اشترِك في نشرتنا الإخبارية
لا يحتاج البلد ولا يفتقر ناسه الى أزمة إضافية، تطلَّ عليهم هذه المرة من مجلس الوزراء حيث بدأت ملامح تعطيل محتمل تظهر فجأة، وفي الوقت الذي كان متوقعاً أن تبدأ مرحلة إنجاز الموازنة لهذا العام... وبعد غياب 12 عاماً متتالية.
هل هي مجردَّ مصادفة غياب 11 وزيراً دفعة واحدة عن الجلسة الأولى في ثلاثية إنهاء "فستان العروس" وإلباسه للموازنة، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
حالاً بدأت ماكينة الاستنتاجات شغلها، وفتح التحليليّون قاموس المفردات المناسبة، فيما أعلن البعض تخوّفه من أن تكون في أفق السرايا بوادر أزمة مفتعلة، تدعم بذيولها ونتائجها المطبّات التي أنتجتها "معركة" القانون الانتخابي، الذي لا يزال حبراً على ماء ووهماً على ورق.
الأفكار والانطباعات التي بدأت تتسلّل الى رؤوس بعض المعنيين والمتابعين وضعت أكثر من علامة استفهام، ودفعت الناس مجدداً الى إطار تلك الاحتفاليات التي كانت تمهِّد لفراغات زعزعت ركائز الدولة والتركيبة والنظام.
وتأكيداً للهواجس التي أطلت نصف طلَّة، روي أنَّ الرئيس سعد الحريري انتظر الشباب الغائبين ساعة كاملة، والى جانبه الحاضرون من الوزراء.
ساعة كاملة مرَّت على الموعد الرسمي لانعقاد الجلسة، من غير أن يظهر وزير من المتغيّبين بغير عذر ومن غير أن يعلموا سلفاً رئيس الحكومة بالتغيُّب وأسبابه الاضطرارية.
من حق رئيس الحكومة، ومن أضعف الإيمان أن ينرفز، ويمتعض، ويبدي استياءه، ويرفض هذا الاستخفاف، وطريقة التغيُّب، وعدد المتغيبين. فالجلسة الملغاة هي واحدة من ثلاث جلسات متفق على إنجازها في بحر هذا الاسبوع...
بديهي، والحال هذه، أن تتطاير في الجو السياسي والأجواء الشعبية كذلك أسئلة حول تخلُّف 11 وزيراً دفعة واحدة عن جلسة الموازنة، وما هي الدوافع، وما إذا كان في طيّات هذه "المبادرة" صلة ما مع التعثّر الذي يحاصر الانتخابات النيابية بالحؤول دون إنجاز قانون جديد لها، أو الاتفاق على صيغة ما في شأنها.
وهل في الميدان غير حديدان، وما هو أبعد من الحسابات الرقميَّة أو العنعنات الانتخابية... وما تخبئ بدورها؟
ثم، ما دور الخلاف على الضرائب الجديدة المنوي فرضها؟
"وقبل أن تسارع أوساط القصر الجمهوري الى احتواء التأويلات، وصفت ما حدث بتجاوز الخطوط الحمر". وعلى طريقة غطَّ الحمام، طار الحمام.
في كل حال، وقبل الذهاب بعيداً في التفسير والتحليل، من المفترض أن تظهر اليوم القرعة من أم قرون: خطة، أم مصادفة؟
عندئذٍ لكل حادث حديث.
