الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

دافعوا عن استقلالية رابطة الثانوي

ابراهيم حيدر
ابراهيم حيدر
A+ A-

تثبت نتائج انتخابات رابطة الثانوي، أن الحركة النقابية التعليمية تسير في اتجاه انحداري، إذا جرى تقويمها من زاوية الاستقلالية والخيار النقابيين. فهذه الإنتخابات التي جمعت كل القوى السياسية والطائفية وتلك الممثلة بالسلطة في لائحة واحدة، لا ينظر اليها على أنها مجرد استحقاق عابر، انتهى بتأليف هيئة إدارية جديدة، بل هي تؤشر في هذه المرحلة الى المسار الذي تسلكه الحركة النقابية التعليمية، وفي طليعتها الثانويون الذين مارسوا على مدى تاريخهم دوراً متقدماً في قيادة التحركات لتعزيز التعليم وفي رفع مطالب كل القطاعات، وكانوا الأكثر تأثيراً بينها. فأن تلتقي كل الأحزاب والقوى في لائحة توزعت مقاعد هيئتها حصصاً وفق موازين القوى، يعني أن هذه الهيئة ستكون مقيدة بالسقف السياسي لممثلي السلطة ولن تستطيع قيادة الرابطة باستقلالية، تسمح مطلبياً وبرنامجياً لتحقيق ما يصبو اليه الأساتذة والتلامذة أيضاً من تعليم نوعي وحقوق، الى حماية الموقع المستقل والدور واستعادة المكتسبات والحقوق.


ولا شك في أن الحركة النقابية التعليمية، تمر بظروف غير طبيعية، إنما تأخذ بعداً آخر لدى الثانويين، نظراً لكون آداتهم التعليمية ركيزة أساسية في مسار التحرك لتحقيق المطالب وتعزيز التعليم، وإن كانت التجربة السابقة تحتاج الى مزيد من الدرس والتقويم لإعادة استنهاض القاعدة التعليمية وطرح شعارات مختلفة لنيل الحقوق، من سلسلة الرواتب وغيرها. وفيما كان الاستحقاق الانتخابي الذي بدأ بانتخاب المندوبين وانتهى باختيار الهيئة، يأخذ أشكالاً غير نقابية في بعض الثانويات، على ما شهدنا من ضغوط واستنفار طائفي في المناطق لإيصال مندوبين محسوبين على أطراف معينة، فإن الحصيلة التي رست عليها النتائج حسمت الأمور على حساب النقابي، طالما أن ممثلي الأساتذة تعرفنا عليهم من خلال هويتهم السياسية والطائفية، قبل أن يكون البرنامج هو الخلفية التي تحسم عملية الإختيار، وإن كانت الانتخابات جرت ديموقراطياً، لكن الإطباق عليها كان مقرراً مسبقاً، حين اتفقت الأحزاب على توزيع الحصص والمقاعد وتغليب الموقع الحزبي على الخيار النقابي.
ولعل أي تقويم لدور الرابطة خلال السنتين الماضيتين، لا يمكن عزله عن الواقع السياسي الذي عاشه البلد، علماً أن قيادة الرابطة السابقة جاءت أيضاً بقرار حزبي سياسي، وإن كانت حاولت التمرد عليه طلباً للحقوق، سرعان ما جرى استيعابه، وظهر في عدم القدرة على التحرك ورفع السقف لتحقيق المطالب، إنما ينبغي القول أن انتخابات الأمس كانت الغلبة فيها للعامل السياسي أكثر وضوحاً، وهو الأمر الذي سيجعلها مقيدة بسقف أعلى بكثير من السابق.
لكن قراءة موضوعية لمسار حركة رابطة الثانوي، تعزز ضرورة الحفاظ على الموقع النقابي، وإن كانت الرابطة اليوم حزبية، فلا خيار أمام الهيئة الجديدة إلا العودة الى موقعها النقابي المستقل!


[email protected] / Twitter: @ihaidar62

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم