الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

من ستختار ايفا..أهلها أو خاطفها؟

المصدر: "النهار"
عباس صالح
A+ A-

بعد التحقيقات المطولة مع القاصر ايفا غزال، اتخذ قرار قضائي امني مشترك قضى بالابقاء على الفتاة لفترة لم تحدد في مركز اجتماعي، وذلك بعد ابطال المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لعقد زواجها كونها قاصراً ولم يؤخذ برأي ولي امرها. ولم ترغب الفتاة بالعودة الى المنزل الوالدي، لخوفها على الارجح من ردة فعل اهلها. 


وكانت ايفا التي لم تتجاوز الثالثة عشر من عمرها، سلمت ظهر اليوم الى آمر مفرزة الضاحية الجنوبية القضائية العقيد حسين خشفة بعد الضغوط الكبيرة التي تعرض لها الخاطفون من آل مشيك، نتيجة عمليات الدهم المتواصلة حيث بقيت قوة امنية ترابض حتى الخامسة فجر اليوم في محيط منازلهم، وهي ترصد كل الأماكن التي يشتبه بوجودهم فيها، لا سيما بعد الانباء التي راجت عن ان الخاطف وابيه اجبرا ايفا على الخروج معهما من منزل ذويها بهدف الضغط على والدها لدفع مالي مبلغ مستحق لهم في ذمته.


حادث خطف ايفا بقي ملتبساً طيلة فترة خطفها التي استمرت ستة عشر يوماً، لا سيما بعد ان تضاربت الروايات بشأنه، وبقيت عملية تزويجها من حسين مشيك، لغزاً يشوبه الغموض في ظل التناقض الواضح في روايتي والد ايفا الذي يؤكد على ان ابنته خطفت في اطار ابتزازه مالياً لدفع ما عليه لعائلة مشيك من جهة، ووالد حسين مشيك الذي عقد قرانه على ايفا، ويؤكد على انها عملية "خطيفة" عادية باعتبار ان ايفا تحب حسين، وحسين يحبها وان القرار اتخذ بال"خطيفة" بعد تمنع والد ايفا عن الموافقة على تزويجهما.
بعد تسليمها لمفرزة الضاحية القضائية كانت المفارقة اللافتة ان المحققات معها كن جميعهن من العسكريات الاناث في قوى الامن الداخلي، كما كانت مندوبة الاحداث أنثى، وكانت المدعية العامة أنثى وهي غادة ابو علوان، وهو ما جعل ايفا تستريح نفسيا لأقصى مدى كونها تتعاطى مع فتيات مثلها وان كن يكبرنها سنا، وبالتالي سردت لهن تفاصيل ما جرى معها في هذه القضية مؤكدة ان القول بأنها لم تخرج برضاها من منزل اهلها ليس صحيحا، كما ان الكلام عن انها تحب حسين ايضا تعوزه الدقة، وبالتالي فان الكلام الصحيح هو "النص بنص" ذلك ان ايفا كانت تعاني من مشكلات وخلافات معينة في منزل والديها مع ابيها، وكانت اتخذت قرارا بالخروج من منزله وهو ما تزامن مع وصول حسين ووالده الى منزلها لمطالبة والدها بالمبلغ المالي، وبالتالي يمكن القول ان النوايا تلاقت في هذا الاطار بين ايفا وخاطفيها الذين قاموا بفعلتهم وانتقلوا الى منزل احد رجال الدين من آل المولى الذي تولى عقد قران حسين على إيفا في ظروف ملتبسة فقهيا، ويثار جدل كبير حول صحة الخطوة على المستوى الفقهي، اذ ان ثمة ما يعتبر إجماعا بين الفقهاء على عدم جواز تزويج القاصر من دون الحصول على موافقة أولياء أمرها.


وافاد مصدر أمني "النهار" أن التحقيقات مع ايفا انتهت، في انتظار قرار المدعي العام الذي من المفترض ان يقضي اما بالتحفظ عليها تحت وصاية الاحداث، أو بتسليمها الى ذويها، او باعادتها الى زوجها.علماً ان أبو علوان طلبت من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى رأيه الفقهي في شرعية زواج القاصر من دون موافقة ولي امرها، فارسل المفتي الجعفري الممتاز احمد قبلان وثيقة ببطلان زواج غزال.
وقالت بشرى الخليل، وكيلة اهل الفتاة، لـ"النهار" ان القاضي يأخذ في حالات مماثلة في عين الاعتبار المخاطر التي تتعرض لها الفتاة سواء في منزلها الوالدي او المخاطر الخارجية الاخرى.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم