الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فضيحة المنشطات تطال اكثر من الف رياضي روسي

فضيحة المنشطات تطال اكثر من الف رياضي روسي
فضيحة المنشطات تطال اكثر من الف رياضي روسي
A+ A-

كشف تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين وجود دور مباشر لوزارة الرياضة الروسية في عمليات تنشط ممنهجة بين 2011 و2015، في فضيحة تطال اكثر من الف رياضي في 30 رياضة، وهو ما نفته السلطات الروسية.
ونشر ماكلارين الجمعة تقريره الكامل الذي يعرض لخلاصة تحقيقات اجراها بطلب من الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، اثر معلومات كشفها المدير السابق لمختبر موسكو لمكافحة المنشطات غريغوري رودتشنكوف. وكشف التحقيق حصول عمليات تلاعب بعينات فحوص المنشطات، وصلت لحد استخدام الملح والقهوة فيها.
وكان الجزء الاول من التقرير في تموز، كشف حصول عمليات تنشط ممنهج على نطاق واسع برعاية الدولة الروسية، وادى الى حرمان اكثر من مئة من رياضييها، المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية التي اقيمت هذه السنة في ريو دي جانيرو.
وبعد ايام من تمديدها العقوبات بحق روسيا، اعلنت اللجنة الاولمبية الدولية في اول اجراء بعيد صدور التقرير، انها ستعيد تحليل 254 عينة بول روسية من الالعاب الاولمبية الشتوية 2014 في سوتشي.
وقال ماكلارين الجمعة في لندن "وضعت مؤامرة مؤسساتية للرياضات الشتوية والصيفية بمشاركة وزارة الرياضة واجهزة اخرى، كالوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (...)، ومختبر موسكو لمكافحة المنشطات، اضافة الى جهاز الامن الفيدرالي، بهدف التلاعب بفحوص مكافحة المنشطات".
واوضح "هذا التلاعب الممنهج والمركزي بفحوص المنشطات، تطور وتم تحسينه تباعا بحسب استخدامه، في الالعاب الاولمبية (الصيفية) في لندن 2012، في دورة الالعاب الجامعية +اونيفرسياد+ في 2013، بطولة العالم لالعاب القوى 2013 في موسكو، ودورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي (روسيا) في 2014".
واشار الى ان اكثر من الف رياضي شاركوا في الالعاب الاولمبية الصيفية والشتوية والالعاب البارالمبية "يمكن تحديدهم على انه قد تورطوا او افادوا من التلاعبات للتستر على فحوص ايجابية".
وبينما لم يكشف التقرير اسماء، افاد ماكلارين ان 695 اسما أرسلت للاتحادات المعنية، ومن بينها "عداؤون معروفون وعلى مستوى عال".
وتحدث البروفسور الكندي عن عمليات "تستر تطورت على مدى الاعوام، من عمليات فوضوية غير مضبوطة، الى استراتيجية مؤسساتية ممنهجة للفوز واحراز الميداليات"، وان نظام التلاعب تم تطويره بشكل يمكنه من "ملاقاة التغييرات في انظمة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا) وتدخلاتها".
وأكد ماكلارين لوكالة فرانس برس، عدم وجود ادلة على تورط لبوتين في فضيحة المنشطات، او انه "كان يعلم اي شيء من هذا القبيل".
الا ان التقرير اشار بشكل مباشر الى مسؤولين روس "بمن فيهم وزير الرياضة" في حينه فيتالي موتكو، ونائبه.
ويعد موتكو شخصية مثيرة للجدل، واستبعد بعد فضيحة المنشطات من منصبه كوزير للرياضة وخلفه بافل كولوبكوف. وفي حين يؤكد الاخير ان بلاده "اعلنت الحرب" على المنشطات، لم يبتعد موتكو بشكل كامل عن السلطة او يعاقب، بل يتولى حاليا منصب نائب رئيس الوزراء.
ونفت وزارة الرياضة الروسية اتهامات ماكلارين.
وشددت في بيان على "عدم وجود برامج حكومية لدعم التنشط في الرياضة"، مؤكدة انها "ستواصل مكافحة المنشطات دون اي تسامح".
واضافت انها "ستدرس بعناية" استنتاجات التقرير لوصول الى "موقف بناء"، وان السلطات المختصة "تحقق في كل الحالات التي وردت في الجزء الاول من تقرير ماكلارين"، وستقوم بالامر نفسه مع الجديد.
ورفضت موسكو باستمرار اتهامات ماكلارين بشأن نظام التنشط. واعلن الرئيس بوتين الاسبوع الماضي، ان برنامجا جديدا لمكافحة المنشطات سيكون جاهزا بدءا من مطلع سنة 2017، وان الفضيحة ستساعد "على خلق النظام الاكثر تقدما لمكافحة هذا الشر".
وربط الروس في بعض المراحل بين الرياضة والسياسة، فاعتبر عدد من المسؤولين ان الحملة تشكل جزءا من هجوم غربي ضد موسكو.
وردا على سؤال في هذا السياق، قال ماكلارين الجمعة انه يمكن الثقة بالمسؤولين الروس "الا انه يجب ان يصلحوا انفسهم".
وبعيد نشر التقرير، اعلنت اللجنة الاولمبية الدولية انها ستعيد تحليل 254 عينة بول روسية اخذت خلال دورة سوتشي.
واوضحت اللجنة ان العينات سيعاد تحليلها "لان تفويض ماكلارين لم يتضمن اعادة فحص شاملة لكل هذه العينات"، علما انه سبق للجنة اعادة تحليل 63 عينة دم من الدورة نفسها، كانت كلها سلبية.
وكان رئيس اللجنة توماس باخ اكد الخميس ان التقرير الكامل سيشكل "تحديا" للجنة التي بدأت اصلاحا واسعا ضد المنشطات.
واكد "سنتحرك لدى حصولنا على التقرير. سيحال على اللجنتين التأديبيتين للجنة الدولية المنشأتين في 19 تموز الماضي واللتين ستتصلان بالسيد ماكلارين"، وذلك غداة تمديد اللجنة العقوبات التي فرضتها على روسيا في اعقاب نشر الجزء الاول من التقرير.
وشملت العقوبات حرمان المسؤولين الروس والمذكورين في التقرير حضور اي مناسبات رياضية. كما اكدت اللجنة الدولية انها لن تنظم او ترعى اي حدث رياضي في روسيا، لاسيما بالنسبة للالعاب الاوروبية 2019، والتي ترشحت روسيا لاستضافتها.
وفي اعقاب الاتهامات، اقرت السلطات الروسية قانونا يجرم اجبار الرياضيين على استخدام عقاقير منشطة للاداء.
الا انه على رغم الاجراءات الروسية، لا يزال امام موسكو شوط طويل لتقطعه على طريق تنظيف اسمها.
وفي ما بدا انه استمرار للذهنية الرياضية السائدة، اعيد الجمعة انتخاب ديميتري شلياختين رئيسا للاتحاد الروسي لالعاب القوى، الموقوف من قبل نظيره الدولي على خلفية قضايا منشطات ايضا.
واوقف الاتحاد الدولي نظيره الروسي في تشرين الثاني 2015 بسبب مزاعم تناول رياضييه منشطات على نطاق واسع.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم