الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"حزب الله" بين نارين

رندة حيدر
A+ A-

على رغم التكذيب الإسرائيلي الرسمي للتورط في عملية الاغتيال لأحد كبار القادة العسكريين في "حزب الله" حسان اللقيس، فإن ثمة أكثر من مؤشر لهذا التورط.


من المؤشرات الطابع الاحترافي لتنفيذ العملية، التي تشبه كثيراً عمليات اغتيال وتصفية مشابهة قام بها الإسرائيليون في العقود الماضية لزعماء فلسطينيين في بيروت وفي تونس ولاحقاً لقادة للحزب في لبنان. وهناك شخصية حسان اللقيس نفسه، الذي بدا معروفاً لدى الإسرائيليين وفي أوساط خارجية اكثر مما هو معروف على الصعيد اللبناني الداخلي. فعلى سبيل المثال، تحدث الباحث ماثيو ليفيت في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى في كتاب جديد صدر له عن "حزب الله"، عن الدور الذي قام به اللقيس في شراء معدات عسكرية متطورة لحساب الحزب. وثمة مؤشر آخر، هو الاهتمام الذي اولته الصحف الإسرائيلية لعملية الاغتيال التي وصفتها "بأقسى ضربة" يتلقاها الحزب منذ اغتيال قائده العسكري عماد مغنية في دمشق عام 2008.
اعلان اطراف سنّيين جهاديين مسؤوليتهم عن الاغتيال، ودخولهم على الخط لا يغيران كثيراً في هذه المعطيات التي تظهر ان استهداف اللقيس يدخل ضمن دائرة أوسع من مشاركته في القتال في سوريا، وان ما جرى لا يقتصر على دور اللقيس في الحرب الدائرة في سوريا، بل له علاقة أيضاً بالحرب السرية التي تخوضها إسرائيل ضد حصول "حزب الله" على وسائل قتالية جديدة ومتطورة، إذ يبدو أن اللقيس اضطلع بدور مهم على هذا الصعيد.
ويتابع المسؤولون الإسرائيليون عن كثب انعكاسات مشاركة مقاتلي "حزب الله" في المعارك في سوريا على وضع الحزب العسكري والقتالي، وعلى مكانته السياسية داخل لبنان والعالم العربي. واستناداً الى تقديرات أجهزتهم الاستخبارية فقد كانت لهذه المشاركة نتائج ايجابية واخرى سلبية. من الايجابيات، الخبرة القتالية التي حصل عليها مقاتلو الحزب في سوريا وتوطيد التعاون والتنسيق العسكريين بينه وبين الجيش السوري النظامي، والدعم الذي قدمه لمحور إيران – سوريا - "حزب الله". ولكن من أهم النقاط السلبية تفاقم النزاع الشيعي – السني داخل لبنان، وانتقال الصراع الدموي من سوريا اليه، واستهداف الحزب بهجمات وعمليات تفجير.
ومن المعروف ان إسرائيل لم توقف يوماً حربها السرية على "حزب الله". ومما لا شك فيه أن حال الفوضى في لبنان، والضائقة التي يمر بها الحزب نتيجة تصاعد الانتقادات له لتورطه في القتال في سوريا، تشكلان فرصة مناسبة لها لاستغلال الوضع ومواصلة تصفية حساباتها معه.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم