السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"كاهنة المسرح" جاهدة وهبة مع الأوركسترا الوطنيّة... الدموع شاهِدة على الانخطاف!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
"كاهنة المسرح" جاهدة وهبة مع الأوركسترا الوطنيّة... الدموع شاهِدة على الانخطاف!
"كاهنة المسرح" جاهدة وهبة مع الأوركسترا الوطنيّة... الدموع شاهِدة على الانخطاف!
A+ A-

لم يتمكّن عَشَرات الذين قَرّروا مساء أمس تَمضية لَحظات عابِرة مع سيّدة فَهِمَت باكِراً بأنها قادِرة على تَزيين النُجوم بإنخطافها، من أن يَجِدوا مَقاعِد شاغرة في مَسرَح "بيار أبو خاطر" في جامِعة القدّيس يوسف، حيثُ كان الّلقاء المُرتُقَب.


وعلى الرُغم من هذا التفصيل الصَغير، رَفَضوا الإستِسلام، أو مُغادَرة المَكان قَبل الإستِماع إلى كَلمات وأنغام تؤكّد لَهم بِبَساطة مؤثّرة، بأنهم ما زالوا على قَيد الحياة. فإذا بِهم يُتابِعون الحَفلة الموسيقيّة الشاهِقة في عيارِها خارِج الفُسحة المَديدة التي تحوّلت لبَعض الوَقت، الملاذ الحَميم الذي يَحمي القُلوب التائهة من ضوضاء هذا العالَم المُرتَبِك... وهذا البَرد القارِس والشَديد الوَطأة، واللامُبالي بالعيون الجائِعة لبعض دفء.


بَعضهم أصرّ على الدُخول وقَرّر الجلوس على الدَرَج الطويل الذي يَفصِل بين المَقاعِد، وحاوَل مواجهة رَفض القيّمين على الحفلة بالمَزيد من الإصرار. هذا الرَجل المُسنّ حَمَلَ عصاه التي يُلقي عليها ماضيه وذكرياته وهتَفَ قائلاً: "جيت شوف جاهدة ومنّي منهزّ من هون لو بدّي إقعُد على الدَرَج". فكانَ له ما أراد وجَلَسَ على مَقعَد مُريح تم توفيره له لكي يتمكّن من مُتابَعة رِحلة الأنغام مع صوت كُتِبَ له المَجد منذ هَمَساته الأولى.


وها هي #جاهدة_وهبة تَعتَلي خَشَبة المَسرَح على صدى التَصفيق والهُتافات، وها هم الناس يُردّدون إسمها، وها هم البعض يَذرُفون الدموع ما أن تَصدَح الأنغام الأولى لأغنية "رح حلّفك بالغصن يا عصفور" (شعر ميشال طراد ولحن الأخوين رحباني) بعد الإنطلاقَة مع مقطوعة موسيقيّة "سماعي راست" تليها أغنية "زوروني" (شعر يونس القاضي ولحن سيّد درويش).


مساء أمس، أطلّت "كاهِنة المَسرَح" برفقة الأوركسترا الوطنيّة اللبنانيّة للموسيقى الشرق عربية بقيادة الدكتور عبدالله المصري، في حفلة موسيقيّة تَليقُ بالأصالة والطَرَب وكانت ألحان لفيلمون وهبة، سيّد درويش، الأخوين رحباني، عبدالله المصري، مارسيل خليفة، عبد المجيد مستكاوي، مدحت عاصم، عوض الدوخي، زياد الرحباني، جاهدة وهبة، وزكي ناصيف. وكان الإعداد الموسيقي والتوزيع للدكتور عبدالله المصري.
وكانت هذه أمسية الدكتور عبدالله المصري الموسيقيّة الثالِثة مع الأوركسترا الشرق عربيّة. أما الأمسية الأولى فكانت تحيّة للأخوين رحباني وفيروز، والأمسية الثانية "في ذاكرة أسمهان".


بعد الحفلة أكّدت جاهدة وهبة لـ "النهار" أن "المؤلّف الموسيقي وقائد الأوركسترا الدكتور عبدالله المصري هو من دعاها لإحياء هذه الحَفلة الرائعة في إطلالَتها ومَضمونها، "وهو، كما تَعلَمين قيمة إبداعيّة كبيرة ويَقطن في الكويت. أمّا الأوركسترا الوطنيّة فهي اليوم تُقدّم أعمالاً جيّدة جداً وحفلاتها تؤكّد على الثَقافة التي تَحمينا كمُجتَمَع من العَديد من العَناصِر السلبيّة".


ومَضت قائلة: "كانت هذه الحَفلة الموسيقيّة الأولى في لبنان التي قدّمتها برفقة أوركسترا بهذا الحَجم الكّبير، على الرغم من إطلالَتي في بلدان أخرى مع أوركسترا كبيرة".


وأضافت أنها إتفقت على صياغة البرنامج الموسيقي بالتَعاون مع المصري، ولكنها تَرَكت له حريّة أكبر في إختيار الأعمال التي رآها مُتجانِسة بعضها مع بعض.


وعن الدقائق الأخيرة التي تَفصُلها عادةً عن الإطلالة على الخَشَبة قالت وهبة، "على الرغم من سنواتي الطويلة في الفن، ما زالت الدقائق الأخيرة التي تَسبَق إطلالتي على المَسرح صعبة ويتخلّلها الخوف من رَهبة المَسرَح. ويَنتابني هذا الشَعور إلى أن أنطَلِق بالأغنية الأولى وأشعُر بحرارَة الناس وألُمس مزاجهم في الصالَة، وأتفرّس في الوُجوه. ما إن أشعُر بنَبَض الصالة أهدأ وأرتاح وأغوص في حالة الطَرب لأنطَلق نحو عوالم أخرى".


وُتنهي قائلة: "أتعامَل مع كل حَفلة وكأنها الأخيرة لي على خَشَبة المَسرَح ولهذا السَبَب أقدّم كل ما عندي مُعتَبِرة أنه قد لا يُتاح لي أن أقدّم حفلة أخرى. وهنا يَكمن سَبب إنخطافي. أريد أن يَشعر كل فَرد في الصالة بأنني أغني له وحده. يهمّني أن يتمكّن الجميع من إستِحضار الذكريات الجميلة".


[email protected]


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم