الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

ضجة نصرالله والكاتم الإسرائيلي

احمد عياش
A+ A-

لا بد من قراءة ما كتبه رونن بيرغمان في "الفورين بوليسي" على موقعها الإلكتروني تحت عنوان"لائحة اسرائيل للقتل" لمعرفة أهمية القيادي في "حزب الله" حسان اللقيس. فقد ظهر المقال بعد ساعات من اغتيال اللقيس ليقول ان مسؤولاً في المخابرات الاسرائيلية "ابتسم" عندما علم صباح الاربعاء الماضي باغتياله، وقال: "هناك قمة ستعقد في السماء"! ويعدد الكاتب من سيحضر القمة وهم: عماد مغنية القائد العسكري الاعلى في "حزب الله"، الجنرال محمد سليمان المنتدب من الرئيس بشار الاسد لرئاسة المشاريع السرية الخاصة، حسن طهراني مقدم رئيس فرع تطوير الصواريخ في الحرس الثوري الايراني، محمود المبحوح مسؤول حركة "حماس" عن العلاقات التكتيكية بين الحركة وايران واللقيس الذي يوصف بأنه خبير تطوير اسلحة "حزب الله". وبينما كانت اسرائيل تحتفل باكتمال لائحة اغتيال من تصفهم بأنهم اعضاء في "الجبهة الراديكالية"، كان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وقبل قليل من اغتيال اللقيس يشن حملة على فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي في معرض دفاعه عن موقوف في جريمة تفجير مسجديّ طرابلس الشيخ احمد الغريب سائلا: "هل يوجد احد لا يخاف أو يقلق بأن يسلّم نفسه الى فرع المعلومات؟". وللتذكير فقط ان هذا الفرع أيام رئاسة اللواء وسام الحسن سلم نصرالله كل معطيات شبكة التجسس داخل الحزب وتضم مسؤولين قريبين جداً من الامين العام وانقذته مما كان يدبر له. وقد اصبح اعضاء الشبكة في غياهب الحزب بدلاً من ان يكونوا في قبضة العدالة اللبنانية.
انه الانكشاف الكامل لـ"حزب الله" الذي اتاح لاسرائيل انجاز لائحة قتل تضم أخطر الاشخاص في نظرها. وللمفارقة فإن اغتيال اللقيس في المربع الامني الاهم للحزب في لبنان، أي الضاحية الجنوبية لبيروت، كان الاكثر سهولة بين اغتيال سائر افراد اللائحة. إذ احتاج الامر فقط الى مسدس او اثنين مزوّدين بكاتمين للصوت. أما الحزب والضاحية فكانتا غارقتين في الضجيج الذي أحدثه نصرالله ليلة اغتيال اللقيس من خلال المقابلة التلفزيونية التي حمّل فيها نصرالله السعودية المسؤولية عن الازمات في لبنان والمنطقة، أي ان اسرائيل لم تعد في حسابات نصرالله. وأصبح الاخير متفرغاً بالكامل ليؤدي دوراً "متدحرجاً" فيكون "البحصة التي تسند خابية" كما يقول نصرالله في الحرب التي يخوضها النظام السوري من اجل البقاء. وبكلام آخر، أصبح رجال ايران الذين جرى اعدادهم لقيادة القتال ضد اسرائيل، واللقيس الاخير بينهم، خارج الخدمة.
وسيكون من باب التسلية الحديث عن "انتقام" ينفذه حزب نصرالله ضد اسرائيل رداً على اغتيال اللقيس.
ان نصرالله بقّ ليلة اغتيال اللقيس "البحصة": اسرائيل لم تعد عدوا! فالحرس الثوري الايراني حدد لنصرالله عدوا جديدا!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم