الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ترامب "يمشّط" أوروبا من البركزيت الى الناتو... نحو قطيعة تاريخية بين ضفتي الاطلسي؟

ترامب "يمشّط" أوروبا من البركزيت الى الناتو... نحو قطيعة تاريخية بين ضفتي الاطلسي؟
ترامب "يمشّط" أوروبا من البركزيت الى الناتو... نحو قطيعة تاريخية بين ضفتي الاطلسي؟
A+ A-

على مسافة أيام من تنصيبه، شن الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب هجوماً قوياً على الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي، منذراً بقطيعة تاريخية بين ضفتي الاطلسي.
فخلافاً لجميع رؤساء أميركا الذي دخلوا البيت الابيض منذ الحرب العالمية الثانية، من هاري ترومان الى باراك أوباما، الذين اعتبروا أوروبا الموحدة ركيزة أساسية للأمن العالمي، بدا الرئيس المنتخب غير مقتنع بالاتحاد، متوقعاً تفككه، ومعتبراً أن الاطلسي منظمة "تخطاها الزمن" .
ففي مقابلتين مع صحيفتي "بيلد" الألمانية و"التايمس" البريطانية، رأى أن بريطانيا "كانت على حق" باتخاذها قرارا بالخروج من الاتحاد الاوروبي الذي تسيطر عليه ألمانيا برأيه، وتوقع أن يكون بركزيت "أمرا عظيما" وأن يحض دولاً أخرى على الخروج من التكتل الأوروبي.وذهب الى القول إن أوروبيين قد تشملهم قيود جديدة متوقعة على دخول بلاده.
وتطرق ترامب في المقابلتين الى الاطلسي، قائلاً: "قلت من وقت طويل أن الحلف الأطلسي يواجه مشاكل... أولا، تخطاه الزمن لأنه صمم قبل سنوات كثيرة كثيرة (...) ولأنه لم يعالج الإرهاب. وثانيا، الدول (الأعضاء) لا تدفع ما يتوجب عليها".
وتلتزم خمس دول فقط من أصل 28 في الحلف الاطلسي، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا واستونيا واليونان وبولونيا، بمستوى النفقات العسكرية الذي حدده الحلف الاطلسي وقدره 2 في المئة على الاقل من ناتجها الداخلي الاجمالي، بحسب بيانات نهاية 2016.


يبدو واضحاً أن ترامب ينوي نفض المنظمة التي طبعت العلاقة بين ضفتي الاطلسي لثلاثة أرباع القرن. فمنذ الحرب العالمية الثانية، شجعت أميركا العلاقات بين دول أوروبا الغربية، والتزمت للمرة الاولى في تاريخها تحالفاً عسكرياً دائما اقتناعاً منها بأن امنها مرتبط بأمن القارة القديمة، ودفعت الى توسيع الاتحاد الاوروبي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1990.


الا أن ترامب لم يبد في حديثه الى الصحيفتين أي اهتمام بمصير النادي الاوروبي، وأبدى تشاؤمه حيال التركيبة الحالية للأطلسي، وإن يكن أكد التزامه الدفاع عن اوروبا.


مواقف ترامب تشكل بمثابة جرس إنذار في القارة الاوروبي التي تشهد سلسلة من الانتخابات هذه السنة والتي يمكن أن يصل فيها الى السلطة معارضون للهجرة ومشككون بالتكامل الاوروبي.
وفي أي حال، ليس ترامب الرئيس الاميركي الاول الذي ينتقد الاوروبيين لعدم بذلهم جهوداً كبيرة من أجل انشاء دفاعهم الخاص. فمشكلة تقاسم الاعباء هي محور نقاش متكرر بين ضفتي الاطلسي، وخصوصاً منذ سقوط جدار برلين وخفض الاوروبيين موازناتهم العسكرية. ولكن أياً من الرؤساء الاميركيين لم يذهب الى درجة اعتبار الاطلسي "منظمة بالية" على ما فعل ترامي الذي قال إنها لم تستطع اصلاح نفسها لمواجهة الخطر الرئيسي وهو "الارهاب الاسلامي".
وبدوره، ليس الجدل نفسه في شأن علة وجود الاطلسي جديداً. فقد أثير منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، وذراعه العسكرية، أي حلف فرصوفيا، الا أن العلاقات الاطلسية فرضت نفسها دائماً، الى درجة أن دول أوروبا الوسطى والشرقية حرصت على الانضمام الى المنظمة العسكرية لضمان أمنها بمواجهة موسكو، وخصوصاً بعدما تعرضت دولتان أوروبيتان لا تتمتعان بمظلة الاطلسي، لاعتداء روسي.
من هذا المنطلق، ينذر كلام الرئيس المنتخب بتبعات كبيرة لا تحصى. فالضمانات الاميركية تدعم الامن الاوروبي، كما اعتبر التكامل الاوروبي دائماً سوقاً موحدة للأعمال الاميركية وشكل حصناً منيعاً ضد الشيوعية خلال الحرب الباردة. وطوال عقود، عمل الجانبان على نحو وثيق في مسائل الحرب والسلام والتجارة.
ومع أنها ليست المرة الاولى يدلي ترامب بمواقف عدائية حيال أوروبا والاطلسي، بعدما سبق له أن شن هجمات على الجانبين خلال حملته الانتخابية في تغريداته على "تويتر"، شكل كلامه للصحيفتين الاوروبتين صدمة للزعماء الاوربيين خصوصاً أن مرشحه لوزارة الدفاع الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس أكد في جلسة استماع في مجلس الشيوخ دعمه للأطلسي.
وسارعت رئيسة ليتوانيا داليا غريبوستايكي الى مطالبة ترامب بمواصلة دفع التزاماته المالية للتحالف.


ثمة مسؤول أوروبي واحد رحب بكلام ترامب، هو وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي نوه بتعهده التفاوض سريعاً على اتفاق تجاري بين بريطانيا وأميركا!.
[email protected]
Twitter: @monalisaf


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم