الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حضور الحريري فعل فعله والرسالة السعودية وصلت \r\nدعم المملكة لن يكون على حساب سلام بل تعزيزاً له

سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

لم يكن حضور الرئيس سعد الحريري اللقاء الرسمي الذي جمع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز برئيس الجمهورية ميشال سليمان مفاجئا في الوسط السياسي، الا لسليمان نفسه ربما. ذلك ان الموقف العالي النبرة لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي حيال المملكة قبيل انعقاد اللقاء، والذي اتهمها بالشخصنة، لم يأت من فراغ، بل نتيجة معلومات وردت الى ميقاتي تفيده بحضور الحريري لقاء القمة، وهو ما يفسّر كلام الرجل عن الشخصنة التي قصد بها العلاقة الشخصية بين المملكة والحريري، والتي انعكست على علاقته بها.


بدا واضحاً من حضور الحريري القمة وردود الفعل السلبية التي أثارها في اوساط 8 آذار أن هذا الحضور فعل فعله والرسالة الملكية السعودية وصلت. وهي لا تحتمل التأويلات والتحليلات التي رافقتها. فالمملكة أرادت تأكيد دعمها للحريري وتبنيها له وللنهج او الخط السياسي الذي يمثله. وقد وجدت في زيارة سليمان مناسبة لاعلان هذا الموقف وقطع الطريق على كل المحاولات التي دأبت قوى 8 آذار على تسويقها لجهة القول ان الحريري فقد موقعه في المملكة.
وكانت عممت شائعات كثيرة في أوساط 8 آذار في الآونة الاخيرة منها ما يتحدث عن افلاس "سعودي أوجيه" وبيعها في رجل اعمال اماراتي وليس سعودياً، او مثل التساؤلات التي تزامنت مع تمضية الحريري عطلة الاضحى في باريس واختياره الخضوع للجراحة في هذا التوقيت تلافيا لعدم وجوده خلال استقبالات القصر الملكي، وقد غاب عن مروّجي هذه الاخبار ان العاهل السعودي لم يقم الاحتفالات التقليدية المعتادة لوجوده خارج المملكة في ذلك الوقت. وهذه الامثلة ليست الا جزءا من مسار بدأ منذ خروج الحريري من السلطة، ولم ينته.
ثمة من يرى أن رسالة دعم الحريري جاءت على حساب رئيس الحكومة المكلف تمام سلام الذي سمي بمباركة سعودية، ويمكن الصورة الجامعة للملك عبد الله والرئيسين سليمان والحريري أن تذهب بمخيلة البعض الى رؤية المرحلة المقبلة: تمديدا لسليمان وعودة للحريري الى سدة الرئاسة الثالثة، وخصوصاً أن في الوسط السياسي من رأى هدفا يتيما لرئيس الجمهورية في الزيارة هو تسويق تمديد الولاية خلافاً لما يعلنه.
ما هي صحة هذه التحليلات؟ والى أي مدى يمكن الركون اليها؟
صحيح أن التمديد يبقى في ظل تعثر جهود تأليف حكومة جديدة الخيار الاقل كلفة على البلاد بين الفراغ او تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة مستقيلة من لون واحد، لكن هذا لا يعني أن سليمان، مثله مثل كل الطبقة السياسية لا يدرك ان هذا الموضوع ليس قراراً محلياً، او انه لا يعي أنه من المبكر جداً طرحه كواحد من خيارين لا ثالث لهما، وخصوصاً انه رغم الفتح المحلي المبكر للاستحقاق الرئاسي، لا يزال هذا الموضوع خارج الأجندا الدولية.
أما في المسألة الحكومية، فصحيح ان وجود الحريري الى جانب الملك السعودي يؤشر الى الرغبة السعودية في التعامل مع الرجل من موقعه السياسي والطائفي والوطني، لكنه لا يقلل من موقع رئيس الحكومة المكلف.
لم يطلع سلام تفصيلا على نتائج زيارة سليمان، لكنه تشاور معه أمس هاتفياً. لم يتصل بالحريري ولا الحريري اتصل به.
لكن سلام لا يرى نفسه في موقع المتضرر كما يجري تصويره. فهو ينظر الى الرئيس الحريري كرئيس أكبر كتلة نيابية وزعيم وركن أساسي لطائفته، وهذا أمر لا تتجاهله السعودية او لا تراه، بل تتعامل معه ايضا من هذا الموقع. واذا حصل ان ظهر انطباع عن تباعد بينه وبين المملكة فهذه فرصة جيدة لتبيان واقع الامور.
ويرى سلام في حضور الحريري لقاء القمة تأكيداً للثقة التي يحظى بهما لدى المملكة، ويضع حدا للتشكيك في موقف السعودية من الرئيس الحريري.
وينظر بايجابية الى الرسالة السعودية. فتعزيز الحريري موقعه في طائفته، هو بمثابة تعزيز لسلام ولموقعه كرئيس مكلف تشكيل الحكومة.
يلاحظ أن الدعم السعودي المتجدد للحريري يأتي في أعقاب تجديد الحريري دعمه لسلام بعد لقائهما الباريسي قبل فترة قصيرة.
وثمة من قرأ في الموقف السعودي بعد الزيارة الرئاسية، اعادة المبادرة الى زعيم 14 آذار انطلاقا من سقف الشروط الموضوعة للحكومة العتيدة. ولكن هل يمكن ان يفتح الباب أمام خرق في جدار التأليف؟
الجواب عن هذا السؤال رهن بترقب حركة النائب وليد جنبلاط في اتجاه المملكة.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم