شوقي أبي شقرا يتذكر بكلمة لا تخجل أن تتعرّى

"كلمتي راعية وأقحوانة في السهول ولا تخجل أن تتعرى"، هكذا كتب على غلاف كتاب "شوقي أبي شقرا يتذكر"، لأنه على صفحات هذا الكتاب ببساطته العميقة والمتصوفة تذكر كل مراحل حياته ومن شاركه فيها أحزانه والأفراح. "والصفحات التي أمامي كتاب من الحروف ومن الصور تشرف على الحدثان والدهر وعلى الحصاد الذي اجتمع في زاوية واسعة من الوجدان ومن الواقع المتراكم". شوقي أبي شقرا الإنسان والاديب والشاعر والصحافي والوفي فلش ذكرياته وعرضها بواقعها، تحدث عن كل ما جال في خاطر عن كل من تجول في حياته.
كتابه هذا هو شهادة على مرحلة من الصحافة الثقافية الراقية وأيضاً شهادة على تحولات الحداثة في بيروت في النصف الثاني من القرن العشرين في الشعر والأدب والثقافة والتفاعل مع الشعراء العرب ومنهم محمود درويش ومحمد الماغوط وجبرا وبدر شاكر السياب. ويشهد الكتاب أيضاً لسيرة شاعر مميز كان له الدور والباع في ريادة القصيدة العربية الحديثة، وكما اطلق على نفسه في الكتاب إسم "إزميل" لأنه كان دائماً ينحت ويصقل في العبارة.
الكتاب صدر عن "دار نلسن للنشر" الذي يشرف عليها سليمان بختي صديق أبي شقرا، وعنه يقول انه "حدث ثقافي في المدينة لأنه يعقد الصِّلة بين الماضي والحاضر والمستقبل ومن أحد جماليات هذا الكتاب أنه يعيد عن طريق اللغة جماليات المكان والذات والذاكرة".
وينتمي الكتاب أيضاً الى الجغرافيا وجماليات جبل لبنان من حيث النشأة والمكان الجغرافي والطبيعي. وفيه ايضا أسرار تتناول علاقات شعراء مجلة "شعر" وخلافاتهم وأدوارهم.
ويكتب شوقي أبي شقرا عن الأصدقاء والشعراء والاُدباء والصحافيين، خصوصاً الزملاء في "النهار"، من دون أن ينسى إسماً. وفي الكتاب أيضا مقالات أسبوعية له نشرها في جريدة "البناء" بين العامين ٢٠٠٩ و٢٠١٠. ويخبر كيف تسلم ايضا رئاسة تحرير جريدة "النهار" بالوكالة في غياب فرنسوا عقل وميشال أبو جودة، وبذلك يؤكد انتصار الصحافة الثقافية مهنياً.
بين عجقة عائلته واصدقائه وأحبته، وبين توقيع وآخر قال شوقي ابي شقرا عن كتابه لـ"النهار" انه يوجز مراحل من حياته "منذ الطفولة الى سن الرشد الى مغاور الحياة، بدءاً من المدرسة وصولاً الى الصحافة حيث كانت اللعبة وكان الثمار التي نجح في زرعها وفي قطافها".