الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إعلامنا بيان نعي يومي

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
A+ A-

قرأت قبل يومين نكتة معبرة، مفادها انه "تم التعرف إلى لبناني مسرور ومتفائل، فقُبض عليه لمعرفة الأسباب، والتحقيق جار".


السؤال المطروح باستمرار في لبنان، عن أصل مشكلة التشاؤم وضيق العيش. هل هي في إعلام لبناني غارق في التشاؤم، ولا يرى إلا الجوانب السيئة من أحوال البلاد، أم أن المشكلة في السياسيين الذين يديرون البلاد ولم يتركوا هامشا للسعادة والتفاؤل والحلم بمستقبل أفضل؟ يتراءى هذا السؤال لكل لبناني يصغي بانتباه الى ما يقوله الآخرون، وخصوصا في الدول العربية التي كنا نعتقد باستمرار أننا سبقناها بأشواط كبيرة على كل المستويات. لكن الواقع اليوم يبدو مختلفاً، يعكسه إعلامنا، وينعكس على صورتنا في الخارج. فالإعلام اللبناني، التلفزيوني تحديدا، يسيء الى صورة لبنان بشكل كبير، لأنه لا يجمل الوقائع بل ينقلها على فجاجتها، ويركز أحيانا على السلبيات بما هي انعكاس لحال عدم الثقة التي نعيشها يوميا، وتراجع الامل في إمكان قيام دولة يحكمها الى اليوم "مسؤولون" لا يبالون بما يقوله المواطنون فيهم، أو ما يشعرون تجاههم.
بالامس استمعنا الى وزيرة الدولة للسعادة في دولة الامارات العربية المتحدة عهود الرومي تتحدث عن "دور الإعلام في نشر الإيجابية والسعادة في المجتمع"، وقالت انها عملت مع فريق عملها، وفي إطار إعدادها ورقة عمل لمؤتمر الشارقة الدولي للاتصال الحكومي، على تحليل محتوى الصفحات الأولى لعدد من الصحف العربية لمدة 6 أيام متتالية، وتم اختيار الصحف بطريقة عشوائية "وكانت النتيجة أننا وجدنا أن نصف العناوين الرئيسية تقريبا كانت سلبية وأن 46 في المئة من الأخبار التي جرى تحليلها كانت عن مقتل ومصرع وتفجير وتدمير وفشل جهود...".
وأشارت أيضا إلى دراسة علمية تم فيها اختيار مجموعة من الأشخاص شاهدوا ثلاث دقائق من الأخبار الإيجابية التي تركز على الحلول قبل الساعة العاشرة صباحاً، في حين ان مجموعة أخرى شاهدت ثلاث دقائق من الأخبار السلبية. وأظهرت نتائج الدراسة أن الأخبار الإيجابية في الصباح لها تأثير كبير على المزاج لأن الأشخاص الذين شاهدوا ثلاث دقائق فقط من الأخبار الإيجابية ارتفع احتمال أن يصفوا يومهم بأنه "سعيد"، أكثر بنسبة 88 في المئة مقارنة بالذين شاهدوا أخباراً سلبية. وهذا التأثير استمر نحو ثماني ساعات بعد مشاهدة المحتوى.
وأضافت: "إن طريقة عرض الأخبار إما أن تصيبنا بالشلل وإما أن تحفزنا على إيجاد الحلول، وإن المحتوى الإيجابي يبني قيما إيجابية في المجتمع ويصنع طريقة تفكير، ولا بد من أن نبحث عن قصص النجاح والقصص الإيجابية في مجتمعنا ونبرزها، لإيجاد نماذج جميلة تشكل قدوة وتبعث الأمل وتزرع الطموح في نفوس الشباب".
من هنا قد تكون الورش الإعلامية والمؤتمرات في لبنان مدعوة الى إعادة النظر في رؤيتها لعرض الأخبار بدل أن تبقى بيان نعي يومي.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم