الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مقبرة للدولة الفلسطينية؟

راجح الخوري
A+ A-

ما الحاجة الى تشكيل "فرق مشتركة لرفع مستوى العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة"، على ما أعلن بنيامين نتنياهو العائد من لقائه مع دونالد ترامب، والذي كانت نتيجته الواضحة دفن نظرية الدولتين، ما يعني عدم القبول بقيام دولة فلسطينية، لأن القبول بإسم "دولة فلسطين" سيسقط كل المسوّغ السيكولوجي الذي تستند اليه نظرية الصهيونية حول "اسرائيل أرض الميعاد"!


الفرق المشتركة تشمل الأمن والإستخبارات والإنترنت والتكنولوجيا والإقتصاد، وهذا لن يضيف شيئاً الى حقيقة كون الإدارات الأميركية عاملت اسرائيل دائماً عن إقتناع أو بالإكراه وكأنها أحدى الولايات الأميركية، ويكفي في السياق ان نتذكر التنافس أخيراً بين ترامب وهيلاري كلينتون على إسترضاء تل ابيب وتقديم الوعود لها في الحملة الإنتخابية لكسب الرأي العام الأميركي التي يلعب الصوت اليهودي دوراً مؤثراً فيها.
نتنياهو يقول، وهنا الجديد، إنه تم التفاهم على تشكيل فريق في مجال لم يتفق عليه من قبل وهو المستوطنات، وهنا ايضاً تتجلى مسخرة المساخر، عندما نتذكر ان الذي سيدير الجانب الأميركي في هذا الفريق يهودي متحمس لإسرائيل أكثر من نتنياهو، وهو تحديداً اليهودي جاريد كوشنير صهر ترامب الذي عيّنه مسؤولاً عن ملف القضية الفلسطينية، بما يعني انه سيكون شريكاً في هندسة المستلزمات الضرورية لدفن نظرية الدولة الفلسطينية، عبر البدائل التي طرحت سابقاً، ومن الملاحظ انها عادت لتطرح بقوة فور عودة نتنياهو من واشنطن.
في سياق هذه البدائل لم يكن غريباً العودة الى الحديث عن كونفيديرالية أردنية - فلسطينية، وعن نظرية نتنياهو التي يسميها "دولة ناقص" أي القبول بكيان فلسطيني جهيض يقوم على نصف مساحة الضفة الغربية من دون القدس ويكون تحت السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية، أو عن السعي الى إقامة كيان فلسطيني داخل اسرائيل بعد عملية ضمّ الكتل الإستيطانية الى اسرائيل. وعندما نعرف ان هناك نحو ٢٥٠ مستوطنة يعيش فيها أكثر من ٨٠٠ ألف اسرائيلي، يصبح من الواضح تماماً ان ذلك يعني عدم قيام دولة فلسطينية، بل مجرد مساحات "أبارتايد" لا تزيد عن ٤٠٪‏ من الضفة الغربية تبقى دائماً تحت السيطرة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
ليس مصادفة ان تكشف اسرائيل [هآرتس] الأحد عن قمة هندسها جون كيري في مثل هذا اليوم من العام الماضي [٢١ شباط ٢٠١٦] وعقدت في الأردن بحضور الملك عبدالله الثاني وعبد الفتاح السيسي وكيري ونتنياهو، الذي رفض خطة للحل من ست نقاط على أساس "المبادرة العربية" التي دعت الى قيام الدولة الفلسطينية في حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، مقابل حل شامل يتضمن تسوية لقضية اللاجئين، ما يعني ان حركة الإستيطان ستستمر في حفر مقبرة الدولة الفلسطينية!


[email protected] - Twitter:@khouryrajeh

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم