الرواية الأمنية أكدت ان انطون ضحية الاتجار بالمخدرات... كيف ردت العائلة؟

وفق الرواية الأمنية التي ترفضها عائلة انطون.ع.، قصد الأخير شارع الليلكي مع والده لشراء المخدرات من أحد التجار، غير متوقع أن ينشب خلاف مع شخص مجهول الهوية أرسله التاجر ليسلمه "البضاعة"، حيث وقع بينهم خلاف كلامي، أطلق على اثره المجهول النار من مسدس حربي، قبل ان يفر من المكان، فاخترقت رصاصة جسد انطون وانتزعت روحه في ليلة ظلماء.

مخدرات أم شاورما!
عائلة انطون ترفض ما يقال عن ان ابنها يتعاطى أو يتاجر بالمخدرات، وعن ذلك علّق عمه شربل في حديث لـ"النهار" قائلاً "نحو الساعة العاشرة من مساء أول من أمس، أنهى والد انطون عمله من مكتب سيارات الأجرة في الحازمية، اتفق مع ابنه أن يمر ويصطحبه معه الى المنزل في كفرشيما، وبعدما صعد في السيارة أصرّ ابن السابعة والعشرين ربيعاً أن يتناول الشاورما في شارع الليلكي. انطلق الاثنان، ووقع ما لم يكن في الحسبان. جريمة غامضة أودت بحياته، والفاعل لا يزال مجهولاً الى الآن". وأضاف "التحقيق لا يزال سارياً، لا يسمح لنا بالاطلاع عليه، لكن بحسب ما أخبره والده حصل تبادل لاطلاق نار بين اشخاص على دراجتين ناريتين، واحدة يقودها شخص والأخرى شخصان، وكانت السيارة من نوع "داسيا" التي يقودها امين في الوسط، اخترقتها رصاصة من جهة اليمين، أصابت انطون تحت ابطه ومزقت رئته".
نقل ابن بلدة الميدان في قضاء جزين الى مستشفى السان جورج، إذ يلفت عون إلى أن "روحه لم تكن قد فارقت جسده، حاول الاطباء انعاشه، وسحب الدماء من رئتيه جراء النزيف الداخلي الذي اصابه، لم يتجاوب معهم، وتوفى بعد دقائق". واضاف "لم نتمكن من دفنه الى الآن، ننتظر تسليمنا الجثة، كما أن والده لا يزال موقوفاً ويخضع للتحقيق".

المقصود... أنطون
مصدر في قوى الامن الداخلي أكد لـ"النهار" أن المقصود بالرصاصة هو أنطون، والاكيد ان القضية تتعلق بالمخدرات وقد عثرت القوى الامنية على كميه منها في السيارة والاّ لما أوقف والده، الذي تبيّن بنتيجة الفحوصات المخبرية أنه يتعاطى المخدرات كما أن المغدور مطلوب للقضاء بموجب مذكرة توقيف غيابية بجرم مخدرات"، مضيفاً "التحقيق لا يزال مستمراً ونقوم بمسح للكاميرات في المنطقة لكشف الفاعل".

"شائعات وهذه خلفيتها"
" كل الشائعات التي انتشرت عن ابن شقيقي لا أساس لها من الصحة، كما ذُكر وجود مخدرات في السيارة التي كان يقودها امين، وهذا امر منافٍ للحقيقة. انا كنت موجوداً عندما كشفت القوى الامنية عليها، لم يجدوا شيئاً، ننتظر نتيجة التحقيق وسنرضخ له. نحن تحت سقف القانون والسلطة التي تقوم بالتحقيق"، قال عون. وعلّق "كل إعلام لديه سبب لنشر الشائعات، وصلت محطة إعلامية بشكل مفاجئ الى بيت أمين، تجاوبت معها الوالدة، بعدها تلقت اتصالات من محطات اعلامية اخرى، لكنها رفضت استقبالها، ربما لهذا السبب لفّقت لأنطون هذه التهم".

"ارحمونا"
وناشد عون الجميع ان يرحموا العائلة، قائلاً "الوضع مأسوي، لو كان ابن شقيقي تاجر مخدرات لما اضطر للعمل سائق سيارة أجرة مع والده في المكتب، حيث كانا يتبادلان دوام العمل بين الليل والنهار، ولما كان وضعه المادي مزرياً، حتى اللوحة العمومية ملكيتها تعود للمكتب، لا بل ألف دولار للمستشفى كي تسحب الرصاصة من جسده لا تملكها عائلته، ووزارة الصحة لا تغطي حالات كهذه. ورغم هذا الناس ووسائل الاعلام لا ترحمها".
حتى اللحظة، لم يتم التعرف إلى المجرم الذي أنهى حياة شاب وصفه عمه "بالهادئ، المحبوب"، مضيفاً "التحقيق اصبح في تحري بعبدا، نتمنى أن يكشف عن الفاعل عما قريب وينال جزاءه. خسارتنا كبيرة، ولا شيء يعوض حرمان والدين من فلذة كبدهما".

بيان قوى الأمن
وتوضيحاً لما حدث اصـدرت المديـرية العامـة لقوى الأمن الداخلي، شعبة العلاقات العامـة، البلاغ التالي:
بتاريخ 4/02/2017 وفي محلة الليلكي، وقعت جريمة قتل أودت بحياة المدعو: أ. ع. ( مواليد عام 1990، لبناني).نتيجةً للتحريات والاستقصاءات التي قامت بها مفرزة بعبدا القضائية في وحدة الشرطة القضائية، تبيّن أن المغدور توجه برفقة والده: أ. ع. ( مواليد عام 1961، لبناني) الى الليكلي بغية شراء مخدرات من تاجر في المحلة، ولدى وصولهما ارسل لهما التاجر شخصا مجهول الهوية لتسليمهما المخدرات حيث وقع بينهم خلاف كلامي، أطلق على اثره المجهول النار من مسدس حربي، ما أدى الى إصابة المغدور ووفاته وفرار الفاعل الى جهةٍ مجهولة.
تبين بنتيجة الفحوصات المخبرية، أن والد المغدور يتعاطى المخدرات، فيما أن المغدور مطلوب للقضاء بموجب مذكرة توقيف غيابية بجرم مخدرات. التحقيق جارٍ باشراف القضاء المختص والعمل جارٍ لتوقيف الفاعل.