الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"رجال الأرز" يستهلون خطوتهم الأولى نحو الإمارات

أحمد محيي الدين
"رجال الأرز" يستهلون خطوتهم الأولى نحو الإمارات
"رجال الأرز" يستهلون خطوتهم الأولى نحو الإمارات
A+ A-

التاسع من أيار 1993 خلق منتخب لبنان الحدث، فمنتخب البلاد الخارجة من حرب أهلية قاسية شارك للمرة الاولى في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة، وكان منتخب هونغ كونغ ضمن المجموعة ذاتها مع "رجال الأرز"، حيث احتشد جمهور كرة القدم اللبنانية من كل حدب وصوب رافعين الراية الحمراء والبيضاء تتوسطها الأرزة الخضراء. وبعد عشرين دقيقة تأخر لبنان بإصابتين، لكن المؤازرة والدعم الجماهيري أعطيا أُكلهما وأدرك اللبنانيون التعادل عبر إصابتي فادي علوش ورافي جلفاجي، وإياباً في العاصمة الكورية الجنوبية سيول تفوّق اللبناني 2– 1 سجلهما يوسف فرحات ووائل نزهة، مؤكداً عودته القوية آنذاك الى العائلتين الكرويتين الآسيوية والعالمية.


وبعد 24 سنة تقريباً سيكون لبنان على موعد آخر مع هونغ كونغ على وقع تغيرات كثيرة، فكرة القدم اللبنانية تطورت جداً منذ ذلك الحين على الصعيد البنياني، وستكون مدينة كميل شمعون الرياضية جاهزة في 2017 لاستضافة اللقاء بعدما كانت ركاماً قبل نحو ربع قرن، والمنتخب، على رغم تصنيفه المتأخر، إلا ان ذلك لا يعكس الصورة الحقيقية لتطوره، والقاسم المشترك هو ان الجمهور سيكون مجدداً اللاعب الاساسي والحافز الأول والمدماك الرئيسي في تشكيلة المنتخب.
أنهى منتخب "رجال الأرز" استعدادهم ليخطو لاعبون أولى خطواتهم نحو النهائيات القارية "كأس آسيا" لكرة القدم والتي تستضيفها الامارات مطلع عام 2019، والتي خاضوها قبلاً عام 2000 كبلد مضيف، ويطمحون هذه المرة الى التأهل عبر التصفيات وتأكيد جدارتهم بالتواجد بين صفوة منتخبات القارة الآسيوية، خصوصاً ان المجموعة الثانية التي تضم أيضاً كوريا الشمالية وماليزيا ليست بعيدة المنال، وهذا ما أكده المدرب المونتينيغري للمنتخب اللبناني ميودراغ رادولوفيتش الذي شدد على ان "هدفنا التأهل كمتصدرين للمجموعة".
ويعوّل "رادو" على كوكبة من اللاعبين المحترفين مثل الكابتن حسن معتوق لاعب الفجيرة الاماراتي والذي يعد أبرز مفاتيح اللعب هجومياً، الى جانب لاعب العهد محمد حيدر ومهاجم كيلانتان الماليزي محمد غدار حيث من المعول عليه سد الثغرة الهجومية بغياب هلال الحلوة وباسل جرادي، وفي خط الوسط من المتوقع ان يضع رادولوفيتش ثقته بالثلاثي هيثم فاعور وعدنان حيدر والوافد الجديد سمير أياس (26 سنة) المحترف مع دوناف روس البلغاري، وقد يشغل خط الدفاع الظهيران علي حمام لاعب ذوب آهن الايراني ونصار نصار الذي أبان عن قدرات مميزة مع الأنصار، وفي قلب الخط الخلفي نور منصور ومعتز بالله الجنيدي. أما حارس المرمى فسيكون مهدي خليل أساسياً بنسبة كبيرة أمام عباس حسن. كما يملك المدرب خيارات بديلة أبرز عناصرها نادر مطر وقاسم الزين وربيع عطايا.
واشار رادولوفيتش الى انه درس المنتخب الخصم على نحو جيد من خلال متابعته في مبارياته الإعدادية وآخرها ضد الاردن، فيما كوّن فكرة شاملة عن حاجته في اللقاء عبر خوض مباريات إعدادية عدة، فتعادل مع الأردن في بيروت 1 - 1 ثم في عمان سلباً، ومع فلسطين 1 - 1 في بيروت، ومع قرغيزستان على ارضها سلباً، ومع غينيا الاستوائية 1 - 1 في بيروت، وسجل فوزاً وحيداً على ضيفه الأفغاني 2 - 0 في طرابلس.
وقال رادولوفيتش: "للمرة الأولى منذ سنتين أرى هذا الاهتمام والمتابعة والمؤازرة للمنتخب. نحن مستعدون للمواجهة الأولى التي نوليها الأهمية اللازمة كما كل مباراة"، مبدياً ارتياحه لأجواء الفريق المثالية، واعداً "بنشر الفرح لدى اللبنانيين وإسعادهم". وأضاف: "المنتخب الذي ضخت في أوصاله دماء جديدة في الطريق الصحيح. والمطلوب الصبر وأن تمحضوه ثقتكم كما أنا أثق بأفراده".
وأكّد احترامه للمنتخب المنافس معوّلاً على روح الفريق وتجانسه وحيويته، وقال: "عالجنا أخطاء كثيرة وعاينّا مكمنها، وبات اللاعبون يتمتعون بقدر كبير من التركيز من الناحية الذهنية لعدم تكرارها"، مشيراً الى أن فترة التصفيات طويلة وتختلف الخيارات في كل من فصولها، والمباراة أمام هونغ كونغ "مهمة جداً على أرضنا وبين جمهورنا الذي أدعوه للمؤازرة والمواكبة، لكنها ليست مصيرية"، كما دعا لاعبيه الى عدم التساهل.
وشدد الكابتن معتوق على أهمية الحضور الجماهيري الذي "يحفّزنا لتقديم الأفضل"، وأضاف: "نملك الوسائل التي تكفل تأهلنا وعلينا استغلال الظروف الإيجابية المتوافرة وتوظيفها من أجل ذلك".
نظرياً تبدو الأمور سهلة على الورق، إذ لا تملك هونغ كونغ العناصر اللازمة لمقارعة منتخب "رجال الارز" على رغم كثرة اللاعبين المجنسين من البرازيل وغانا ونيجيريا وانكلترا. ويقود هونغ كونغ المدرب الكوري الجنوبي بان غون كيم، وشهد المنتخب باشرافه تطورا سريعا من خلال الاعتماد على "المحترفين"، وبحسب موقع الاتحاد الدولي "الفيفا" أصبح صلباً ومتماسكاً جداً. ويعول كيم على المدافع الغاني الأصل فيستوس بايز والبرازيليي الأصل هيليو غونسالفيش وساندرو فيريرا وألفونسو جونيور وروبرتو أورلاندو والكاميروني جان جاك كيلاما والانكليزيين جاكي سيلي وجيمس ماكي، وسيغيب المهاجم النيجيري اليكس تايو بسبب الإصابة.
ويشارك في تصفيات كأس آسيا 2019 الثانية 24 منتخباً وزعت على ست مجموعات، يتأهل منها صاحبا المركزين الأول والثاني من كل مجموعة، وينضم المتأهلون إلى 12 منتخباً تأهلت من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس آسيا 2019 في الامارات وكأس العالم 2018 في روسيا.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم