السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أسمع كلامك يعجبني!

راجح الخوري
A+ A-

تعرف دول مجلس التعاون الخليجي كما تعرف إيران أن ديبلوماسية النيات الحسنة والابتسامات العريضة لن تغير شيئاً من الازمة العميقة الضاربة في العلاقات الايرانية - الخليجية، فما صنعه دهر من التدخلات في الشؤون الداخلية العربية لا يمكن ان يصلحه محمد جواد ظريف، الذي يجول على دول الخليج كعطّار يدعو الى التعاون والعمل لإرساء الامن والاستقرار في المنطقة التي باتت تراوح على حافة عداء اثارته وتثيره التدخلات الايرانية وآخرها الانغماس في الحرب السورية.


قياساً بما سمعه الخليجيون في الماضي من الايجابيات، سواء من هاشمي رفسنجاني او من محمد خاتمي وما حصدوه من سلبيات التدخل الايراني الممتد من البحرين الى لبنان مروراً بالعراق والكويت والامارات وحتى السعودية، من الصعب التصديق او الركون الى كل هذه الايجابيات الى ان يثبت العكس، وخصوصاً انها تبدو حاجة ضرورية للمصلحة الايرانية:
أولاً: انها تأتي عشية قمة دول مجلس التعاون الخليجي التي تستضيفها الكويت الاسبوع المقبل والتي يشكل الاتفاق النووي مع ايران وتداعياته المقلقة، وخصوصاً بعد تغيّر الاستراتيجيا الاميركية، بنداً اساسياً في اعمالها حيث يفترض ان تبلور نمطاً أعمق من التعاون ووحدة الصف في مواجهة ايران التي تعتقد ان رفع العقوبات عنها سيطلق يدها اكثر في الاقليم، ولهذا يناسبها اشاعة جو يحول دون تشدد الموقف الخليجي في وجهها.
ثانياً: ان اشاعة الايجابية والتركيز على الاهمية البالغة للسعودية والتعاون الايراني معها للعمل من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، والاعلان عن الاستعداد لزيارة الرياض، تهدف الى تحريك مشاعر خليجية متفاوتة حيال ضرورات توحيد الصف لمواجهة اي اندفاعات ايرانية جديدة قد تنجم عن رفع العقوبات.
ثالثاً: وهو الأهم، محاولة تقديم اثباتات لواشنطن عن حسن نية طهران اقليمياً والتلويح بسياسة تصالحية مع حلفائها في المنطقة، وخصوصاً ان هذا يتم في خلال الاشهر الستة الممهدة للاتفاق النهائي، وفي حين ينكبّ عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي على مواجهة باراك اوباما بمشروع قرار يفرض عقوبات جديدة اقسى على طهران، على قاعدة تخوّفهم من الاتفاق النووي النهائي مع ايران وتشكيكهم في صدقيتها.
رابعاً: محاولة إيجاد مقبولية عربية تسمح بمشاركة ايران في مؤتمر "جنيف - 2" حول سوريا، انطلاقاً من محاولة اثبات حسن النية واعلان الرغبة في التعاون بينما تستمر في القتال الى جانب النظام!
عملياً، لا يمكن تفكيك المخاوف الخليجية وفتح صفحة من الانفتاح على ايران عبر جولة يطلق فيها ظريف عاصفة من التصريحات التصالحية البارعة، فالأمر يحتاج الى وقف التدخلات والامتناع عن تحريك عوامل الاضطراب في الاقليم، وإلا سيسمع ظريف رداً خليجياً واحداً:
"اسمع كلامك يعجبني أشوف عمايلك أتعجب"!


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم