السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الانتخابات امتحانٌ للجميع

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

مبروك بالجملة والمفرَّق للجميع. لقد عادت المياه الأخوية الصافية والمشاعر الصادقة إلى مجاريها في القلوب قبل الينابيع. وعاد معها الروح إلى تلك العلاقات التاريخيّة النقيَّة بين لبنان والمملكة العربية السعودية.


فراق الفترة السابقة، أو شبه الفراق وشبه الالتباس، قال الكثير وعَنَى الكثير للبنان الرسمي، ولبنان الطوائف، ولبنان الأحزاب، ولبنان الناس العاديّين الذين كانوا وما زالوا يشعرون أنه وهم في السعودية كأنّهم ما زالوا في لبنان.
وها هو رئيس الجمهوريَّة يكتشف بنفسه الفرق الشاسع بين لبنان المتعانق مع المملكة ولبنان العالق في فخ أصحاب النيّات والغايات السيِّئة.
وها هو يلمس أيضاً كم يختلف وضع هذا اللبنان عندما يكون على وفاق وصفاء مع السعوديّة، وكم يخسر بكل فئاته وشعوبه عندما يضع البعض عراقيل الخلاف على طريق أقدم العلاقات الأخويَّة وأصدقها.
وما هذا الالحاج على تبيان الخطأ الكبير، بل الأخطاء الكثيقة التي أُرتكبت في حق هذه العلاقات، والنتائج الوخيمة التي حصدها اللبنانيّون جميعهم، إلّا للتفكُّر جيداً والمقارنة بين لحظة الوفاق ولحظة الخناق... وخصوصاً إذا كانت مفتعلة، وموجَّهة، وذات مهمَّة تخريبيَّة.
عاد الرئيس عون من زيارته للمملكة، ثم لدولة قطر، محمَّلاً بالاطمئنان ومغموراً بالارتياح. لقد طويت تلك الصفحات السود، لتبدأ رحلة جديدة ناصعة مع صفحة لا تختلف بنقائها عن القلوب.
بل كأنَّ شيئاً لم يكن. مع تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أن مصلحة البلدين الشقيقين تفرض على كبار المسؤولين بذل الجهود المطلوبة، لقطع الدروب على أيّة محاولة تهدف إلى زرع الفتن والخلافات.
فالمملكة كانت منذ عهد المؤسِّس الكبير الملك عبد العزيز آل سعود مع لبنان قلباً وقالباً، وكانت مفتوحة الراحات والساحات للبنانيِّين من دون أي تمييز أو تصنيف.
حتى إبان المرحلة التي كان لبنان خلالها خاوياً من المسؤولين والمسؤوليَّة، وعرضة لأصحاب النيّات التخريبيَّة، بقيت السعودية تعامل اللبنانيّين الموجودين في ضيافتها معاملة أبناء السعوديَّة من غير تبديل...
كيف سيصرف لبنان هذا الرأسمال الكبير الذي عاد به رئيس جمهوريّته من زيارة الملك سلمان؟
هل ستكون هناك دولة قانون ونظام ومساواة في هذا البلد، أم أن حال الفساد والتسيُّب والفلتان والتكسُّب والفضائح ستبقى جالسة في الصدارة، فتذهب الوعود وتتفرّق الآمال أيدي سبأ؟
التجربة الانتخابيّة المقبلة هي مادة الامتحان.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم