الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فلنصبر ولننتظر عند النهر...

علي حماده
A+ A-

ختم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله السنة الجارية بتصعيد سياسي كبير استبطن تهديداً واضحاً باللجوء الى السلاح لاعادة شيء من "الانضباط" المريح الى سياساته في لبنان، وذلك بما بدا له ولقيادات حزبه ان الامور في لبنان تغيرت تماما عما كانت عليه قبل ثلاثة اعوام، على رغم ان لائحة المستسلمين لابتزازه الامني والعسكري لم تنقص سوى واحد من ثلاثة! اما المشهد الباقي فلا يزال نفسه مع فارق كبير في الواقعين الاقليمي والداخلي على السواء. ففي سوريا صار نظام بشار الاسد من الماضي مع تأجيل موعد الدفن بعدما ظهرت حقيقة انهياره الواقعي باستسلامه في وقت قياسي في قضية السلاح الكيميائي الذي قصف به شعبه، ومن هنا بات جليا ان اي مؤتمر دولي في جنيف او غيرها سيكون اعلانا رسميا متعدد الطرف لنهاية "جمهورية حافظ الاسد". فبشار وبطانته باتا مجرد اوراق مطروحة على طاولة دولية. من جهتها سارعت ايران الى تسوية مع المجتمع الدولي بعدما أوصلها نظام العقوبات الدولية على خلفية نزاعها مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي الى حافة الانهيار الاقتصادي، وبالتالي الى حافة الانفجار الاجتماعي الذي لم تتمكن كل "العراضات" العسكرية الاسبوعية من التغطية عليها. ومعلوم ان الرئيس الجديد حسن روحاني ما كان ليؤتى به، او قل لتُفتح بوجهه الابواب نحو الرئاسة لو لم يستشعر النظام في ايران خطورة المرحلة. ونهاية المفاوضات او التسوية ستكون وضع حد نهائي للبرنامج النووي الايراني بوجهه العسكري، في مقابل رفع نظام العقوبات، والنتيجة الحتمية لذلك ستكون نوعاً من "البيريسترويكا" على الطريقة الايرانية. فلا انفتاح اقتصادياً في المنطقة من دون انحلال في القبضة الامنية والايديولوجية.


في الداخل فشلت حكومة "حزب الله" ونظام بشار الاسد على جميع المستويات، ودفعت البلاد نحو الانهيار الاقتصادي، فضلاً عن التوترات الامنية بخلفيات مذهبية. ومن توهم انه قادر على صنع زعامات سنية لتصفية إرث رفيق الحريري اكتشف انها لم تصنع سوى حفنة من السياسيين البلديين. وفي مكان آخر اكتشف من توهم ان الاستقلاليين العزل يمكن دفعهم الى الاستسلام بالاستناد الى جملة معطيات سلبية وفي غير مصلحة مشروع الدولة، ان من لا يملكون السلاح، ولكنهم يمتلكون القوة المعنوية والاخلاقية يمكنهم الصمود حتى لو امعنوا في قتلهم على مر السنين. بعضهم يمكن ان يخاف لكن معظمهم شجعان بالحق وبسلاح الموقف التاريخي الذي يمثل رغبة الاكثرية وإرادتها في لبنان.
تغير كل شيء عما كان قبل ثلاثة أعوام. والمحكمة الدولية اقترب موعدها لمحاكمات علنية أمام أعين العالم اجمع لتكشف وجه القتلة الحقيقي. ويبقى المتهمون "المقدسون" طليقين. لكن من قال ان الخمسة هم القتلة الفعليون؟ ما يهمنا هو القاتل او القتلة لا المنفذون الصغار حتى لو كانوا كوادر أمنية كبيرة. وهؤلاء سيأتي دورهم عاجلا ام أجلا فلنصبر عند "النهر".


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم