هذه هي "شروطي"

نعم سأترشّح، لكنْ بشروط.

غير أني قبل الترشّح والشروط، أطرح هذا السؤال: مَن أكون أنا في معايير الموازين السياسية الراهنة، لكي أضع شروطاً... سياسية؟
أنا لبنانية منذ أكثر من عشر سنين. أنشط في الحقلَين العام والخاص، وليس في سجلّي العدلي أيّ جريمة، لا على المستوى المدني، ولا على المستوى الجزائي.
وعليه، يمكنني أن أضع تصوّراً، وشروطاً ومعايير، لممارسة حقّي الطبيعي والقانوني والديموقراطي في السياسة، باعتبارها قبل كلّ شيء، عملاً ثقافياً. نعم، السياسة هي عندي عملٌ ثقافيّ، قبل أن تكون أيّ شيء آخر.
افهموا جيّداً رأيي: السياسة ثقافة. وهذه الثقافة، تخوّلني ممارسة السياسة، وتجسيد كوني لبنانيةً، إنسانةً ومواطِنة.
معياري الأوّل والأخير أنّي لن أضرّج هذه السياسة في المستنقع.
وعليه، لن أبيع نزاهتي الأخلاقية والفكرية والثقافية. ولن أساوم على هذه النزاهة.
كلّ ما كتبْتُه من أفكار، وأعلنْتُه من مواقف، مدوَّنٌ في الحبر، وهو، قبل الحبر، مدوَّنٌ في الوجدان.
وإذا كان من بيانٍ انتخابي أتقدّم على أساسه بالترشّح، فهو هذا البيان بالذات: مقالاتي، كتبي، وآرائي.
وعليه، لن أقايض هذه النزاهة بأيّ مقعدٍ نيابي، ولا بأيّ جاه، أو بأيّ نفوذ.
هذه مسألةٌ توازي عندي إيماني بالحرية، حرية الإنسان، وحرية الجمهورية على السواء.
مَن يوافق على شرط النزاهة هذه، من الأطراف والقوى والجماعات والأفراد، يجب عليه أن يفسح المكان لها، إمّا في كيانه الشخصي والسياسي، وإمّا في لائحته، وعلى جدول تحالفاته.
شرطُ إفساح المجال هذا، ملحقٌ عضوياً بشرط النزاهة. هما، والحال هذه، شرطان متلازمان. فلا يمكن المناداة بشيء على المستوى النظري، واغتيال هذا الشيء على المستوى العملي.
وعليه، سأكون أنا نفسي، أخارج المعترك أم داخله، منفردةً أم على لائحة.
وإذا كان لا بدّ موضوعياً من الانفتاح ونسج تحالفات من شأنها أن تفضي إلى إحداث الاختراق النوعي المنشود، فسأفعل ذلك بكرامة وشفافية وحكمة. لكني، في أوّل المطاف كما في آخره، لن أخذل نفسي وحصانتي. السلطة التشريعية في لبنان، كما كلّ السلطات، ولا سيما منها السلطات القانونية والقضائية والرقابية، تحتاج ممارستُها إلى ترسيخ السياسة باعتبارها ثقافةً، وإلى ترسيخ النزاهة، باعتبارها شرطاً مطلقاً لا رجوع عنه.
هذه، أعلاه، هي شروطي. فإذا توافرتْ لها الظروف، فسأترشّح نعم. وسأترشّح بهذه الشروط.

[email protected] / Twitter: @joumana333