الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الياس ورديني "صغير البيت" قضى غرقاً هرباً من الارهاب... المصاب عظيم و"لتكن مشيئتك"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الياس ورديني "صغير البيت" قضى غرقاً هرباً من الارهاب... المصاب عظيم و"لتكن مشيئتك"
الياس ورديني "صغير البيت" قضى غرقاً هرباً من الارهاب... المصاب عظيم و"لتكن مشيئتك"
A+ A-

"ما حدا يقلي راح عند أمي...بدي خيّي... بدي حنطه وحطه حدي"، كلمات ممزوجة بدموع وذهول رددتها شقيقة الياس ورديني على مسامع المعزين، بعد تأكد خبر وفاته اثر الهجوم الارهابي منتصف ليل امس على ملهى "رينا" في اسطنبول عندما أطلق مسلّح يرتدي زي "بابا نويل" النار على الساهرين.
هدوء خيّم على شارع منزل ورديني في الاشرفية، على الرغم من زحمة السيارات أسفل المبنى التابعة لمحطات تلفزيونية والتي سارعت إلى تغطية الخبر مع اعلان وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون رسمياً خبر وفاته. فبعد ساعات على فقدانه، عثر على جثة الياس في نهر البوسفور الذي رمى بنفسه فيه علّه ينجو من نهر دماء فاض في لحظات في الملهى، لكن، ويا للأسف، تجمد في مياهه نتيجة حرارتها المنخفضة، فارق الحياة غريقاً، من دون أن يعرف بعد ان كان قد أصيب برصاص غادر قبل وفاته.


توكل على الله ورحل
في الطبقة الرابعة من المبنى، باب منزل ورديني مفتوح للمعزين، الذين فجعوا بالخبر. على كنبة في الصالون، جلست فيفيان شقيقة الياس (27 عاماً)، تقلّب هاتفها، تقرأ آخر رسالة وصلتها منه على "واتساب"، أطلعها خلالها أن الطقس بارد، طلبت منه ان يلبس جيداً، ارسلت له قبلة، من دون أن تتوقع أن الزمن لن يمنحه الوقت الكافي ليبادلها قبلتها. استجمعت قواها بعدما خارت بسبب الحبوب المهدئة التي تناولتها، وقالت: "امس ليلا وضع صورة له على فايسبوك، علّقت عليها، كان فرحاً، هاتف شقيقتيّ ميراي وميرنا، طلب منهما ان تهتما بنفسيهما".
واضافت "فجر اليوم ارسلت لي شقيقتي رسالة، لم اقرأها لكوني كنت نائمة، فاتصلت بي صباحاً واطلعتني عما حدث".
للسنة الثانية على التوالي، أراد الياس الذي يعمل مدرباً في Fitness Zon، استقبال السنة الجديدة في تركيا، ورغم تنبيه الاشقاء له من خطورة الوضع هناك والطلب منه ان يلغي رحلته الا ان جوابه كان بحسب فيفيان "كما يريد الله سيحصل، حمل حقائبه يوم الخميس الماضي ورحل، لم أودعه، اذ لا احبّ الوداع، ولا زلت انتظره، فهو صغيرنا، ومن اوصتنا والدتي به قبل وفاتها منذ عشر سنوات".


غريق أم قتيل؟!
شقيقتا الياس اصيبتا بانهيار عصبي، فقدتا وعيهما، نقلتا الى المستشفى قبل أن يتحسن وضعاهما وتعودا الى المنزل. خالته التي كانت تحاول جهدها تهدئة بنات شقيقتها، قالت لـ"النهار" إنه "لا نعلم ان كان قد اصيب باطلاق النار ام لا، لكن الاكيد أنه توفي غرقاً بعدما دفعه الخوف الى القاء نفسه في النهر". في حين قالت فيفيان: "كان قلبه كالطفل، ارتبط بمليسيا منذ وقت طويل، كانت معه مع عدد من الاصدقاء عند وقوع المجزرة، وقد اصيبت في ساقها وهي الآن في المستشفى". واضافت "لا يوجد اكثر من ذلك اجرام، حرق الارهابي قلبنا"، أما شقيقه شربل، الذي جلس وسط المعزين، يحاول تمالك نفسه، فقال: "المصاب اليم عندنا وعند كل العائلات التي فجعت، سنتشارك الآلام والمصاب، سنذوق الكأس المرة، ونصلّب يدنا على وجهنا ونقول لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض". واضاف " لن انساه، ساذكر خفة ظله، مرحه وقلبه الكبير وسأبقى اذكره حتى القاه".
"بيلا " الكلبة التي شاركت الياس ايامه، جالسة بهدوء على السرير، وكما قالت صديقة العائلة "لا تتحرك منذ الصباح وكأنها تشعر بفقدانه وبما يدور، كانت دلوعته، فقد حرص على راحتها وتأمين كل ما تحتاجه، كما كان يواظب على اخراجها يومياً من المنزل للترفيه، وها هي اليوم مصدومة، لم تخط خطوة واحدة".
عدد من الشخصيات السياسية زار عائلة ورديني، منها الوزير ميشال فرعون، الوزير السابق نقولا الصحناوي، النائب نديم الجميل و القيادي السابق في "التيار الوطني" زياد عبس، والجميع بانتظار وصول جثة الياس وغيره من اللبنانيين الذين كانوا ضحايا الحادث الدموي الذي افتتح العام 2017.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم