اشترِك في نشرتنا الإخبارية
حبس الجميع أنفاسه مع اصطفاف عشرات الطلاب في وسط الباحة الخارجية لإحدى كليات الجامعة اللبنانية موزعين بين ذكور واناث، رفعوا الأيدي في اتجاه السماء، الجدية تعتري وجوههم، وأعلام "حركة امل" تحيط بهم... الجميع مستعدون؟ لن يذهبوا إلى الحرب الآن، انهم يؤدون قسم السيد موسى الصدر.
في الجامعة اللبنانية أيضاً، حضرت ذكرى عاشوراء، فطهيت "الهريسة" في وعاء كبير وضع فوق موقدة حطب، على وقع اصوات الندبيات، في موازاة رفع الاعلام والشعارات السود على الجدران والأبواب، إلى جانب أعلام "حركة أمل".
حصل ذلك في كل من كلية الحقوق والعلوم السياسية والادارية في الحدث، وكلية الإعلام والتوثيق – الفرع الأول في الأونيسكو.
الأمر ليس جديداً على الجامعة التي سبق ان أصدرت تعميماً في هذا الشأن منذ ثلاث سنوات وعادت وذكرت به السنة الماضية، لكن "لا حياة لمن تنادي"، وجاء في التعميم حينها: "حرصاً على حسن سير الدراسة وكل الأعمال الجامعية، يُمنع رفع اللافتات والشعارات الحزبية وتعليق الملصقات داخل مباني الجامعة اللبنانية كافة".
وبعد مظاهر أداء القسم والمراسم العاشورائية في جامعة تعتبر لكل اللبنانيين، و"الضجة" التي اثيرت حول الموضوع، علمت "النهار" ان ادارة الجامعة ستصدر بياناً جديداً غداً لتوضح الأمر للرأي العام وتجدد دعوة الطلاب إلى الالتزام بالتعاميم الادارية.
رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين اعتبر في اتصال مع "النهار" ان القضية "بسيطة" وأن الأمر "لا يحتاج إلى كل هذه البلبلة". وحسم موقفه قائلاً: "لا أوافق على هذه المظاهر، خصوصاً أن ما حصل في الجامعة لم يسبقه طلب تصريح مسبق". واضاف ان "رئاسة الجامعة سبق ونبهت الطلاب من القيام بهذه الممارسات، لكن "الله يساعدنا""، مؤكداً ان "الجامعة ليست مع المظاهر والشعارات الحزبية".
سألنا رئيس الجامعة: "كيف حصلت هذه الممارسات من دون انتباه الادارة؟"، أجاب: "ليست السنة الأولى التي تحصل فيها أمور مماثلة، ونحاول دائماً أن نضيّق على الأمر، لكن يبدو أن هذه السنة حصلت هذه الممارسات نتيجة ظروف الشارع والاضطرابات"، داعياً طلاب الجامعة واساتذتها وموظفيها إلى الالتزام بالتعاميم.
الغريب، أنه ورغم التنظيم الواضح للنشاطات الحزبية، فان قيادة "حركة أمل" أعلنت رفضها هذه المظاهر داعية طلابها إلى الالتزام بقوانين الجامعة، ومحملة المسؤولية لـ"لتساهل الإدارة مع الطلاب".
