الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من القلمون إلى عرسال: المراوحة الداخلية الدامية الى ذروتها \r\nالمطلوب تفاهم على إدارة الازمة حتى تبلغ التسوية لبنان

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

أما وقد وقع لبنان في محظور النموذج العراقي بعدما بدا الانكشاف الامني على أشده في ظل دينامية غير مسبوقة لكل اجهزة الاستخبارات العالمية العاملة بزخم في كل الاتجاهات وفق الاجندات الخاصة بها، وعلى وفرة التحليلات والتوقعات التي واكبت اليوم الدامي في منطقة الجناح أول من أمس بعدما دخل أخيرا مصطلح الانتحاريين إلى مفهوم الاعمال التفجيرية في لبنان، فإن السؤال المطروح اليوم: ماذا بعد تفجير الجناح، وماذا بعد عملية تبادل الرسائل التي كانت السفارة الايرانية في بيروت مسرحا لها؟ وهل فعلا يصح القول أن ما بعد متفجرة الجناح غير ما قبلها، وأن التفجير الاخير يمثل محطة مفصلية في الصراع الاقليمي وتداعياته على المشهد الداخلي؟


ليس بالضرورة، تجيب مصادر سياسية مراقبة، من دون أن تقلل من أهمية التفجير ورمزيته مكاناً وزماناً. فهو في رأيها، ليس الا إجراء تنفيذيا جديدا في إطار التصعيد الامني المواكب، من جهة للتصعيد السياسي القائم على جبهة المفاوضات الاميركية الايرانية، ومن جهة اخرى للتصعيد العسكري على جبهة القلمون السورية.
ولبنان سيكون سباقا في مواكبة كل تطور على جبهتي هذين المحورين، سياسيا وامنيا وعسكريا.
لا تخفي المصادر المشار اليها قلقها الكبير من الحرائق المتنقلة للنار السورية.
ففي حين تشكل التفجيرات المتنقلة بين المناطق الشيعية والسنية تنفيسا واضحا للإحتقان الذي بلغ ذروته أخيرا مع تفجر الحرب الباردة على الجبهة السعودية الايرانية، تبقى قرية عرسال وجرودها المحطة المقبلة للمواجهة، بعدما إكتملت حلقات الاحتقان معطوفة على استعدادات ميدانية تنذر بأن هذه المعركة ستكون أم المعارك، مع كل ما ستحمله من تداعيات خطيرة محليا.
وعلى وقع المواجهة التي تتأزم فصولها يوما بعد يوم، تستمر المراوحة الداخلية تحت ضغط الفراغ المستفحل، وإنما بفارق ليس بقليل. فعملية إدارة الفراغ الحاصلة منذ تمديد الولاية النيابية، وتعطل جهود تأليف حكومة جديدة، خرجت عن مسارها القائم على إدارة بالحد الادنى من الاضرار والخسائر تحت غطاء ورقة تين متعارف عليها بـ"النأي بالنفس"، لتتحول حال من المراوحة الدامية التي تتطلب قواعد جديدة لفك الاشتباك في انتظار بلوغ التسوية الدولية الحدود اللبنانية.
ليس تفجير الجناح في رأي المصادر الا مدماكا جديدا في وجه تأليف الحكومة، فلا هي ستؤلف قريبا ولا "حزب الله" سيخرج من سوريا، ولا طاولة الحوار ستنعقد. ولن يفيد التفجير حتما في تعجيل التسوية الداخلية ترجمة للصفقة الدولية.
لا شك في ان المفاوضات الاميركية - الايرانية تشهد تحولا نوعيا في مقاربة الولايات المتحدة للثمن المطلوب لقاء السلاح النووي. ولن يكون لبنان في منأى عن هذه المقاربة. ففي حين يجري الحديث عن قبول أميركي برزمة المطالب الايرانية الرامية الى رفع العقوبات الاقتصادية ورفع الحظر عن الطيران المدني ورفع الحجز عن الارصدة الايرانية، بدت الديبلوماسية الاميركية في بيروت وفي إطار التسويق للموقف الاميركي، أكثر مرونة حيال شرح ما يجري على صعيد المفاوضات حول النووي، من دون إغفال أهمية التشديد على أن ما يجري – وسيجري مستقبلا- لن يؤثر في التحالفات والصداقات.
لكن اللافت أن تلك المرونة قوبلت بمقاربة أقل تشددا حيال "حزب الله" و"حكومته" في لبنان.
فالإهتمام الاميركي بالنفط ليس خافيا على أحد، والشركات الاميركية المهتمة ماضية في استعداداتها للمشاركة في مناقصات التلزيم.
وفيما كان نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الطاقة آموس هوشتاين يجول على القيادات السياسية حاملا ملف الحدود البحرية، كان مساعد وزير الخزانة دانيال غلايتزر يلقي محاضرة في مؤتمر إتحاد المصارف العربية، حاملا في يد عصا وفي الاخرى جزرة. اما في السياسة، فلا تستبعد المصادر ان ترى السفير الاميركي ديفيد هيل مقبلا على زيارات إنفتاح في اتجاه قيادات في قوى 8 آذار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم