بعد مشكلة الليطاني... كارثة بيئية تهدد نبع رشعين

نبع رشعين من أغزر الينابيع اللبنانية واهمها لناحيتي تأمين مياه الشفة لقضاء زغرتا ومدينة طرابلس وري بساتين الليمون الممتدة على ضفتيه من المنبع حتى "المخلط" في ابي سمراء حيث يلتقي مع نهر قاديشا ليشكلا نهر ابو علي. هذا المرفق المهم، اي نهر رشعين، يعاني مشكلة تلوث كبيرة، فمياه النهر والمستفيدون منها يعانون أزمة حقيقية في غياب شبكات الصرف الصحي في البلدات الواقعة على ضفتيه من المنبع الى المصب بسبب تحويل مجاريرها العامة الى مجرى النهر كل بحسب موقعه ومكانه .

ويوم برزت مشكلة التلوث في مياه النبع داخل خزان الحصر، تعاون اتحاد بلديات الضنية مع اتحاد بلديات زغرتا، كل ضمن نطاقه الجغرافي، لمد شبكة مجارير عامة لمنع الاهالي في المناطق الواقعة فوق النبع وبجواره من تحويل صرفهم الصحي الى آبار ارتوازية مفتوحة القعر تصل منها المياه الآسنة مباشرة الى المياه الجوفية، فكانت شبكة للمجارير امتدت الى ما بعد خزان الحصر وصولا الى حدود بلدة رشعين لتأمين مياه شفة نقية وخالية من الجراثيم لمن يشرب من النبع. لكن المشكلة برزت في النهر امتدادا الى البحر.

التلوث في نهر رشعين بلغ حدا غير مسبوق، خصوصا في زمن الشحائح حيث يطغى لون المياه الآسنة السوداء على المياه العذبة، فتنبعث من النهر روائح كريهة ما يجلب البعوض والبرغش وما شابههما.

هذا الواقع المريربات يهدد الاهالي وصحتهم، كما بات يهدد البيئة النهرية والاخرى الطبيعية، وصار المزارعون يفتشون عن مصادر مياه بديلة لري مزروعاتهم. اما بساتين الليمون فما زالت تروى منه رغم تلوثه.

الاهالي تحركوا والمجتمع المدني رفع الصوت، وكانت وقفات احتجاجية عند مجرى النهر بالقرب من طاحونة المرداشية الاثرية التي كانت الى الامس القريب اكبر طواحين زغرتا على ضفة نهر رشعين، واجتمعت وفود منهم الى رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا خير الزعني ورؤساء البلديات في البلدات التي على حدود النهر، بهدف رفع الضرر البيئي عن النهر، كما كانت اتصالات بوزارة البيئة التي كشفت على النهر فكانت وعود لازالة الضررمن دون أي اجراء عملي حتى الساعة. ولا يزال الجميع ينتظر العمل على تمرير قسطل كبير بمحاذاة النهر لوصل شبكات المجارير العائدة للبلدات المجاورة له بهدف حماية النهر من التلوث.

 وفد "زغرتا غدنا "الذي التقى من ضمن الحراك المدني رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا، نقل عنه ان الاتحاد على علم بمشروع قسطل رئيسي يبدأ من منبع نبع رشعين ويمر بملتقى نهر جوعيت وينتهي بالقرب من مستشفى سيدة زغرتا، وهدفه ان تصب فيه مجارير القرى المعنية. وهذا المشروع لزمته المديرية العامة للموارد المائية والكهربائية في وزارة الطاقة والمياه وسيتم تنفيذه خلال العام الحالي، وان الاتحاد يعمل بزخم وجدية مع البلديات المعنية مباشرة بالقسطل المذكور، لتنفيذ شبكات الصرف الصحي داخل بلداتهم ووصل شبكاتهم بالقسطل الرئيسي.

وايا يكن السبب الذي يؤخر رفع الضرر البيئي عن النهر، فان الاهالي يعتبرونه ثروة طبيعية لا يجب التفريط بها، كما انه عامل استثمار وجذب للسياح لما على ضفتيه من مطاعم ومقاه وآثار قديمة تشكل مورداً اقتصادياً مهماً للكثير من ابناء زغرتا الزاوية، لذا فانهم يستعجلون وضع حد لهذه المشكلة ضناً بصحتهم وبسلامتهم وبمصادر رزقهم، كما يقول الناشط في الحراك المدني بيار مرقص الدويهي الذي اشار الى سلسلة خطوات تصعيدية في حال بقي الوضع على ما هو ومن دون اية معالجة ولو على مراحل متلاحقة.