السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تضحيات الخوذ البيضاء في سوريا تكافأ بجائزة اوسكار

المصدر: "ا ف ب"
تضحيات الخوذ البيضاء في سوريا تكافأ بجائزة اوسكار
تضحيات الخوذ البيضاء في سوريا تكافأ بجائزة اوسكار
A+ A-

كان التعب قد نال من خالد وفادي، واستسلما لبعض النوم في السادسة صباحا وهما يتابعان مباشرة حفل تسليم جوائز الاوسكار في هوليوود، عندما رن جرس الهاتف من زميل لهما يبلغهما ان الفيلم الوثائقي حول المسعفين في سوريا قد نال جائزة اوسكار.
ويروي خالد الخطيب (21 عاما) المنسق الصحافي لمجموعة المسعفين في مناطق المعارضة السورية، كيف استيقظ على صوت احد زملائه يكلمه من هوليوود صارخا "استيقظ لقد ربحنا".
ويضيف خالد "سارعت الى ايقاظ فادي وانا اصرخ به قم بسرعة لقد فاز فيلمنا بالاوسكار".
كان خالد استحصل على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة للمشاركة في حفل تسليم الجوائز، الا انه في النهاية لم يتمكن من السفر بسبب مشاكل في صلاحية جواز سفره.
ومنذ فوز "الخوذ البيضاء" باوسكار افضل فيلم وثائقي قصير لم يتوقف هاتفا ابني العم خالد وفادي عن الرنين. الاصدقاء يهنئون، والبعض يستفسر لانه لم يصدق الخبر، كما ان وسائل الاعلام من العالم اجمع تريد اجراء حديث معهما.
ويروي خالد "عندما باشرنا العمل على الفيلم لم نكن نستهدف الحصول على اي جائزة، بل اردنا فقط كشف معاناة المدنيين وتمكين العالم من الاطلاع على حقيقة عمل عناصر الخوذ البيضاء الذين يجازفون يوميا بارواحهم لاخراج الناس من تحت الانقاض".
واضاف "آمل بان يتحرك كل الذين سيشاهدون الفيلم من اشخاص او حكومات لوقف القصف الذي لا يزال يستهدف المدنيين يوميا".


من جهته قال فادي الخطيب "عندما نال الفيلم جائزة الاوسكار ايقنت ان هناك عدلا في مكان ما من العالم، لان هؤلاء المسعفين يقومون باخطر عمل في العالم. انهم يهرعون لمساعدة المدنيين عبر تعريض انفسهم للقصف. ولقي الكثيرون منهم حتفهم كما اصيب البعض الاخر باعاقات".
يبلغ مصور الكاميرا فادي الخطيب الثالثة والعشرين من العمر وهو لا يعمل مسعفا، الا انه تابع عمل المسعفين طوال سنتين ونصف سنة بكاميراه في حلب واعطى عمله الى المخرج اورلاندو فون اينسيدل.
وقال في هذا الصدد "صورت اناسا عاديين، نجارين، حدادين، باعة، انضموا الى الخوذ البيضاء كمتطوعين".
كما قال عبد الرحمن المواس وهو متحدث اخر باسم الخوذ البيضاء "آمل بعد هذا الفيلم بان يدرك العالم فعلا ان في سوريا مجموعة تعمل على انقاذ الارواح ولا تسفك الدماء".
وبدأ الاعلام يتعرف على المسعفين بفضل شرائط فيديو كانت توزع على مواقع التواصل الاجتماعي تظهرهم وهم يهرعون الى مواقع القصف بخوذاتهم البيضاء بعد دقائق من وقوعه لسحب الاحياء من تحت الانقاض.
ومنذ قيام الخوذ البيضاء عام 2013 قتل منهم 162، وهم يؤكدون انهم ساهموا في اسعاف 82 الف شخص منذ ذلك التاريخ.
الا ان انصار النظام في سوريا يتهمونهم بانهم ليسوا اكثر من دمى يتلاعب بها المانحون الدوليون، او يتهمونهم بالارتباط بمجموعات جهادية.
وقال خالد الخطيب "ان النظام السوري مدعوما من روسيا ينشر هذا النوع من المعلومات لضرب مصداقيتنا لاننا كشفنا للعالم اجمع الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين".
ويعمل نحو ثلاثة الاف مسعف من الخوذ البيضاء في نحو 120 مركزا في ثماني محافظات سورية في مناطق سيطرة المعارضة فقط، تحت شعار "من ينقذ روحا ينقذ كل البشرية".
ويتلقى المسعفون تمويلا من دول عدة بينها بريطانيا وهولندا والمانيا واليابان والولايات المتحدة. كما يتلقون اموالا من اشخاص عاديين لشراء المعدات وخصوصا الخوذ التي يبلغ سعر الواحدة منها 145 دولارا.
وتقوم منظمة "مايداي ريسكيو" التي مقرها في هولندا بتنسيق المساعدات المالية التي يتلقاها الخوذ البيضاء.
وخلال لقاء معه في اسطنبول قال مدير مايداي ريسكيو جيمس لو موزورييه لوكالة فرانس برس ان الخوذ البيضاء تلقوا منذ عام 2013 "نحو عشرة ملايين دولار" من متبرعين.
اما الهبات الحكومية فقد وصلت عام 2016 الى مستوى قياسي هو نحو خمسين مليون دولار، بحسب ما قال.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم