الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"أونور" جامعة لتعليم ثقافة اللاطائفيّة وحقوق الإنسان

نيكول طعمة
"أونور" جامعة لتعليم ثقافة اللاطائفيّة وحقوق الإنسان
"أونور" جامعة لتعليم ثقافة اللاطائفيّة وحقوق الإنسان
A+ A-

اسمها ليس مقتبساً من عنوان محاضرة أو مؤتمر، بل يعود الى مؤسسة تعليمية حديثة، علمانية مستقلة، اختصاصية في تعليم ثقافة اللاعنف واللاطائفية. "أونور" أو "جامعة اللاعنف وحقوق الإنسان" في لبنان والمنطقة العربية. ظهرت إلى النور عام 2014، وباشرت التدريس في العام المنصرم.
ارتكزت جامعة "أونور" في انطلاقتها على رياديّة مؤسسيها في الخبرة الفكرية والعمل الميداني، وتعتبر فريدة من نوعها في لبنان، وفي المنطقة والعالم، كما تقول الباحثة في علم النفس السياسي وعلم الاجتماع أوغاريت يونان لـ "النهار". فهي تعتبر من مؤسسي الجامعة إلى جانب الدكتور في علم الاقتصاد السياسي المهندس وليد صليبي. وتشير الى ان نشر ثقافة اللاعنف وتعليمها بات نظرياً وتطبيقاً، وحاجة وجودية هي بمثابة الأفق للمجتمعات العربية كما للعالم أجمع". وتضيف أن الجامعة تطمح إلى تشكيل مرجعية أكاديمية وفكرية في تخريج الطاقات المجتمعية الجديدة، وفي ابتكار المواد الأكاديمية ونقل التراث اللاعنفي العالمي إلى العربية".
ترجمت "أونور" رؤيتها في التجربة الأولى النموذجية عام 2009، مع 100 طالب من ستة بلدان عربية، "بهدف مواكبة هذا التعليم الأكاديمي الجديد والتعريف به لكي يستمر من جيل إلى جيل، أكاديمياً واحترافياً، ومن أجل التغيير الإجتماعي على أسس علمية".
وتشرح يونان ان "هدف المؤسّسين لم يكن إنشاء جامعة أكاديمية فحسب، بل جامعة تعمل على تغيير الفكر الاجتماعي"، لافتة إلى الحاجة المتزايدة إلى أكاديمية مثل "أونور"، نظراً إلى تنامي ظاهرة العنف والتطرّف وتفاقم الأحداث الطائفية والمذهبية والدموية التي تزداد بشكل مأسوي في لبنان والمنطقة العربية".
وتمنح "أونور" ثلاثة أنواع من الشهادات: ماجستير، ديبلوم، وإفادة تدريب أكاديمي. وستباشر في شباط 2017 تقديم إجازة جامعية في عدد من الاختصاصات الجديدة. تمتد الدراسة في الماجستير من سنتين الى ثلاث سنوات، وتتعدى الـ 500 ساعة، وفق نظام الأرصدة (Credits). وهي تشتمل على دروس تمهيدية، تخصّصية، وأخرى داعمة online، وعلى إعداد نصوص بحثية في الفكر اللاعنفي، والأعمال التطبيقية، المحترف التدريبي للعمل على الذات بطرق علم النفس الإجتماعي، وأطروحة ختامية.
وتشير يونان إلى أن الجامعة "تستقبل طلابها من عمر 22 حتى الـ60 من مختلف الميادين والخلفيات. على أن تستحدث بعد سنتين، وللمرة الأولى في العالم، شهادة دكتوراه في اللاعنف من لبنان".
ومع أن "أونور" نجحت أكاديمياً وكرّست اختصاصات جديدة حيوية في صلب تطوير المجتمع، تلاحظ يونان "أن عدد أساتذتها محدود، وهم من لبنان، المنطقة العربية ومن أنحاء العالم، ساهموا كمفكرين أو كتّاب في تأليف مواد هذه الإختصاصات التسعة"، وتذكر منها: التربية اللاعنفية وإدارة المدارس، إدارة النزاعات والوساطة بكل أشكالها، المسرح اللاعنفي، مهارات الإعلام وثقافة اللاعنف، تعليم اللاطائفية والمواطنة، إدارة الجمعيات واستراتيجيات العمل المدني، ثقافة اللاعنف والأديان وغيرها".
وبحسب نمط الجامعة التربوي الذي يعتمد على الطرق الناشطة التي لا تشبه التعليم التقليدي، "أرتأينا أن يكون مقرها في منطقة ضهور الشوير في فصل الصيف. فيقصدها الطلاب لمتابعة فصل دراسي كامل ومكثّف مع إقامة، وذلك كي يكتشفوا العنف في داخلهم، قبل ان يقوموا معاً بالأعمال التطبيقية". وسيصبح المكتب الإداري في منطقة الجميزة قريباً "مقراً للتعليم". واللافت في رؤية الجامعة، أنها لا تنتظر أن ينتقل إليها الطلاب من المناطق للإلتحاق بحرميها في بيروت وضهور الشوير، بل ستتوجه إليهم في صور، طرابلس، الشوف، بعلبك وغيرها.
كيف سيمكنكم تحقيق ذلك في ظل عدم وجود مبانٍ أو فروع للجامعة؟ تجيب يونان: "في شباط الفائت، أبرمت الجامعة اللبنانية بروتوكول تعاون مع جامعتنا يتيح لنا استخدام كل مباني الجامعة الوطنية مجاناً. وقد افتتحنا صفاً لنحو 22 طالباً في حرم اللبنانية - طرابلس، على أن تقدم "أونور" في المقابل لطلاب اللبنانية دورات تدريبية، تثقيفية ونشاطات متصلة باللاعنف، اللاطائفية وحقوق الإنسان مجاناً".
وبسؤالها عن مصادر تمويل الجامعة، تقول: "تأسست "أونور" على أيدي مجموعة من المتطوّعين المفكرين من خارج الطبقة الغنية، أو التابعين لطائفة، أو لحزب، لذلك نحن في عملية بناء وتأسيس"، جازمة بأن "هدفنا ليس الربح المادي، بل نسعى من خلال مردود النشاطات المتنوّعة التي نقيمها، الى دعم المنح لمعظم طلابنا وتحفيزهم على درس هذه الإختصاصات".


[email protected]
Twitter: @NicoleTohme

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم