تعرض غاليري "آرت اون 56" الجميزة، مجموعة كبيرة من اعمال الفنان الفلسطيني نبيل عناني (من مواليد 1943) احد ابرز الفنانين الفلسطينيين الموجودين اليوم ويعتبر المؤسس الرئيسي للحركة الفنية المعاصرة في فلسطين.

معرضه يفتح الباب امام تجربة نجهلها انما تدفعنا الى البحث اكثر عن الفنانين الفلسطينيين الذين لا يزالون يعيشون في فلسطين ويرسلون الى الخارج والى الداخل أعمالا تنشد الارض بطريقة تشكيلية مؤسلبة تنقل معها الحنين الى الارض المؤسلبة.
نرى إلى التجارب بعين مختلفة لا يمكنها ان تتجاهل الحنين الذي يتمثل في البساتين الخضراء كأنها مغسولة بمياه نقية ابدية. ففي اللوحات الكثير من الالوان التي تميز البيوت الترابية وشبابيكها الزرقاء او الزهرية المتراكمة بعضها فوق البعض الآخر كأنها كتل حية تعج في داخلها ذكريات عتيقة تحاول بعث رمزيتها الى اقاصي الدنيا حيث يمكث احدهم تجري في عروقه دماء فلسطينية.
عناوين الاعمال ايحائيات ترمز إلى قطف المواسم، الاحياء القديمة، الناس، المشاهد المشهورة، المواقع ذات المدلولات التاريخية المؤلمة او المفرحة. كل شيء في هذه الغاليري يثير العين والقلب من دون ان تكون فيه محاولة استمالة رخيصة ومبتذلة.
هي اعمال فنية ذات مستوى جيد يحاكي العقل والقلب من دون مبالغة في السرد اللوني والخطوطي والهيكليات التي تجمع مزايا المواضيع المثارة أكانت عن البشر أم القرى أم الحالات المأسوية.
هذا المعرض يتضمن الكثير من الالوان الشرقية الصافية حيث لكل صبغة معناها ورمزيتها ورسالتها النفسية والعاطفية. وقد يكون من الضروري مشاهدته ولا سيما الذين لا يعرفون الكثير عن فلسطين او الذين يحبون الاطلاع على اعمال ذات رسالة حية لكل من فقد ارضه في هذه الدنيا.

[email protected]