الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بسبب رفع سعر المحروقات وتهديدات ترامب ... بداية عام صعبة في المكسيك

المصدر: "أ ف ب"
بسبب رفع سعر المحروقات وتهديدات ترامب ... بداية عام صعبة في المكسيك
بسبب رفع سعر المحروقات وتهديدات ترامب ... بداية عام صعبة في المكسيك
A+ A-

بدأت المكسيك العام الجديد تحت وطأة الاحتجاجات العنيفة على رفع اسعار الوقود، واولى التدابير الحمائية في عهد دونالد ترامب التي تثير قلق ثاني اقتصاديات اميركا اللاتينية.
وفيما كان الشعب المكسيكي يتبادل الانخاب احتفالا بالسنة الجديدة، دخل تدبير اتخذته الحكومة حيز التطبيق: ففي الاول من كانون الثاني/يناير، ارتفع سعر البنزين 20،1% وسعر الديزل 16،5%. وابتداء من 18 شباط/فبراير، سيجرى يوميا تعديل السعر الذي تحدده الحكومة.
وقد اثار هذا القرار غضب الناس المعتادين على اسعار منخفضة بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة.
فيما تزايدت عمليات السلب والنهب والفوضى هذا الاسبوع في كل انحاء البلاد، واسفرت عن مقتل ثلاثة اشخاص خلال ثلاثة ايام، اعلنت شركة فورد الاميركية العملاقة الثلاثاء التخلي عن مشروع اقامة مصنع جديد في المكسيك، التي دائما ما انتقدها ترامب خلال الحملة الرئاسية.
وكان من شأن هذا المصنع الذي كان مقررا اقامته في سان لويس بوتوسي (وسط) تأمين 2800 فرصة عمل مباشرة ويشكل استثمارا بقيمة 1،6 مليار دولار.
وعلى اثر هذا القرار-الصدمة، تراجعت قيمة البيزو المكسيكي بما يفوق 3% هذا الاسبوع، فاضطر البنك المركزي في المكسيك الى التدخل وبيع دولارات لمواجهة هذا التراجع الكبير لقيمة العملة.
وفي 2016، خسر البيزو 16،12%، في سياق انتخاب دونالد ترامب وتهديداته بفرض تدابير حمائية.
ورفضت الحكومة المكسيكية التي انتقدت ضمنا التصريحات الحمائية لدونالد ترامب، الجمعة استخدام "الخوف او التهديد" لممارسة ضغوط على قرارات الاستثمار التي تتخذها المؤسسات.
ومع هذين العاملين اللذين يعصفان بالاقتصاد الثاني في اميركا اللاتينية، ويضافان الى عجز كبير في الموازنة والخوف من ارتفاع نسبة التضخم، تواجه المكسيك "عاصفة متكاملة الاركان"، كما قال للصحافة المحلية رئيس غرفة التجارة المكسيكية-الاميركية خوسيه ماريا زاس.
وذكر المحلل راول فيليتس من مركز البحوث الاقتصادية، ان 2017 لم يبدأ وسط مؤشرات مشجعة.


نحو الركود
واضاف ان "القلق المتصل بالسياسة التجارية التي يتعين على المكسيك مواجهتها مع ترامب، يسد الأفق ويجعل من الصعب توقع اي شيء. والاهم هو كيفية تغيير القواعد، لأنه اذا ما فرضت رسوم جمركية على الصادرات (من المكسيك الى الولايات المتحدة) فقد يقود ذلك الاقتصاد المكسيكي الى الركود".
واوضح فيليتس ان هذا الغموض السائد قبيل بدء ولاية ترامب "يعقد الاستثمارات على المديين المتوسط والطويل".
وفي اعقاب فصل اول من الركود في المكسيك، كما قال، "يمكن ان ينتعش الاقتصاد في الفصل الثاني"، اذا ما توصلت البلاد الى اتفاق مع الادارة الاميركية الجديدة.
ويفضل خوسيه ماريا زاس الا تضطر الحكومة الى مواجهة سيناريوات كارثية، ويطلب الانتظار "لرؤية ما ستؤول اليه الامور".
واضاف المسؤول عن غرفة التجارة "حتى وضع قواعد واضحة، اعتقد اننا سنضطر الى مواجهة الغموص خلال الاشهر الستة المقبلة".
وتقلق التظاهرات وعمليات السلب والنهب التي رافقت ارتفاع اسعار الوقود، قطاع الاعمال والتجار. وحتى الخميس، تعرضت حوالى 800 مؤسسة تجارية صغيرة او متوسطة و250 متجرا كبيرا لاضرار في جميع انحاء البلاد.
ويطرح الخبراء تساؤلات حول عفوية هذه الحركة الاحتجاجية التي يمكن ان تكون المعارضة او الجريمة المنظمة قد نسقتها، كما يقولون.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال لويس كارلوس اوغالدي، المحلل والرئيس السابق للسلطة الانتخابية، "نحن لا نعرف حتى الآن ماهيتها".
واضاف ان "الواضح، هو وجود مجموعات مستعدة في عدد من مناطق البلاد، لاستخدام اي حدث او وضع لاثارة العنف".
وأقر رئيس غرفة التجارة المكسيكية-الاميركية خوسيه ماريا زاس ببعض القلق، لكنه استبعد هرب المستثمرين.
ونبه المحلل راوول فليتز الى ان "المستثمرين يشعرون بالقلق مما يقوم به ترامب، اكثر من شعورهم بالقلق من الاحتجاجات، لكن اذا ما وقعنا في الفوضى الشاملة، فسيكون ذلك عاملا سلبيا آخر".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم