النفط يحلّق... فهل يسقط من جديد؟

حافظت اسعار #النفط على أعلى مستوياتها في حوالي 18 شهرًا، سجلتها نتيجة توصل منظمة الدول المصدرة للنفط #أوبيك وبعض الدول المنتجة من خارج المنظمة إلى أول اتفاق لهم منذ 2011 لتقليص الإنتاج بشكل مشترك لمعالجة تخمة المعروض العالمي. كما شهدت الاسعار المزيد من الدعم في الساعات الماضية برفع #وكالة_الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط للعامين 2016 و 2017. وأشارت الوكالة إلى أن التزام اوبيك بحصتها في خفض الإنتاج البالغة 1.2 مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى التزام المنتجين من خارجها بنصيبهم البالغ 558 ألف برميل من شأنه أن يساعد على إعادة التوازن بين العرض والطلب في النصف الأول من 2017. وكان المنتجون غير الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول قد اتفقوا بقيادة #روسيا يوم السبت على خفض الإنتاج 558 ألف برميل يوميا انخفاضا من 600 ألف برميل يوميا كانت مستهدفة. وسُجلت هذه الخطوة بعد الاتفاق التاريخي الذي توصلت اليه المنظمة في 30 تشرين الثاني على خفض انتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا لمدة 6 أشهر بدءًا من كانون الثاني 2016. وعلى صعيد التداولات، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام #برنت القياسي تسليم شباط بنسبة 0.6% إلى 56.01 دولارا للبرميل، فيما ارتفع خام #نايمكس الأميركي تسليم كانون الثاني بنسبة 53.0% إلى 53.11 دولار للبرميل، في أعلى مستوى له منذ تموز 2015. وزادت عقود الخام الأميركي 23% منذ منتصف تشرين الثاني مع بدء تنامي التفاؤل بإمكانية التوصل إلى الاتفاق الذي وقعت نهاية الشهر الماضي.

الالتزام بالاتفاق
العديد من الدول أعربت عن نيتها تخفيض إنتاجها النفطي التزاما منها باتفاق أوبيك، ومنها #أبوظبي و #الكويت و #قطر وروسيا وغيرها. فروسيا تسير بدورها نحو الالتزام التام باتفاق خفض الانتاج، وفي هذا السياق كشف وزير الطاقة الروسي ألكسندر #نوفاك إنه سيبحث مع شركات النفط الروسية الأربعاء كيفية خفض إنتاج النفط لتنفيذ اتفاق خفض الانتاج على ان تحدد كل شركة خلال هذا الاجتماع أين وكيف وبكم ستخفض إنتاج #النفط. كما أكد #نوفاك أن خفض إنتاج بلاده من النفط بموجب الاتفاق سيصل على الأرجح إلى 300 ألف برميل يوميا في مايو آيار، على ان تحقق موسكو خفضا بواقع 200 ألف برميل يوميا بنهاية الربع الأول من عام 2017. بدورها، قالت شركة قطر للبترول الحكومية إن إنتاج البلاد من النفط سيتراجع اعتبارا من الأول من كانون الثاني تماشيا مع اتفاق أوبيك، وقال سعد شريده الكعبي الرئيس التنفيذي للشركة ان الشركة أعلمت عملائها بتخفيض شحناتها من النفط تنفيذا لقرار دولة قطر الالتزام بحصص الإنتاج الجديدة." وأيضا الكويت تسير في الاتجاه ذاته، حيث أبلغت مؤسسة البترول الكويتية جميع العملاء بأنها سوف تخفض كمياتهم التعاقدية من النفط الخام اعتبارا من كانون الثاني المقبل التزاما بقرار اوبيك.

الاسعار الى اين؟
كثرت التوقعات الخاصة بشأن مستقبل اسعار النفط بعد إتفاق اوبيك في فيينا نهاية تشرين الثاني الماضي. وبحسب وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، من المرجح أن تستقر أسعار النفط في نطاق بين 50 و55 دولارا للبرميل مشيرا إلى أن رد فعل السوق لاتفاق أوبك الأخير بشأن خفض الإنتاج كان إيجابيا. أما #بنك_أوف_أميركا ميرل لنش فقد توقع أن يستمر ارتفاع أسعار النفط لتصل إلى 70 دولاراً العام المقبل، في ذروة موسم الطلب الأميركي. ورفع البنك العالمي تقديراته لمعدل سعر خام برنت في 2017 إلى 61 دولاراً، وللخام الأميركي إلى 59 دولاراً، مشيراً إلى أن الطلب العالمي على النفط سيرتفع بنحو 1.2 مليون برميل يومياً العام المقبل، فيما سيظل المعروض شبه ثابت، ما سيعطي دعماً للأسعار. وتوقع بنك اوف اميركا أن ينكمش المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك بواقع 910 آلاف برميل يومياً هذا العام، وبنحو 30 ألف برميل يومياً إضافية العام المقبل، وذلك مقارنةً بزيادة سنوية معدلها 710 آلاف برميل يومياً على مدى السنوات الـ 20 الماضية. بدوره توقع وحيد علي كبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل ثاني أكبر منتج للنفط في روسيا ان يصل سعرا النفط إلى 60 دولارا للبرميل عام 2018. وأضاف كبيروف أن برنامج استثمار لوك أويل لعام 2017 يستند إلى سعر النفط عند 40 دولارا للبرميل.

المخاوف مستمرة...
الاتفاق الذي توصلت اليه اوبيك نهاية الشخر الماضي بالاضافة الى الاتفاق الذي وقعت يوم السبت الفائت لم يمحيا المخاوف في الاسواق من إمكانية الا تدوم مفاعيل هاتين الاتفاقيتين طويل. فقد أظهرت أرقام وكالة الطاقة الدولية ارتفاع إمدادات النفط العالمية خلال تشرين الثاني إلى 98.2 مليون برميل يومياً، حيث فاقت الزيادة التي شهدها إنتاج "أوبيك" التراجع في مستويات الإنتاج لدى المنتجين من خارجها. وكانت ضخت أوبيك المزيد من النفط خلال الشهر الماضي، بالرغم من توصلها للاتفاق بشأن خفض الإنتاج. وكانت أوضحت المنظمة في تقريرها الشهري أن إنتاجها ارتفع بمقدار 240 ألف برميل يومياً خلال تشرين الأول إلى 33.64 مليون برميل يومياً، بفعل ارتفاع الإمدادات من إيران وليبيا ونيجيريا والعراق. وأضافت المنظمة أن #إيران أبلغتها برفع مستويات إنتاجها بأعلى وتيرة منذ وقف العقوبات الدولية في كانون الثاني، وبذلك تخطى مستوى الإنتاج الإيراني الحالي تقديرات أوبيك بنحو 230 ألف برميل يومياً. وفي سياق متّصل، يشير بعض المراقبين إلى أن الارتفاع الذي شهدته أسعار #الخام مؤخراً، من الممكن أن يحفز منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لزيادة إنتاجهم، وهو ما سوف يقوض فوائد اتفاق منظمة أوبيك. كما ثمة مخاوف بين المحللين من أن التحرك الكبير في سعر الخام غير قابل للاستمرار وأن السوق قد تكون ارتفعت أكثر من اللازم في ضوء التوقعات بأن منتجين شتى لن يلتزموا بإتفاق خفض الانتاج. كما يمكن ايضا للأسعار ان تتراجع مجددا إذا اعتقد السوق أن هناك تقاعسا عن الإلتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق التي خرجت به دول اوبيك والدول المنتجة الاخرى.