الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مكاسب للحزب وإيران في "الحكومة الجامعة" و"إعلان بعبدا" حدّ حاسم لـ 14 آذار

روزانا بومنصف
روزانا بومنصف
A+ A-

سيشكل تأليف حكومة سياسية جامعة في رأي مصادر سياسية معنية مكسبا في غاية الاهمية بالنسبة الى حزب الله ً يتخطى باشواط مكسب الحصول على الشروط التي رفعها خلال تسعة اشهر من تعطيل تأليف الحكومة العتيدة. اذ ليس سهلا على قوى ١٤ آذار ان ترفض قيام حكومة قدم الفريق الاخر بعض التنازلات الشكلية حيالها وان كانت مهمة نتيجة تعطيله هذا التأليف لاشهر عدة نظرا الى انه يواجه انتقادات وضغوطا ديبلوماسية من اجل التنازل عن بعض الشروط والقبول بمشاركة الفريق الآخر في الحكومة على رغم استمراره في الحرب الى جانب النظام في سوريا خصوصا في ظل المخاوف من الا يتمكن لبنان من انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحيث تتولى الحكومة الجامعة التي تستطيع اتخاذ القرارات بدلا من حكومة تصريف الاعمال ادارة البلد حتى انتخاب رئيس جديد. وثمة من يطرح شكوكا ولا يستبعد احتمال ان يكون تسهيل المسعى الى تأليف الحكومة العتيدة هو في اطار ثمن بديل من تأمين انتخاب رئيس جديد للجمهورية قد يرى بعض الجهات ان هناك مصلحة له في هذا التاجيل في انتظار اتضاح بعض الامور في سوريا تحديدا. فتكون الحكومة عاملا مؤجلا للانتخابات الرئاسية وليس عاملا ضامنا لتأمين حصول هذه الانتخابات وفق ما تلوح قوى ٨ آذار للقوى المسيحية او بالاحرى لمرجعياتها الدينية من اجل كسبها الى جانبها في الضغط من اجل تأليف حكومة جامعة.


من المكاسب الاساسية بالنسبة الى "حزب الله" وفق ما تتفق مصادر سياسية واخرى ديبلوماسية على تحديدها هو توقيت تأليف الحكومة على نحو متزامن مع انطلاق عمل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيسً رفيق الحريري حيث يتعين الاقرارً بان الكلام على الحكومة وتأليفها وتركيبتها يحتل الواجهة السياسية وقد حجب الى حد لا بأس به تسليط الاضواء بقوة على انطلاق عمل المحكمة في المرحلة المقبلة تزامنا مع مشاركة متجددة محتملة لتيار المستقبل وقوى ١٤ آذار الحزب الذي يحاكم عناصر منه بتهمة اغتيال الرئيس الحريري بحكومة جديدة. وهذا امرليس بسيطا في الحسابات السياسية.
من جهة اخرى من المرتقب ان تتزايد اسهم الرئيس الايراني حسن روحاني وفريقه الديبلوماسي لدى الدول الغربية لمساهمة ايران في تخفيف غلواء فريقها في لبنان في شأن شروطه حول الحكومة العتيدة وزيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى بيروت في موعد انطلاق عمل المحكمة الدولية وتظهير ولادة الحكومة وفق ما يرجح هو بمثابة اشارة ايرانية للدول الغربية الى اليد الايرانية الفاعلة على هذا الخط. يضاف الى ذلك عامل اساسي ومهم وفق ما توضح هذه المصادر يتمثل في محاولة الادارة الايرانية الجديدة قطف ثمار تواصل يرغب فيه خصوم الحزب في الداخل على قاعدة الرسالة المسودة التي خطها الوزير السابق الشهيد محمد شطح الى الرئاسة الايرانية في مسعى لاعادة ايران النظر في استخدامها لبنان ساحة لطموحاتها والتي تهدد باطاحة صيغة لبنان واستقلاله وسيادته. وتقول المصادر في هذا الاطار ان ما اصبح عليه اداء حزب الله في لبنان في الاشهر الاخيرة خصوصا بعد تدخله وان بطلب ايرانيً بالحرب السورية قد ساهم في اثارة حملة داخلية قوية بحيثً تكاد تطيح بالغطاء الشرعي الذي تمتع به الحزب من الحكومة والرئاسة في لبنان ويساهم في التشهير علنا بايران على نحو يسيء الى جهودها او جهود ادارتها الرئاسية الجديدة في كسب ود الغرب والدول العربية معا. فمع ان ايران يسعدها ان تبرز قوتها ونفوذها في لبنان وعلى البحر المتوسط والحدود مع اسرائيل، وثمة اقرار اقليمي وخارجي بذلك، فان تحفيز ما قد يشبه "الثورة" الداخلية في لبنان واقليميا عليها في هذه المرحلة يجعلها ترغب في تقديم بعض الدلائل للدول العربية تحديدا وفي مقدمها المملكة السعودية انها ستسعى الى تدوير الزوايا واظهار حسن النيات انطلاقا من لبنان حيث الامر متاح وممكن واكثر سهولة او اقل ثمنا من اي ملف اخر تتناقض فيه ايران وتختلف مع دول الخليج المجاورة. ولذلك ليس واضحا كليا في ضوء ذلك ما اذا كان هذا التطور سيؤدي الى استكماله بالمساعدة على تسهيل الانتخابات الرئاسية ام لا في انتظار ما ستسفر عنه خطوة تأليف الحكومة في حال نجاحها بحصد ردود فعل ايجابية اضافة الى عوامل اخرى تتصل بما يحصل في مؤتمر جنيف - ٢ واحتمال التواصل الاقليمي على ملفات اخرى غير موضوع لبنان.
وثمة تساؤلات تتصل بهامش المناورة او بالاحرى الاعتراض الذي سيبقى متاحا امام قوى ١٤ آذار بعد المشاركة مع "حزب الله" في الحكومة على مشاركة الحزب في الحرب الى جانب النظام في سوريا وسقوط شرطها المتصل بضرورة عودة الحزب من سوريا بل مشاركته الحكومة. اذ ان هذا التدخل سيتحول امرا واقعا وان معترضا عليه تماما كما موضوع استخدام سلاحه في الداخل في الوقت الذي يمكن ان تضعف المعارضة لهذا التدخل في ضوء المشاركة في الحكومة وان لم تغط الحكومة العتيدة هذا التدخل. ولذلك يبدو الاصرار على اعادة تاكيد التمسك باعلان بعبدا مطلبا جوهريا لدى قوى ١٤ آذار من اجل عدم خسارة ورقة مهمة سياسيا وان كان ما يحصل عمليا امر مختلف كون الحزب لن ينسحب من سوريا راهنا وهو ورقة تفاوض لايران في الحسابات السورية.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم