الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الرياشي يحتضن هموم الصحافة

الياس الديري
الياس الديري
الرياشي يحتضن هموم الصحافة
الرياشي يحتضن هموم الصحافة
A+ A-

ها هو شاهدٌ وداعم للصحافة، ومتطوّع لإنصافها وإسعافها من إجحاف لحق بها، وهي ولبنان في أسوأ الظروف محلياً وعربياً ودولياً. إنه وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي أفضى الى "النهار" بسلسلة المشاريع والإجراءات التي يعتقد أنها ترفع بعض الظلم، وبعض الأعباء، وتُضفي بعض الآمال، فبارك الله في همّته.
تستحقُّ الصحافة اللبنانيَّة، ويستحقّ الصحافيّون اللبنانيون لفتة تضامن صادقة من الدولة اللبنانيَّة، من الحكومة، من المؤسَّسات المالية التي تنعم وتلعب بالملايين والمليارات، فيما الصحافة وعائلاتها تخوض "المعارك" في سبيل لبنان واستقلاله وحريته وأمنه، لا منَّة ولا شكوراً. فهذه رسالتها وهذا ما نذرت نفسها له... وفيما الأزمة المالية تلتف حولها كالأفاعي.
فالصحافة، كما تعلمون، هي المحارب الأول في شتى المعارك التي تستهدف الوطن الصغير، وتحاول زعزعة نظامه وتخريب صيغته. وما غابت يوماً عن حدث، أو حرب، ولو تعرَّضت للمخاطر.
سبقت الزمن الحالي أزمنة مشتعلة سياسياً وعسكرياً. وكان نصيب كثيرين من الصحافيين الخطف، أو الإصابة الخطرة أو الاغتيال. وفارس "النهار" الشهيد جبران تويني استهدفه المجرمون كونه المدافع الذي لا يلوي عن لبنان العظيم. واللائحة طويلة.
لكنَّ الصحافة اللبنانيَّة لم تجد أحداً الى جانبها عندما اجتاحتها موجة الإهمال واللامبالاة وهبوط الموارد ومزاحمة الآلة الجديدة. بقيت وحدها تتخبّط في أزماتها ومتاعبها، من غير أن يخسر مسؤول أو مرجع، أو حاكم، أو مؤسَّسة رسمية، اتصالاً هاتفياً... ولو من باب رفع العتب.
لا نقابة للصحافة تظهر أي اهتمام بما تعانيه أمهات الصحف، وأمهات الدفاع عن الحريات وعن لبنان النموذج النادر. ولا أثر لنقابة المحرّرين الذين أمضى بعضهم كل العمر في ساحة الوغى التي لا يعرف كثيرون شيئاً عن مخاطرها، وعن الجحود الفاحش الذي يحصده الصحافيون.
لا نقابات ولا وزراء، ولا نواب، ولا أصدقاء، ولا مسؤولون عن هذه الصحافة التي كانت تحمل صفة "السلطة الرابعة". لقد ولَّى عهد النقباء الكبار والنقابات التي تهتز من صوتها عهود وعروش.
الى أن جاء الوزير الرياشي ليضع نفسه في مقدَّم الحملة الدفاعيَّة عن حقوق بديهية وبسيطة، نسبة الى عمليات الملايين والبلايين المهدورة في عصمة الفساد والشفط والتسيّب.
وها هو وزير النخوة واللهفة الصادقة على الصحافة والصحافيّين، مجنِّداً نفسه ووقته واهتمامه لتوفير القرارات ومشاريع القوانين و"الوصفات" المستعجلة، رافعاً شعار الإنصاف لهذه الصحافة ولهؤلاء الصحافيين الذين اكتشفوا أنهم وحدهم.
العزاء الكبير والأمل الكبير بملحم الرياشي قد يساعدان الصحافة على استعادة حماستها ودورها في مقدم الركب. ومَن يدري، فقد تغيّر مساهمة وزير الاعلام كل معالم الوضع الصحافي المأزوم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم