السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

انتخابات نيابية بالتزكية؟

ميشيل تويني
ميشيل تويني
انتخابات نيابية بالتزكية؟
انتخابات نيابية بالتزكية؟
A+ A-

في الأيام الأخيرة جرى تداول قانون الـ٦٠ كثيراً، باعتبار أن الانتخابات النيابية ربما تجرى على أساسه. لكن حتى الآن لا شيء أكيداً، وما زالت التكهنات والتحليلات والتصريحات سيدة الموقف. الأكيد أن الرئيس ميشال عون صرّح يوم انتخابه بأن من أولوياته قانوناً انتخابياً جديداً وعصرياً، وكرر ذلك أمس في خطابه أمام السلك الديبلوماسي، وكذلك الرئيس نبيه بري صرّح بأن النسبية خيار أساسي، وكذلك فعل قادة وزعماء آخرون اتفقوا على "دفن" قانون الـ60، وخصوصاً أن بعضهم رفض في المرة الأخيرة إجراء انتخابات لأن القانون كان غير عادل ... فأهمية ان يفوا بوعدهم أساس العهد الجديد وآمال الشباب والمواطن.


والخطير في الجانب السياسي والانتخابي بعد تصريح رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بأن "حزب القوات" سيخوض الانتخابات مع "التيار الوطني الحر" و"تيار المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، ان الانتخابات ستخاض على أساس هذا التحالف، وطبعاً يجب ألا ننسى ان الحليف الأساسي لـ"التيار الوطني الحر" هو "حزب الله"، كما أن حزب الطاشناق حليف لـ"التيار الوطني الحر"، وهو ما يعني ان هذه التحالفات اذا استمرت كما هي فالانتخابات النيابية ستكون شبه تزكية وستركب المحادل الانتخابية في غالبية المناطق، خصوصاً اذا أجريت الانتخابات على أساس الـ 60.
وثمة غالبية لا تنتمي الى هذه الاحزاب والتيارات لن تتمكن من خوض السباق على التمثيل في ظل هذه التحالفات وفي ظل قانون مَخيط على قياس من خاطه. فتحالف انتخابي بين "القوات" والحريري وجنبلاط و"التيار" و"حزب الله" وحركة "أمل" والطاشناق سيقدم للبنانيين مشهد تعيين انتخابي، إذا صح التعبير، ولن يكون هنالك انتخابات بكل ما للكلمة من معنى، وسيجلس زعماء الطوائف ويعينون نوابهم بحسب ولاء النواب لهم أو بحسب كمية التبرعات لحزبهم. ولن يختلف المجلس النيابي الجديد كثيراً عن المجلس الحالي إلا ببعض الأسماء التي ستتغير لحسابات خاصة حزبية.
نعم، الأحزاب مهمة وأساسية في العمل السياسي، لكننا نطمح الى أحزاب جديدة ديموقراطية لا ترتكز على زعيم. ونعم، إجراء الانتخابات في موعدها مهم، لكن قانونأً جديداً عصرياً على أساس النسبية مهم جدا للتغيير الحقيقي. ونعم، ستكون تحالفات جماعية بين الأحزاب القائمة بمثابة مجزرة ديموقراطية اذا لم يتغيير القانون، لان من سيترشح أو يفوز سيكون معيناً وليس منتخباً! ويجب ان نرفض أن تجرى بعد ٨ سنوات من الانتخابات الاخيرة والتمديد مرتين للمجلس الحالي انتخابات نيابية بالتزكية. كفانا تبريرات لمنطق المحادل الانتخابية بذرائع تتلون في كل مرة تحت عناوين مخادعة، فيما الهدف واحد وهو اختصار الاحزاب والقوى السياسية القائمة للتمثيل النيابي بما يمنع التجديد السياسي الحقيقي والتغيير الفعلي في الذهنية السياسية والممارسة الديموقراطية.


[email protected] / Twitter:@michelletueini

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم