الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مشاهدات من القبر المقدس... بوليو لـ"النهار": لحظات قوية عشناها

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
مشاهدات من القبر المقدس... بوليو لـ"النهار": لحظات قوية عشناها
مشاهدات من القبر المقدس... بوليو لـ"النهار": لحظات قوية عشناها
A+ A-

الانطباعات والمشاهدات الآتية من القدس قوية، مغلّفة بالرجاء والفرح، وليدة الحدث الكبير الذي شهده القبر المقدس اليوم بإعادة فتحه، في احتفال مهيب، بعد الانتهاء من ترميمه. "كان احتفالا جميلا للغاية جمع كل الطوائف المسيحية في القدس، ليس الكنائس الثلاث الرئيسية التي ساهمت معا في ترميم القبر فحسب، انما ايضا الكنائس القبطية والسريانية والاثيوبية، اضافة الى الكنائس المارونية والانغليكانية واللوثرية..."، تقول رئيسة تحرير مجلة "Terre Sainte" في القدس ماري ارميل بوليو لـ"النهار". وتتدارك: "الجميع كانوا هنا. وكان من الجميل جدا رؤية هذا الحشد من ممثلي الكنائس مجتمعين حول قبر يسوع".



 


احتفال كبير شاركت فيه بوليو، "مسكوني للغاية". وتضيف: "رغم كل اختلافاتهم وتاريخهم المختلف وتقاليدهم المختلفة، كان الجميع متفقين على ان هذا المكان هو قبر يسوع. هنا صُلب المسيح ومات وقُبِر وقامَ من الموت. القبر هو ما جَمعنا اليوم كلنا، كي نقوم بشيء جميل من اجله".


هذا التلاقي حول القبر المقدس "علامة جيدة"، في رأيها. ما ترى فيه هو "ترجمة لرغبة مسيحيي الشرق الاوسط، الذين لم يعد عددهم كبيرا ويواجهون احيانا اوضاعا صعبة، في ان يحترموا اختلافات بعضهم البعض، وفي الوقت نفسه ان يعيشوا معا". وتقول: "اعتقد ان مسيحيي الشرق هم الذين يدفعون البطاركة والاساقفة في المنطقة الى ان يقوموا بمبادارات توحيدية".


لحظات قوية عاشتها بوليو في الاحتفال، وتحفظها في ذاكرتها. "اللحظة الاقوى- ولسوء الحظ لم نستطع ان نسمع، لانه لم تكن هناك ميكروفونات- هي اللحظة التي وقف فيها بطريرك القدس للروم الارثوذكس ثيوفيلوس الثالث وبطريرك الأرمن الرسوليين نورهان مانوجيان وتليا معا، كل منهما بلغته، صلاة "الابانا" امام القبر في آخر الاحتفال".


حتى الكلمات التي أُلقِيت حملت، في رأيها، "معاني عميقة، واجمعت على التذكير بالايمان الذي يوحد جميع المسيحيين، وهو الايمان بيسوع المسيح القائم من الموت الذي لم يغيّر العالم للمسيحيين فحسب، انما ايضا سيغيره لكل الانسانية". وتقول: "القبر المقدس ليس مهما للمسيحيين وحدهم، انما ايضا لكل الانسانية، لانه يحمل الى الجميع رسالة رجاء ومساواة".



 


الفرح اضاء الوجوه، "الجميع كانوا سعداء جدا". وتبادل رؤساء مختلف الكنائس التحيات و"المصافحات وديا"، وأُنشِدت الـ"هللويا" سرورا بالمناسبة الفريدة، رغم انه زمن الصوم. "الزمن الليتورجي ليس مهما بقدر اجتماع كل الكنائس والمسيحيين للاحتفال بقيامة يسوع المسيح"، تقول بوليو. وتضيف: "كانت الاجواء جيدة بين ممثلي الكنائس في القدس، رغم وجود اختلافات بينهم".


مرحلة ثانية تنتظر القبر المقدس في المستقبل، مع القيام بأعمال ترميم جديدة "لضمان استمرار النتائج التي حقّقتها المرحلة الأولى"، وتتضمن "إزالة البلاط الذي يحيط بالبناء الذي يضم القبر، وإصلاح جميع القنوات، وترميم الحجارة المستخدمة في التبليط أو استبدالها بأخرى مماثلة، ثم توطيد أُسُس البناء وتأمين الإستقرار الزلزالي للبناء كلّه".


هذه الاعمال تستغرق 10 اشهر، "وتُقدَّر تكلفتها بـ6 ملايين دولار". وتقول بوليو: "يجب ايجاد التمويل اللازم. كذلك، يتوجب اولا التوصل الى اتفاق بين رؤساء الكنائس على هذه الاعمال. وسيتم ذلك". وتبقى امنتيها الشخصية على هذا الصعيد "التمكن من القيام باعمال تنقيب اثري هذه المرة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم