقنية لا تزال قائمة.
نبض