الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

المشنوق يدقُّ ناقوس المحاذير!

الياس الديري
الياس الديري
المشنوق يدقُّ ناقوس المحاذير!
المشنوق يدقُّ ناقوس المحاذير!
A+ A-

لا يزال الاستحقاق النيابي، المجهول المصير، متقدماً على كل ما عداه من قضايا، ومتصدّراً الاهتمام السياسي والشعبي على حدّ سواء. فهل من تأجيل قسري تفرضه المسافة الزمنيَّة الضيِّقة، أم أن وراء الأكمة رغبةٌ ما في الذهاب الى الفراغ؟
الرئيس نبيه برّي كان ولا يزال أَوّل المحذِّرين من أيَّة دعسة ناقصة في هذا الحقل الذي لا يخلو من الألغام. والنصيحة كانت بجمل. فلا بدَّ من قانون جديد يحظى بالتوافق عليه، وإلا فالمجهول واقف في الانتظار سنكي طق...
في مقابلة مع قناة الغد، وَصلتُ إليها مصادفة، أطلَّ وزير الداخلية نهاد المشنوق برزمة من الإضاءات والتوضيحات حول قضايا لبنانيَّة وعربيَّة تشكِّل العنصر الأبرز في الهموم اللبنانيَّة، كما بالنسبة الى الوضع المأسوي في العالم العربي: سوريا، العراق، اليمن، ليبيا، والكوارث على أنواعها.
الأولوية الآن لقانون الانتخاب. أما الباقي من القضايا الملحَّة، فمن الصعب الاعتقاد أن الاهتمام سينصبُّ عليها إن لم يتم جلاء مصير الاستحقاق النيابي.
في معرض شرحه الدقيق، وتفنيده للمشكلات التي يتخبَّط فيها موضوع القانون الذي يكاد يحل محل حكاية إبريق الزيت، أكد الوزير المشنوق أنه لا يرى في الأفق تمديداً جديداً لمجلس النواب. لكنه صارح الجميع "أن لا انتخابات من دون قانون جديد... والباب مفتوحٌ للنقاش".
وأين القانون الجديد هذا، وأين أقطابه؟ على أن ذلك ليس كل شيء "فالمغامرة بالذهاب الى الفراغ يعني إعادة البلد الى خانة الصفر، وما من أحد من الأفرقاء مُستعدٌّ لتحمّل مسؤولية كارثة وطنيَّة سياسيَّة من هذا النوع". من هنا، من هذه النقطة "المكهربة" تنطلق التحذيرات مصحوبة بالمخاوف. فخطورة الفراغ أكبر بكثير من فكرة تقديم التنازلات، وفق ما يراه وزير الداخلية. "فبلد لا يوجد فيه مجلس نواب شرعي يعني لا يوجد بلد".
ومع الاعتراف والتسليم بأهمية "المأزق النيابي"، ودعوة المسؤولين والناس أجمعين الى التمعّن طويلاً في خطورة الإهمال، ووجوب التوصُّل الى حلول كاملة لمشكلة "القانون الجديد"، يحوِّل المشنوق على أزمات وقضايا شديدة الحساسيَّة، في طليعتها وضع النازحين السوريين والأعباء التي بدأت تتكدَّس على ظهور اللبنانيين بمختلف طبقاتهم والمشكلة الكبرى بالنسبة الى بلد بحجم لبنان.
وفي رأيه ورؤيته "أنه لا يمكن الطلب من اللبناني المؤيّد للشعب السوري أن يبقى بلا فرصة عمل لأن السوري يقوم بالعمل نفسه بأجر أقل"...
إذاً لا بدَّ من الذهاب الى بروكسيل لعرض هذه القضيَّة. فلبنان لا يستطيع أن يتحمَّل مليوني سوري على أرضه. وهذه الصراحة الايجابيَّة جاءت في وقتها. وقمة عمّان قد تمرُّ من هنا.
أما بالنسبة الى عقدة الانتخابات، فمطرحك يا واقف.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم