الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أسرار مخيفة عن ناشري صور أقدامهم على مواقع التواصل

المصدر: "النهار"
أسرار مخيفة عن ناشري صور أقدامهم على مواقع التواصل
أسرار مخيفة عن ناشري صور أقدامهم على مواقع التواصل
A+ A-

أكثر من 14 مليون صورة منشورة اليوم في موقع انستغرام تترافق و"هاشتاغ" كلمة "ساق" باللغة الإنكليزية، و 4 ملايين مترافقة و"هاشتاغ" كلمة "قدم"، وهي بغالبيتها الساحقة تدمج الجزء السفلي من الجسم مع منظرٍ طبيعي. اللافت، أن الصورة تخضع لتعديلات جمّة قبل نشرها، تتلاقى بذلك وبروتوكولات تجميل صور الوجه. الألوان، الإطار، القصّ، التدوير، والمؤثّرات، كلّها تساهم في "تنظيفها" قبل نشرها. غالبية الحسابات التي تحبّذ نشر صور كهذه، تفعلها دوريّاً، وباستمرار. صحيح أن للأراء الشعبية قدرة على فكّ اللغز الحقيقي وراء نشر صاحب الحساب صور أقدامه، ولو من خلال تعليق نقدي، إلا أن الدوافع الحقيقية لهذه الظاهرة ودوافعها تبقى من اختصاص علم النفس. فيؤكّد الاختصاصي في علم النفس الدكتور ميشال نوفل لـ"النهار" أن "لعملية تصوير الساقين وأصابع الأرجل، ونشرها في مواقع التواصل الإجتماعي دوافع عدة تراوح من السلوك العادي لتصل إلى مرحلة السلوك المرضي".


ويشير إلى أن "الدافع الأكثر شيوعاً لهذا الفعل، تأكيد وجود الشخص على الشاطئ أو ضمن منظر طبيعي معين على شكل لوحة فنية، حيث يبتكر لمسته الخاصة في هذه اللوحة وينشرها. أما البعض فيعتمد هذا السلوك من باب التقليد والمحاكاة، لأنه يتأثًر بالجو العام أو الموضة الموجودة. هذه السلوكيات عادية، ولا يمكن تصنيفها ضمن خانة السلوك المرضي". للنرجسية أيضاً دور في الموضوع، فيضيف نوفل أن "البعض يحب الإطراء فيصوّر قدميه رغبةً منه في الحصول على تعليقات إيجابية تعزّز شخصيته النرجسية وتمنحه الإحساس بالرضى والتفاخر. ومثال على ذلك، المرأة التي تعرض صور طلاء أظافرها، تفعل ذلك للتباهي، وغايةً منها في نيل إعجاب الناس، خصوصاً أن أصابع الرجلين هي إحدى الأعضاء المثيرة جنسياً عند فئة من الناس، المسموح بإظهارها قانونياً، مثلها مثل الشفتين، اليدين والشعر، وبعكس الأعضاء الأخرى التي تعرّض صاحبها للملاحقة القانونية في حال تصويرها ونشرها. إذاً، يمكننا الإستنتاج أن الشخص يعلم تمام المعرفة الهدف الأساسي لنشر صور رجليه، خصوصاً إذا كان راشداً".


هذا في ما خصّ الحالات الطبيعية، ولكن قد تتعدى هذه الظاهرة حدود المنطق، لتصل إلى مرحلة مقلقة ومخيفة. "إن نشر صور الأرجل بكثرة، واعتماد هذا السلوك بشكل دائم في مواقع التواصل الاجتماعي قد ينذر بوصول الناشر إلى مرحلة الهوس، أي عدم القدرة على التخلص من هذه العادة وتلازمها مع سلوكياته وصوره باستمرار. ولها أيضاً أن تتطور فتعتبر حالة مرضية بحتة، عندما تصبح عملية تصوير القدمين سلوكاً يشغل الإنسان دون انقطاع ويعزله عن العالم الخارجي. ففي حالة ارتياد الشاطئ مثلاً، ينشغل المريض بتصوير ساقيه طوال الوقت، دون تحقيق أي تواصل مع محيطه أو أصدقائه، فيصبح معزولاً تماماً عنهم ووجوده وإياهم شكليّاً وحسب"، يضيف.


وفي ما خصّ كثرة انتشار هذه الظاهرة يعتبر أن "الـ 14 مليون صورة في موقع انستغرام ليس بالرقم الخطر أو المثير للقلق، بل هو رقم عالمي طبيعي يشير إلى عالمية انتشار هذه الظاهرة وعدم اقتصارها على ثقافة أو مجتمع معينين، بل يعطيها صفة الموضة، وهذا ما يعزز إشكالية أنها ظاهرة طبيعية لأنها لا تقتصر على فئة معينة من البشر. كما نستطيع التوقع باضمحلال هذا السلوك مستقبلاً مثل سواه من أشكال الموضة التي اختفت، وجاء المجتمع بأفكار جديدة تشغل عقول الناس من جديد. فظاهرة السلفي التي نجحت في فترة زمنية معينة، خفّ زخمها اليوم بشكلٍ كبير".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم