السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

ملك هندوسي يثير انقسامات في بومباي: اعلى تمثال في العالم بنصف مليار دولار

المصدر: أ ف ب
ملك هندوسي يثير انقسامات في بومباي: اعلى تمثال في العالم بنصف مليار دولار
ملك هندوسي يثير انقسامات في بومباي: اعلى تمثال في العالم بنصف مليار دولار
A+ A-

وسط امواج متلاطمة في بحر العرب قبالة سواحل مدينة بومباي الكبرى، يثير مشروع ديني سياسي من المزمع الانتهاء منه خلال بضع سنوات لاقامة تمثال ضخم لملك محارب هندوسي جدلا كبيرا، خصوصا بفعل تكلفته الباهظة التي تتعدى نصف مليار دولار.


وبدأ هذا النصب المخصص للملك شيفاجي مؤسس مملكة "ماراثا" الهندية في القرن السابع عشر، وهو حلم قديم للاحزاب السياسية في ولاية ماهاراشترا غرب الهند، وعاصمتها بومباي، يسلك طريقه نحو الانجاز: ففي نهاية كانون الاول، وضع رئيس الوزراء الهندي القومي الهندوسي ناريندرا مودي الحجر الاساس للمشروع.


وسيبلغ ارتفاع التمثال البرونزي 190 مترا، ليكون بذلك الاعلى في العالم، اذ يوازي طوله ضعف طول تمثال الحرية في نيويورك، ويتخطى بـ40 مترا ارتفاع اطول تمثال حاليا في العالم، وهو لبوذا في الصين.


ويمثل هذا المشروع خطوة طموحة للغاية، اذ ان النصب سيقام على كتلة صخرية في عرض البحر، على بعد بضعة كيلومترات من سواحل العاصمة الاقتصادية الهندية. واضافة الى تمثال المحارب ممتطيا جواده، سيضم النصب ايضا متحفا ومدرجا وقاعة سينما وانشطة سياحية.


وتقدر قيمة المشروع بـ36 مليار روبية (540 مليون دولار). ومن المتوقع الانتهاء منه بحلول 2021. ويندرج مشروع نصب شيفاجي في اطار المنحى المستجد في الهند لاقامة تماثيل تاريخية ضخمة تثير الحساسيات الدينية والطبقية والمناطقية.
وينظر الكثير من اتباع طبقة ماراثي في الملك شيفاجي بطلا محليا وقائدا حربيا هندوسيا تصدى لامبراطورية المغول المسلمة التي غزت شبه القارة الهندية. ويحمل مطار بومباي وكبرى محطات القطارات، اضافة الى متنزه وطني، اسمه الذي يتردد ايضا في احيان كثيرة على لسان السياسيين الهندوس.


وفي شمال بومباي، ثمة تمثال في ولاية غوجارات التي يقودها على غرار ماهاراشترا حزب بهاراتيا جاناتا بزعامة ناريندرا مودي، بارتفاع 182 مترا لفالاباي باتل، أول وزير داخلية هندي بعد الاستقلال، والذي يكرمه القوميون الهندوس.


وقال المحلل السياسي كومار كيتكار: "كل جانب يسعى الى تحقيق مكاسب تفوق حجمه. سياسة الهوية اصبحت مبتذلة الى درجة بات الجميع يريد صنع مثل هذه التماثيل".


في هذا الوقت، يثير نصب شيفاجي انقسامات في بومباي، خصوصا بسبب كلفته الهائلة. وقد وقع اكثر من 43 الف شخص عريضة الكترونية رفضا لاقامة هذا المشروع.


وبالنسبة الى المعارضة، هذه الاموال الطائلة يمكن انفاقها بطريقة تعود بمنفعة اكبر على البلاد من خلال تخصيصها للنظام الصحي والمدارس والبنى التحتية في المدينة. اما المروجون للمشروع، فيأملون في ان يجذب 10 آلاف سائح يوميا، ويتحدثون عن منافع اقتصادية لهذا النصب.


غير ان المخاوف الاكبر تسود لدى اوساط الصيادين في مجتمع كولي، وهم سكان يتحدرون من بومباي، اذ يخشون خسارة مورد رزقهم. وقال كريشنا تانديل (32 عاما)، وهو صياد في بومباي: "مساحة تكاثر الاسماك ستزول بالكامل".


ويعيش نحو الفي صياد في جيب ماشهيمار ناغار هذا، اكثريتهم في اكواخ تعطي المنطقة طابعا اشبه بمدن الصفيح. وهم يصطادون على متن سفنهم المتداعية اسماكا يقتات منها سكان المنطقة البالغ عددهم نحو 20 مليون نسمة. وأوضح كريشنا: "نمارس الصيد منذ اجيال، هذه صنعتنا. والآن باتت موارد بقائنا على المحك".


كذلك يثير المشروع قلقا لدى المدافعين عن البيئة، اذ يعتبرون ان هذا النصب سيقضي، مع ما سيلحقه من اضرار ناجمة عن سفن السياح، على الثروة البحرية بدرجة كبيرة. وقال عالم الاحياء اناند بيندهاركار: "هذا الامر سيؤثر على اساس التغذية في المدينة والاقتصاد. ستسجل اضرار كثيرة".


ومع المبالغ التي يتم انفاقها على هذا النصب، كان من الممكن اقامة نظام للري يمد آلاف المزارعين بالمياه في هذه المنطقة التي تعاني موجات جفاف متكررة، وفقا لموقع هندي متخصص بتحليل البيانات.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم